السيد مثال الآلوسي، رئيس حزب الأمة العراقية
علينا أن نثبت لأنفسنا لزوجاتنا وبيوتنا
لأحزابنا لمواطنينا، أننا رجال دولة وقادرون على اتخاذ القرارات الصعبة
العراق مجموع من السومرية والبابلية
والآشورية والكلدانية والدولة الإسلامية العباسية

أجرى الحوار
: شمعون شليمون
في
ظل الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية، أرتأت جريدة بهرا
ان تحاور النائب مثال الآلوسي رئيس حزب الأمة العراقية فكان هذا الحوار.
- في البداية نرحب بسعادة النائب ونود
أن نسأل أين وصلت جهود المصالحة الوطنية، وما مدى جديتها؟.
* السؤال هو هل بدأت؟، هل هناك بداية فعلية؟، وما المقصود
بالبداية الفعلية؟، هل هو قرار حكومي؟، هل هو قرار سياسي؟، هل هي ثقافة
عراقية تدعو الى التسامح؟، وطي صفحة الماضي بصدق وبجرأة من أجل مستقبل واعد
آمن مستقر، ما هي المصالحة الوطنية؟.. هذا هو السؤال الجميل، هل هو أن
يتصالح الضحية مع القاتل؟، أم أن نفتح صفحات جديدة لمواطنين عراقيين؟، أم
لأحزاب عراقية؟، أم لمنظمات إرهابية؟.
هذه كلها تساؤلات مستحقة. أنا أقول أن المصالحة لم تبدأ، لأن
أول شروط المصالحة، أن نبدأ ونتصالح مع الذات، أنا لا أعتقد أن الذات
العراقية كمجموع، بل كقياديين سياسيين وكمجتمع وكأفراد.. لا أعتقد أن النفس
راضية على ما فعلت وما وصلنا إليه. الحكومة بحاجة الى أن تتصالح مع نفسها،
أن تصل الى برنامج حكومي واضح.. إن الوصول إلى مجلس الوزراء لا يكون بوجود
فراغ إداري أو سياسي أو شخصي.. مجلس النواب بحاجة، والرئاسات بحاجة. أنا
أعتقد أننا لا زلنا في بداية بسيطة متواضعة، لا تكفي الشعارات فقط بهذا
الاتجاه.
- ولكن في الإعلام الحكومي هناك كلام عن
جهود حثيثة من أجل المصالحة، وهناك قانون سيصدر عن البرلمان، حضرتكم تقولون
أن المصالحة لم تبدأ؟.
* على الأقل أنا أتحدث من زاوية المعلومات التي أعلم بها. أو
أمتلكها. مثال الآلوسي عضو في الهيئة الوطنية العليا للمصالحة الوطنية،
ومنذ أشهر لم أحضر اجتماع، لا لأني لا أريد أن أحضر الاجتماع. لم يكن هناك
اجتماع للهيئة الوطنية العليا. هل هي مسألة ديكورات وأسماء ونغمات
ومخصصات؟!. ونتباهى أمام الكاميرات، أم هو مشروع وطني سياسي عميق؟..
القرارت السياسية السهلة لا تحتاج الى سياسيين ورجال دولة، القرارات الصعبة
تحتاج الى سياسي محترف ورجل الدولة ومناضل كبير. المسائل البسيطة يمكن أن
نتركها للمواطن.. الآن علينا أن نثبت لأنفسنا، لزوجاتنا وبيوتنا، لأحزابنا
لمواطنينا، أننا رجال دولة، وقادرون على اتخاذ القرارات الصعبة، على أن
تكون القرارات سليمة طبعا.
- بعض الساسة يأخذ على الكتل السياسية
الكبيرة أنها غير جادة في مسألة المصالحة الوطنية، فكيف تقيمون أنتم كحزب
الأمة العراقية، المصالحة الوطنية؟.
