محاضرة عن الموسيقى الآشورية في أخوية مار بنيامين الشهيد
بتل تمر

أسامة أدور
موسى - الخابور
استضافت أخوية
الشهيد مار بنيامين في بلدة تل تمر بمدينة الحسكة في الرابع من آذار الحالي
كلاً من الملحن الأستاذ يوسف إيشو والشاعر الأستاذ جميل أوشانا في محاضرة
موسيقية شعرية تناولت تاريخ الموسيقى الآشورية بين الماضي و الحاضر.
و بعد أن رحب
الأستاذ زيا يوسف رئيس اللجنة الإدارية في الأخوية بالحضور، بدأ الملحن
والموسيقي الأكاديمي يوسف إيشو محاضرته بتعريف شامل بالموسيقى الآشورية في
عصور ما قبل المسيحية وما بعدها، فتحدث عن آلة العود ذات الأصل الآشوري
وسيمفونية نينوى التي تروي مقاطعها مشاهد سقوط العاصمة الآشورية نينوى. ثم
عرج على ألوان الغناء الشعبي من الراوي والديواني والليليانا، إلى أغاني
هدهدة الطفل وأغاني العمل والرثاء والمديح، إضافة إلى الأغاني التي تعالج
القضايا القومية والمشاكل الاجتماعية، مؤكداً أن الموسيقى ترافق الإنسان من
ولادته إلى موته حيث يصلى عليه غناء. وقد استمع الحضور خلال المحاضرة إلى
نماذج صوتية لهذه الألوان الموسيقية، وإلى مجموعة من التراتيل الكنسية التي
صيغت على الألحان الشعبية التراثية بعد اعتناق الآشوريين للمسيحية، أرفقه
إيشو بشرح واف ومفصّل عن معانيه ودلالاته. وأفرد الأستاذ المحاضر جزءاً
هاماً من محاضرته للتعريف بملحنين وموسيقيين كبار، قدامى ومعاصرين،
كالموسيقار الراحل منير بشير الذي لحن عشرات الأغاني لعدد من الفنانين
الكبار، في مقدمتهم الفنانة الكبيرة فيروز التي لحن لها أغنية "يا حنينة"،
وجميل بشير، وأوشانا يوئيل صاحب التاريخ الغنائي العريق، والموسيقار الكبير
وليم دانيال الذي تعلم أصول علم الموسيقى في أوروبا في عشرينيات وثلاثينيات
القرن الماضي. إضافة إلى الملحن جبرائيل يوسف صياد. كما تحدث عن أثر
الموسيقى البالغ في الارتقاء بشخصية الإنسان ودور الموسيقى الفعال في توحيد
أبناء الشعب الواحد.
ثم ألقى
الشاعر الأستاذ جميل أوشانا، بعد أن ثمن دعوة رئاسة الأخوية ومبادرتها،
مجموعة مميزة من قصائده التي تسحر الألباب كقصيدة "المسافر" و"عيد الحب"
و"لحاف السماء" وقصائد أخرى غيرها.
وفي نهاية
المحاضرة أجاب الأستاذان المحاضران على أسئلة الحضور التي تناولت محاور
عديدة. وفي معرض رده على سؤال لموقعنا حول الاتهامات التي يوجهها بعض
الفنانين لموسيقانا الآشورية بالمحدودية والفقر قال إيشو "يجب علينا أولاً
أن نميز بين فنانين وأشباه فنانين، وهذا الصنف الأخير هو الذي يردد هذه
التهم، في محاولة يائسة منهم لتبرير نقصهم ومحدوديتهم وبعدهم عن موسيقاهم
وتراثهم الشعبي". وفي سؤال آخر وجهناه للشاعر جميل أوشانا حول ندرة الأعمال
المكتوبة باللغة الفصحى قال "هنالك شريحة واسعة من شعبنا لا تقرأ أو تفهم
الفصحى لذا نحن نختار العامية لقربها وسهولتها".
هذا وقد حضر
الندوة الموسيقية جمهور غفير من الموسيقيين والمهتمين. كما حضرتها وفود
شبابية تمثل أخوية القديس مار خنانيا بتل سكرة، وأخوية القديسة مريم
العذراء بمدينة الحسكة إضافة إلى أعضاء أخوية الشهيد مار بنيامين المضيفة
بتل تمر.
|