شعبنا في الداخل والحذر من تجاوزات المغتربين
اخيقر يوخنا
ان المتابع لما ينشر في وسائل اعلامنا وخاصة موقع عينكاوه يجد ان الغالبية
من الكتاب هم من المغتربين مما يطرح انطباعا للقارئ بان صوت او افكار او
اراء المغتربين تشغل مساحة كبيرة وربما اكبر بكثير من حجمها المطلوب في
مناقشة الوضع السياسي والحياتي لشعبنا في الداخل .
حيث ان شعبنا في الداخل هو المعني بالامر في كل القضايا التي تمس وجوده
القومي والوطني وهو الوحيد المسؤول عن ايجاد ما يلائم وينسجم مع تطلعاته
السياسية منها والحياتية العامة وهو شعب يمتلك من الخبرة واصحاب الكفاءة
في كل حقول الحياة لايجاد حلولا صائبة وبما يتناسب مع متطلبات الحياة في
الداخل وهو شعب ليس عاجزا فكريا او نفسيا او معنويا لاتخاذ ما يناسب
طموحاته كافة كما انه ليس تحت وصاية المغتربين . .
وصحيح ان من المفيد ان تبقى العلاقة قوية بين ابناء الداخل والمغتربين
.
الا ان لكل طرف همومه وتطلعاته وافكاره الخاصة وبما قد يتناقض او يخالف
الكثير من افكار وتطلعات وامكانيات ومساحات التحرك السياسي للطرف الاخر .
وقد تشكل الكثير من اطروحات واراء او افكار المغتربين تجاوزا وتدخلا
غير صحيح وغير مفيد لما ينفع او يتلائم مع واقع الحياة للحراك السياسي
لشعبنا في الداخل .
حيث ان المساحة السياسية الواسعة التي قد يستطيع المغترب التحرك فيها
وبما يتغذى به من انعام الفكر الحر في الغرب ونتيجة لامتلاكه فراغا
هائلا قد يشكل دافعا قويا لاملاء ما يخطر بباله بمقالات متواصلة قد تشكل
ارهاقا وتخبطا فكريا للقارئ في الداخل الذي يعاني من حرمان كبير في
مجالات عديدة لا تتيح له الفرصة لالتقاط انفاسه بصورة مريحة فكيف له ان
يهضم كل هذا السيل الكبير والمتعدد من مقالات المغتربين .والتي تتعارض
فيما بينها وكان الامر ليس ا لا صراعا فكريا وسياسيا بين اقلام المهجر فيما
بينهم وان قنواة اعلامنا هي بمثابة الساحة لتفريغ الاحقاد المتبادلة
والدفينة بين تلك الاطراف وكأن الداخل ليس له الا الانصياع وتنفيذ وبدون
نقاش ما تطرحه اقلام الخارج .
ولا ننسى في هذا الصدد ايضا التذكير بان جيل المغتربين حاليا والذين ما
زالوا يحملون الهم القومي والوطني والانساني لشعبنا لهم سقف زمني محدد قد
ينتهي بعد انتهاء هذا الجيل وبذلك يكون الجيل الجديد في الاغتراب بعيدا
كليا عما يعاني منه شعبنا في الداخل ..
وبكلمة واحدة نجد ان الترجمة الصحيحة للنزعة الوطنية او القومية او
الانسانية للمغترب من ابناء شعبنا هو بالرجوع الى الوطن وعدا ذلك فان
للمغترب حدود يجب ان لا يتجاوزها في التدخل كوصي على مصير شعبنا في الداخل
.
فابناء شعبنا في الداخل اولى واجدر واحق بايجاد ما يلائم حياتهم
ومسيرتهم السياسية والحياتية العامة في الوطن .
وشعبنا الاصيل في الداخل الذي يتحمل الويلات والمصاءب وكل النكبات يجب
ان لا يكون ضحية للخلافات الفكرية والسياسية العقيمة لبعض رموز التطرف
السياسي للمغتربين .
ومما يزيد تعقيد الامور هو تدخل بعض رجال كنائسنا بما لا يناسب
مقاماتهم ومكانتهم الروحية بل هو تجاوز صارخ لحدود صلاحياتهم .
والاجدر بهم اي( رجال الكنائس )ان يقدموا على حل المشاكل التي تقسم
شعبنا الى عدة كنائس وذلك من صميم واجباتهم لا التدخل فيما لا يعنيهم لان
تدخلهم في امور سياسية يزيد من انقسامات شعبنا .
ولذلك يجب على رجال الكنائس ان لا تمسك بنصل السيف السياسي لقطع ما
تبقى من شعبنا فيكفيهم فخرا ؟؟ان كانوا يعتزون به ما اتى اسلافهم به من
تقسييم كنسيتنا الى عدة كنائس (ولنا مقال بهذا الخصوص فيما بعد )
وبكلمة اخيرا وموجزة نقول ان شعبنا في الداخل يجب ان يكون على حذر مما
ينثروه المغتربون من افكار قد تزيد من تفرقة شعبنا .وان تتعاون كلا
الاطراف السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والروحية لابناء شعبنا
في الداخل لتشكيل جدار صلب وقوي امام كل التحديات التي يواجهونها الان وفي
المستقبل .
فقد ان الاوان ليرفع المغترب يده عن التدخل بالشان
الداخلي لشعبنا في الداخل وان يهتم كل طرف بما يعانيه من هموم ومشاكل
خاصة به
|