* أنا لا أقول أن الكتل الكبيرة جادة. أنا أضع السؤال وأنا محق
بذلك. هل تستفيد الكتل الكبيرة من المصالحة الوطنية؟. هل تستفيد الكتل
الكبيرة من استقرار سياسي وأجندة عراقية وطنية، إنسانية سامية متحضرة؟. أم
أن بعض الكتل تستفيد من الخطاب الضيق المناطقي المتخلف؟. هذا هو السؤال..
أنا أعتقد أن البعض لا يريد أن يخرج العراق من محنته، لأنه من خلال هذه
المحنة أصبح رجلا سياسيا وتاجرا وأصبح ثريا وأصبحت له وجاهة.. يا أخي
وجاهتنا نحن الساسة من خلال العز الذي يعيشه المواطن العراقي والاستقرار،
وليس من خلال ما نملك في جيوبنا، وما نملك من الرشاشات، والمقار التي يخاف
الناس منها.
- أين وصلت جهود الإصلاحات الحكومية،
بعد إنسحاب البعض وإستقالة البعض الآخر؟.
* لهذا الموضوع عدة زوايا. الزاوية الأولى هناك حقيقة مادية
ملموسة، التيار الصدري وجبهة التوافق والعراقية انسحبوا من الحكومة. والكل
لديه برامج.. والعراقية وجزء من الدعوة والفضيلة خارج الحكومة.. ما هو السر
وراء كل هذه الأطراف المعترضة من عدم إيجاد أجندة سياسية واحدة والاتفاق؟.
أنا أعتقد أن السر واضح، البعض ليس معترضا على الحكومة ونتائجها بل هو
يعترض على رئاسة الوزراء، فأحد الأخوان يريد أن يصبح رئيس وزراء. هل يريد
أن يصبح رئيس وزراء على حسابنا؟.. يعنى أما أن تكون رئيس الوزراء وإما أن
الحياة تقف؟!.
أنا لا أدعي أن الحكومة ناجحة. نوري المالكي يعلم أن الحكومة
ليست بناجحة، ونحن نعلم والمجلس يعلم.. فإما أن نطرح بديلا سياسيا، وإما أن
نسكت!.. أنا أتمنى على الحكومة أن تكافأ على النجاح وتنتقد بل وتجلد على
الفشل، يعني أن هناك معارضة نحن على القول العراقي "لا حضيت برجلها ولا
أخذت السيد علي".. فلا من يحاسب الوزارات، وما تأخذه من الرواتب والنفوذ
حزبي. هذه مشكلة المواطن والوطن يدفع ثمن السياسيين ولكنهم ليسوا رجال
دولة.
- كيف تقيمون الأداء الحكومي في مجال
الأمن بعد مشاركة الصحوات المناطقية وأبناء العشائر في إستتباب الأمن؟.
* يجب أن نكون صادقين ودقيقين. لو كانت كل الأمور متروكة
لوزارة الدفاع والدوائر الأمنية والشرطة الأمنية والشرطة في المناطق الأخرى
"مع احترامي واعتزازي بالشرطي والضابط والمسؤول العسكري الكبير، فهم أبطال
في تحديهم للظروف اليومية".. ولكن لو كانت الأمور متروكة علينا فالحرب
الأهلية ستكون والخراب سيكون أكثر والقاعدة ستستمر أكثر، والميليشيات
ستستمر أكثر. هناك حقيقة فرئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج بوش بعد
تقريرأيلول أخذ قرارا بإرسال أفواج وألوية عسكرية أميركية مقاتلة لحسم
الأمر. وهناك حقيقة ثانية أن البعض أدرك أن الحديدة حارة والسيف آت، هذا
شجعهم أن يكونوا جزءا من الصحوة. والمشكلة ليست في القوى الأمنية بل لا
توجد إرادة سياسية لمتابعة المجرمين.. يعني النتاج الأمني الحالي الجيد هو
بسبب باتريوس وإصراره على النجاح هذه حقيقة.. والويل لنا إذا تم تخفيض
الجيش الأميركي، وتمت عملية التخفيض ستجد كيف أن الوحوش والحشرات التي
اختفت هذه الأيام ستظهر من جديد وتدعي الشعارات الوطنية الإسلامية.
- إذن، حقيقة أن الوضع الأمني تحسن بسبب
بعض الصحوات والتقارب السياسي غير دقيق.
