بعض اساليب الكتابة والتخاطب
أبو
نينوى
رايي المتواضع هذا يخص نوعا من اساليب التخاطب الذي اصبح هذه الايام ظاهره
سلبيه تلازم البعض من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ممن يكتبون في
بعض مواقع الانترنيت فصار مدمنا على مثل ذلك الاسلوب المبني على الطعن
والتجريح والاستهزاء باشخاص او جهات سياسية معينة خاصة بالحركة الديمقراطية
الاشورية من خلال حملات ظالمة منظمة ومبرمجة، وظل من يشن تلك الحملات يبحث
عن جهة او ربما عن " جبهة " يتحالف معها او بالاحرى ينضم اليها كي تسانده
وتدعمه في " قضيته المبدئية " تلك … فوجد ضالته المنشوده لدى احدى مؤسسات
شعبنا التي باتت اخيرا وكانها ولدت فقط لتجمع حولها كل من يعادي ويحقد على
زوعا وقيادته فاحتضنتهم وشملتهم برعايتها وهم يحملون اليها مرضهم المزمن في
" عقدتهم الزوعاوية " التي تمنعهم عن الخوض الا فيما يتضمن الكذب والطعن
فيه لان ذلك – على ما يبدو – صار واجبهم واختصاصهم وافضل ما يعتاشون عليه
واكثر ما يريح ويسعد قادتهم وصاروا بالتالي عاجزين عن الحديث الا عما
يتضمن الافتراء والتقويل والتخوين ليؤسسوا على ذلك كل " فلستهم وتحليلاتهم
" التي ليست اكثر من تهم ملفقه وشتائم " مغلفة " التي اِنْ لم تكن كذلك
فاقلّ ما يقال عنها انها الفاظ مستهجنه مرفوضة ادبياً غايتها الانتقاص من
الذي يوصمونه بها ، لكن هذا الكاتب يكشف بذلك – من حيث يدري او لا يدري –
عن مدى حقده على الذي يستهدفه وذلك يفقده ثقة واحترام القارئ الفطن له
ويجعله يشك في مصداقيته وغايته في مجمل ما يكتب حيث يكتشف حتى فيما وراء
السطور لابل في كثير من مقالاتهم بشكل صريح في عناوينها تلك السخرية
والتطاول على اشخاص هم ارفع من ذلك الكاتب شأنا واكثر ثقافةًً وارصن سلوكاً
واكثر نضالاً وتضحياتٍ واشرف تاريخاً منه بالرغم من ان هؤلاء الكتّاب كثيرا
ما يستخدمون من خلال اسلوبهم هذا بعض كلمات " المجاملة " لكن غايتهم ذر
الرماد في عيون البسطاء محاولين تزيين اسلوبهم لجعله اكثر رزانةً كمن يحترم
نفسه ! ..لكن حيلتهم لا تنطلي على القارئ الذكي ولا يستطيعون بذلك تغطية
مدى التجاوز والاعتداء الشخصي على الاخر.
ان هذا النمط من الكتّاب انما يفعلون ذلك
ليؤكدوا لامثالهم اخلاصهم وتفانيهم لهم وبالتالي يستمر في ذلك الاسلوب
عاجزاً عن التحرر من قوقعة التجريح والتجاوز الشخصي على من يعتبره " خصماً
" له ويكرر نفس الاسطوانه بنفس المفردات والمصطلحات الساخره ظناً منه ان
ذلك ربما يحطّ من شخصية الاخر وكأن الاسلوب " السهل جدا " والرخيص في الشتم
والاتهام الباطل بات هو المطلوب في النضال لكونه " السبيل الامثل والاجدى
" لتحقيق اماني شعبنا! .. فصار ذلك ديدنهم ونضالهم اليومي محاولين تصوير
زوعا بعبعاً رهيباً وعدواً يجب توجيه كل السهام المسمومة نحوه … وليس من
سبيل لديهم لغرض حصول شعبنا على كل حقوقه ولاهناك من هموم ومهام الا محاربة
زوعا فقط بسب او بدونه!!
ان الاستمرار في مثل هذا التفكير لا يدل الا
على الافلاس السياسي والخواء الثقافي والفكري وخلو جعبة هؤلاء الكتّاب الا
من التخبط ضمن معلوماته الهزيلة المفبركة بعناية يقضمها ليل نهار علها تضعه
موضع الاعجاب والشكر من قبل بعض الساده " لابداعه " في التطاول والاستهزاء
بالاخر الى حد ان ذلك البعض من " القاده " ربما يرشحونه " وزيراً لاعلامهم
" ذات يوم !!
الحقيقة منذ مدة وانا اتابع ما ينشره هذا
الصنف ( خاصة ممن هم خارج العراق ) فلم اجدْ فيما كتبوا غير تحريض وتأليب
بعضنا على البعض وتأجيج نيران الخلافات من خلال اسلوبهم هذا في التخاطب
وذلك ما دفعني لكتابة مقالتي هذه ، وفي رأيي الشخصي ان ما يكتب في هذا
السياق لا يستحق تضييع اي وقت في قراءته .
نأمل مستقبلاً ان يفيدنا هكذا كاتب بغير ما
كتبه حتى اليوم هدفاً وغايةً والذي ملَلْنا تكراره والذي من خلاله حاول ان
يعلمنا " كيف وبأي السبل والاساليب نستهزئ بشخصية الاخر ؟ وكيف نتهمه
كذباً ونشتمه ظلماً … وبالتالي كيف نخدع القارئ؟ "
ان الكاتب الناجح والمحترم - ايها الاخوة –
ليس من يعلّم القارئ ما ذكرنا انما هو الذي ينجح في كسب ود القارئ من اي
اتجاه سياسي كان ويجعل حتى الخصم يحترمه قبل الصديق لنياته الصادقه في
تحقيق اهداف نبيلة ومن خلال حوار رصين بعيد عن التجريح الشخصي واضعاً نصب
عينيه القول " بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد " ليعرف حدوده اِنْ كان
لا يود سماع ما لا يعجبه ، واذا سكت الاخر عن ذلك التجاوز فان ذلك لا يعني
ان ذلك الكاتب " انتصر " انما ذلك السكوت هو ترفّع عن الانحدار الى مستوى
الرد بالمثل.
اخيراً .. اذا ما ظن احد ان المقالة تقصده ،
نقول:
ان المقالة تتحدث عن ظاهرة سلبية عامة دون تشخيص وليست مسؤولة عن اي ظن
لدى اي كاتب وقارئ واذا ما ظن فلأنّ سبب ظنه يكمن فيه هو اِذْ يشعر
تلقائياً أنّ فيه شيئاً مما جاء في المقالة لذا فالمطلوب منه ان يقوّم
اسلوب كتابته ويبادر الى تغيير ما بقلبه الى ما هو اكثر محبة وصفاء فيستخدم
قلمه للكتابة في ما يؤدي الى التقارب والاخاء لا في ما يدعو الى التشتت
والكراهية والعداء.
قيل في الاقتصاد: اذا زاد العرض، انخفض
السعر، وكسدت البضاعة.
ونحن نضيف: وربما فسدت تلك البضاعة!
|