* تقارب سياسي غير موجود. ما حصل في محافظة الأنبار لا ينطبق
في محافظات أخرى.. فهناك المواطن مل من أن يكون أداة وعبدا وحاضنة
للإرهاب.. وإذا بدأ الإرهاب يقتله أو يبتزه فهذا موضوع آخر.. واقع الحال أن
العشائر هناك انتفضت لكرامتها، وأن هناك دعم مادي أميركي كبير لهم، مهما
كان السبب المهم هي النتائج علينا احتواء الموضوع وملء الفراغ برجال دولة
والمؤسسات العراقية.. العشائر والصحوة مع إحترامي لهم لا يمكن أن يعوضوا عن
المؤسسة الرسمية للدولة.
- ولكن من خلال إحتواء الصحوات في قوى
الأمن ألا يكون أداؤها كأداء بعض الميليشيات في قوى الشرطة والجيش؟.
* علينا أن نحدد المؤسسة العسكرية والأمنية بشكل محترف.. من
كان قصابا ويمنح رتبة لواء ركن لا يصلح، من كان لديه "عربانة الدفع" والآن
آمر لواء لا يصلح. عليه أن يكون خريج الكلية العسكرية وكلية الشرطة.. أن
يملك شهادة ويملك علما، يملك معرفة واختصاصا، هؤلاء يمكن أن يستلموا الملف
الأمني. بعد ذلك غير مسموح لأي شخص أن يكون طرفا سياسيا.. الدستور واضح، لا
تسييس للقوات المسلحة العراقية، بكل أطيافها.. ما يحصل الآن تسييس وإهانة
للدستور والمواطن العراقي، وهذا غير مقبول جملة وتفصيلا.. المجرم صدام كانت
له القدرة وأخذ قرارات أسماها عفو عام، هل يعقل أن هذا المجرم كان يأخذ مثل
هذه القرارات القاسية ونحن غير قادرين؟!. إذا كانت لدينا دولة ومؤسسات دولة
ولدينا برلمان ومجلس وزراء ورئاسة والأحزاب الوطنية موجودة في الشارع ممن
نخاف؟!، والويل لمن يخطأ للمرة الثانية فلنكن جسورين وشجعانا ونتحمل
المسؤولية.. اليوم مجتمعنا فيه فجوات كبيرة وخطرة، تجار الطائفية التابعين
للمخابرات الإيرانية والسورية والسعودية وحتى الكويتية لا يمكن للعراق
المعروف بعظمة تأريخه أن يكون لعبة بيد بعض الصعاليك من عملاء دول الجوار..
الدولة عليها أن تكون قاسية مع الخارجين عن القانون، ورحومة رؤوفة تحتوي
الكل.. لتفعيل الاقتصاد، نريد وزارة تربية علمية لا نريد أن نحولها الى
حسينية، التربية علم ومنهج تربوي، لا دخل له في الدين، يكفي المتاجرة
بالدين وهذه الأكاذيب.. نريد علما وبناء، ونقول للحرامي حرامي، وللبطل بطل،
ونقول لأطفالنا هذا بلدكم أبنوه وتنعموا بخيراته.
- ما سبب التلكوء الحكومي في الخدمات
والاقتصاد، هل هو الوضع الأمني أم أسباب أخرى؟.
* الوضع الأمني هو نتيجة تدخل دول الجوار التي تريد أن تدمر
العراق في لحظة ضعف، والتلكوء هو كيف يهرب النفط.. هناك دول تهرب النفط
ومخابرات إيرانية وكويتية تشترك في العملية، وهناك إشراف في الموانئ لتهريب
النفط، وهناك عصابات من الصعاليك يحملون شعارات الأحزاب الدينية ويهربون
النفط.. الهجمة على العراق واضحة إيقاف العملية الانتخابية، اثنا عشر مليون
عراقي تحدوا الإرهاب أثبتوا وجودهم، واليوم نقول أنتم غير موجودين من خلال
التشكيك بالبرلمان.. من يشككون في البرلمان هم دعاة القاعدة والمخابرات
الإيرانية والكويتية والسورية وكل من لا يريد الخير للعراق.. نحن لا ندعي
أن مجلس النواب مثالي، ونعلم مدى العيوب الموجودة، ولكن لكل تجربة ضرائبها،
وحتى العضو البرلماني يدفع ضرائب.. الهجمة على النواب هي محاولة من نوع ثان
للهجوم على المجتمع العراقي، اقتصاديا سرقة المال العام، أمنيا قتل المواطن
العراقي.. الآن تاج الأمور هو البرلمان وهم يريدون القضاء عليه.. الفاشل لا
يقول أنا فاشل، علينا أن نعيد الحسابات عراقيا.. أنا قريب من إيران والكويت
وتركيا جغرافيا ولكني بعيد عنهم حضاريا وإنسانيا واجتماعيا، للأسف هم في
واد ونحن في واد، هم أنظمة دكتاتورية وأنا قريب من الولايات المتحدة الأمير
كية ستراتيجيا، ليكن تحالفنا واضحا وبدون اللف والدوران والكذب.. الدين في
الجامع والكنيسة، تلعب بالدين في موقع سياسي أضربك على يدك.
- على ذكر السرقات والتجاوزات المالية
نسمع عن تورط وزراء وموظفين حكوميين كبار، ولكن لم نسمع عن المحاسبة؟.
* هناك مثل عراقي يقول "الكلب ما عض أخوه" الحرامي لن يكشف
حرامي، والصعلوك لا يقول لشبيهه صعلوك، والمزور لا يقول للثاني مزور..
المؤسسة العراقية أكبر بكثير من أن تسيس، الأحزاب فاشلة، نجحنا بعد نضال
عظيم وتضحيات كبيرة، ولكن لسنا نحن من مات، بل الشهيد هو الذي ضحى..
العوائل التي بترت ودفن أفرادها أحياء من مناضلي حزب الدعوة والحزب الشيوعي
والحركة الآشورية والأحزاب الكوردية والشخصيات الوطنية أولئك من ضحى.. نحن
ما زلنا على قيد الحياة، إذا كنا نملك الأمانة علينا أن نخدم الضحية، وغير
الضحية لأن الأب مسؤول عن كل أفراد العائلة في الفشل والنجاح.
- هل هناك تحرك لتكتل ليبرالي أو
ديمقراطي تقدمي وطني؟.
* أولا أريد التمييز بين الأحزاب العلمانية والليبرالية.. يعني
عصابة البعث هي علمانية، يعني هي ليست بحزب ديني، لكنها عصابة فاشية..
ولدينا شخصا أو ثلاثة هذا سارق ولكنه علماني وهذا لا يمثل الليبرالية..
وهناك من يلتزم الصوم والصلاة في الجامع والكنيسة ولكنه ليبرالي..
الليبرالية المقصود بها هو السلوك الطبيعي والدعوة لخدمة الناس، وهي دعوة
دينية بالمناسبة.. نحن نعتقد في هذا الحزب "حزب الأمة العراقية" أن شيخ
الليبرالية وآمر الليبرالية هو الإمام علي، عندما يقول "إما أن يكون لك أخ
في الدين أو نضير لك في الخلق".. نص ثاني "لا تقصروا أولادكم على تربيتكم
فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".. إذا كنتم مؤمنين بالإمام علي سنة وشيعة،
فكيف تخنقون أبناءكم وتسلبون منهم إنسانيتهم؟!.. وإذا كان أخ أو نضير لك،
فلماذا تحمل الرشاش تقتل عمر وعبد وحسين؟!.. الليبرالية هي المفهوم الطبيعي
الناضج الإنساني، ونحن الليبراليين نعاني من مشكلة أخرى، حيث كل الأحزاب
دون إستثناء، ولا أخجل من أحد هي مدعومة من إيران أو من السعودية أو من
الإمارات أو الدول الأخرى إلى ما شاء الله.. الليبراليون لا يستلمون أي
دعم، لأن دول الجوار والدول الطامعة بالعراق تنتعش من خلال الخلافات
الطائفية والتمزق الطائفي.. نحن دعاة خير ولا نميز بين أبن السماوة
والناصرية والعمارة المظلوم، والثاني من ديالى أو الموصل أو من أربيل.. هنا
أسأل سؤالا، من هم أثرياء العراق؟، المواطن سيشخص، هم دعاة تمزيق العراق،
دعاة الطائفية ودعاة الخطاب اللاعراقي.
- هل يمكن أن نشهد ميلاد تكتل من
الأحزاب الوطنية التي تدعو الى الوطن، والولاء للوطن أولا وأخيرا؟.
* يؤسفني أن أقول أنا لا أعتقد أن مثل هذا التكتل سيكون في
الأيام القريبة القادمة.. أتمنى أن يقوم غدا، ونحن كحزب الأمة العراقية
وأقول من موقعي، نحن لدينا الاستعداد الكامل بأن نكون جنودا في مثل هكذا
تكتل، ولا نريد الزعامة ولا الرئاسة ولا أي شيء.. ولكن من يريد أن يكون
القائد والزعيم ومرشحنا لرئاسة الوزراء أو لأي مكان آخر أن يتحمل
المسؤولية، عليه أن يكون واضحا، العراق لا يتحمل فشل الفاشلين.. فمثل ما
يواجه الليبرالي الإسلاميين بكلام قاس عليه أن يلتزم بالقوانين والدستور،
في القول والمعنى والمضمون، والإنتاج.. الليبرالي الذي يتنقل بين العواصم
لا يفيدنا، أو ليبراليا كان بالأمس مفلسا واليوم أصبح مليونيرا فهذا
سارق!.. نحن براء منه فهو ليس ليبراليا و لاعلاقة له بالليبرالية، من يحمل
راية الليبرالية على أساس أنه قوي بأميركا نقول له لا نريدك ولا نريد
الليبرالية الأميركية.. نحن نريد ليبرالية عراقية، الأصول العراقية
والدستور العراقي، والمواطن العراقي.. نحن نبكي على الكوردي مثلما على
العربي، ونبكي على المسيحي مثلما على المسلم، هذا هو مفهومنا لليبرالية..
الله سيعاقب من أدعى العلمانية والليبرالية وسرق أكثر بكثير من المتخلف
الذي يرتدي المحابس، لأن المتخلف لا يأمن حتى على نفسه بعكس المتعلم الذي
جال الدنيا.. يجب أن يعلموا أن الأموال التي هربت الى بنوك العالم سيتم
إعادتها.. وأنا على علم أن هناك ليبراليون حقيقيون في الحزب الشيوعي
والحركة الديمقراطية الآشورية والقائمة العراقية وفي الإئتلاف وحتى التوافق
والأحزاب الكوردية.. نحن نريد تكاتفا ليبراليا في الشارع العراقي.. أما من
يدعي الليبرالية من أجل رئاسة الوزراء فحينما سيصل الى هذا المنصب سنكون
نحن في المعارضة.
- هناك من السياسيين من يعتقد أن قانون
الانتخابات البرلمانية هو الذي أتى بحكومة مكتوفة الأيدي؟.
* أنا أتفق معك 100% "هذه الحادثة ليست على سبيل النكتة". أنا
أعرف رجلا سيدا نجفيا كاظماويا أصيلا أنتخب يونادم كنا، عندما سألناه
لماذا. قال أنا متأكد أن هذا لن يفعل "واحد إثنان ثلاثة"، إذن فهناك مسلمون
انتخبوا يونادم كنا. وهناك مسيحيون انتخبوا قائمة الإئتلاف العراقي، هذا هو
الواقع.. أعتقد أن هذه الثقافة البرلمانية موجودة، ملايين العراقيين يقولون
لا نريد قائمة مغلقة، ولكن هذه الصيغة لا تناسب مصالح من أصبح له نفوذ وجاه
وأموال وهو يقلد الأمير السعودي، والشيخ الكويتي.. فهؤلاء لن يقبلوا أن
يتخلوا عن القوائم ويرشحوا بأسمائهم الخاصة، أنت تعلم وأنا أعلم أنا هناك
ساسة أصحاب نفوذ لو ترشح بأسمه لما حصل على خمسة أصوت.
- إذن أستاذ مثال، هل من المستبعد أن
نجد انتخابات قادمة على أساس القوائم المفتوحة؟.
* أنا أتمنى أن تكون الانتخابات القادمة على أساس القوائم
المفتوحة، ونحن في الانتخابات السابقة أيضا كانت قائمتنا باسمنا، نحن
صريحون في طرحنا، هل الطرف الآخر يستطيع أن يكون صريحا؟، أنا لا أعتقد
ذلك.. لذا أنا أدعو المثقفين والناقدين والإعلاميين والصحفيين وأهلنا في
القرية والمدينة لنقول للسياسي هذا هو الطريق الذي يريده العراقيون.
- أستاذ مثال على ذكر الصحافة، من
المعروف أن حرية الصحافة هي أحد أركان بناء الديمقراطية، ولكن ما يؤخذ على
الحكومة وحتى البرلمان تقصيرهم نحو الإعلام الحر، بل وحتى خنق هذا الإعلام
المستقل؟.
* الصورة واضحة مع شبكة الإعلام العراقية تحديدا "لا تؤاخذنا
هم زملاؤكم"، قناة العراقية قمة الفشل الشنيع الخطير والقاتل، قناة فيها
مبالغ عالية وفنانون ومبدعون ومخرجون، استوديوهات مثل الجزيرة والعربية،
ولا العديد من المحطات مجتمعة يمكنها أن تجمع ملاك مثل العراقية، وفيها فشل
ذريع!.. أنا لا أقول السيد الفلاني فاشل، ولكن هذا ليس اختصاصه، لنحترم
المهنة والاختصاص والرأي الآخر، موظف نعرفه في العراقية وقام بدوره وقدم
برنامجا ولم يرضَ عليه أحد الأشخاص ففصله.
الإعلام يدفع ثمنا باهضا، الإعلاميون تعرضوا لهجمات إرهابية
وحشية، علينا أن نوفر إيرادات شهرية كبيرة حتى يكون الإعلام حرا. ولا أهدده
أنا في جريدتي ولا يهدده الآخر في إذاعته، وإذا تم طرده من موقع معين لا
يذل.. صدام أذل الإعلاميين والفنانين والمبدعين وتركهم يستجدون، هل هذا هو
المقصود في العراق الجديد؟، الإعلام يجب أن يكون حرا.. شيء آخر من أين تأتي
هذه المبالغ لتطلّ علينا يوميا قناة فضائية جديدة؟، من أين هذه المبالغ؟.
بصراحة وبالقانون الجنائي المخابراتي قد تكون شبكات تجسس. علينا أن نعتقل
هذه المؤسسات، وهذه ليست ضد الإعلام.
- فكرة حزب الأمة العرقية كمنهج
وأيديولوجية لماذا جاءت متأخرة برغم حاجة العراق الى فكرة تجمعهم على مختلف
تلاوينهم القومية والمذهبية؟.
* يا أخي العراق مجموع من السومرية والبابلية والاشورية
والكلدانية والدولة الإسلامية العباسية وغيرها، العراق دوما كان مجموعا ولا
زال العراق مجموعة قوية صلبه، لو كان مثل ما موجود من عصابات القاعدة
والمليشيات في أي دولة أخرى لإنهارت.. نحن لم نكن رواد فكرة الأمة
العراقية، طرحها الملك فيصل الأول والزعيم عبد الكريم قاسم وكم تم طرحها من
قبل العديد من المفكرين الكتاب والسياسيين. ولكن كحزب بدأنا نحن بهذه
البداية.. ونحن عندما نقول الأمة العراقية لا يعني الاعتزاز بالماضي فحسب،
بل نريد العراقي أن يعتز بإنتمائه العراقي، ما يريده حزب الأمة العزة
والكرامة والإزدهار.
- شكرا جزيلا أستاذ مثال الآلوسي رئيس
حزب الأمة العراقية.
* شكرا لكم.
.jpg)
|