التحول الديمقراطي في العراق.. مسار لاصلاح النظم
الاستبدادية
د. غضنفر حكمت الشيخ
مرحلة
تتسم برؤى جديدة.. بهذه الكلمات سبقتني الناشطة الاجتماعية، وكأنها قرأت ما
يجول في خاطري حول الاوضاع الاخيرة في عموم عراقنا.
ولترسيخ مفاهيم السلام
السياسي اعربت السيدة ياسمين جعفر حسين الخصباك- الموظفة القديمة في دائرة
الاثار/ مكتبة المتحف العراقي/ القسم الاجنبي والمتقاعدة حاليا والتي قطعت
شوطا كبيرا في مؤسسات المجتمع المدني- عن مستقبل العراق الديمقراطي وما
تتطلبه المرحلة من سعي جاد لمؤازرة جميع التوجهات والرؤى الوطنية
والديمقراطية والعمل على تحقيق الاهداف الانسانية والاجتماعية التي تساهم
في دعم وتثبيت الاواصر الداعية الى السلام والصداقة وتقبل الرأي والرأي
الاخر.
واشارت في سياق حديثها
قائلة:
المطلوب من الجميع
مساندة المساعي الوطنية والتفاني الحقيقي وصولا الى وحدة الرأي وبالتالي
الاتفاق على وحدة القرار السياسي لنيل الاسناد الشعبي الشامل.
نحن لا نريد ان تتعرض
الديمقراطية الى استبداد الاكثرية او نفوذ للاغلبية لاننا في هذه الحالة
نكون قد تحولنا الى اجواء دكتاتورية تحت غطاء ديمقراطي هش.. اذن نحن من
حقنا ان نحذر من قادة هذه الديمقراطية التي تفرض هيمنتها على الاقلية بشكل
او بآخر. وعلى الجميع ان يعلم ان التمتع بممارسة اي نشاط انساني سياسيا كان
او اجتماعيا وعلى كافة الصعد هو حق مشروع لكل فرد في المجتمع بغض النظر عن
انتمائه لأي حزب او فئة او طائفة او قومية ومهما كان حجم الانتماء.
وواصلت على عدم قبول اي
تجاهل او تجاوز يمس الاقلية وفي كافة منابر المجتمع ولا يحق للاغلبية فرض
سلوك لا ينسجم مع الرأي العام او السياق الرسمي للمجتمع الا بموافقات
اصولية ووفق محددات تقتنع بها الجهة المانحة مع مراعاة مشاعر واحاسيس
الهيئة الاجتماعية او من يمثلها. وعن كيفية استيعاب مفهوم الديمقراطية
اجابت قائلة:
متى ما نتفهم ان
الديمقراطية تعني "حكم الشعب" عندها سنتوصل تدريجيا الى قناعة تامة لا رجعة
عنها ان الشعب هوالذي يحكم نفسه بمعنى "حكم الشعب للشعب" وليس للطائفة او
للقومية او للحزبية نصيب في التحكم بمصائر الشعوب.
وان يعي ممثل الشريحة
الاجتماعية كيف يكون مهذبا في طرح مطالب شريحته امام مجلس النواب تجنبا
لأمتعاضات قد تبدو عند الاخرين والابتعاد عن مضايقة الاخرين، نعم من حق
الجميع التمتع بالتعبير عن وجهات النظر وما شابه ولكن بالطريقة التي لا
تؤثر على الاخرين باعتبار ان احترام الاخر هو احترام للذات ومن منطلق
"احترم تحترم".
ثق ان حق تقرير المصير
لا يمكن ان تناله الشعوب مالم تكن هناك اسساً متينة لمبادئ العدل والمساواة
وفي ظل تشجيع الدعوة الى الحوار الوطني بين عموم مكونات المجتمع وفصائله
السياسية الوطنية ورفض العنف والقسر والتناقضات التي لا تخدم العملية
السياسية.
واكدت على ضرورة احترام
الشخصيات الوطنية الكفوءة والمبادرة الصادقة في اختيارهم ومنحهم الثقة
لمزاولة مسؤولياتهم خدمة للصالح العام وكل ما من شأنه خدمة الشعب. لقد
اتيحت الفرص امامنا وما علينا الاّ ان نهب جميعا ويدا بيد لاحتضان تجربتنا
الديمقراطية وبناء عراق ديمقراطي تعددي ليبرالي فيدرالي موحد.
وفيما يخص المعارضة
تقول السيدة الخصباك:
مع شديد اعتزازنا
بالوطنيين ونحن نؤيد مشروعية المعارضة... ولكن معارضة من...؟ ونحن امام
صفحة جديدة من الصفحات السياسية.. نحن الان في ظل قوانين دستورية
ديمقراطية.. لقد ولى عصر الاستبداد والتحكم القسري الذي يدفع بالوطنيين الى
ضرورة التخندق صفا واحدا ضد المستبد -الحاكم الدكتاتوري المتسلط بالقوة- ان
ابواب النظام الديمقراطي مفتوحة لكل ابناء الشعب والمعارضة حق مشروع للجميع
شريطة ان تمارس بطرق سليمة واضحة علنية لا تآمرية ولا عدائية، خالية من
مظاهر التسليح والخطف والاغتيال من اجل الوصول الى الكرسي بطرق همجية
تلصصّية ترفضها القوانين الدستورية الديمقراطية الحديثة.. هنا يا سيدي
الفاضل.. انتفى هذا النمط النضالي من المعارضة امام واقع الديمقراطية
الطاغي لتحقيق مطالب الشعب المشروعة وعن طريق ممثليه.
واضافت بالقول:
ويلعب الناخب الواعي
دورا كبيرا في انجاح العملية الانتخابية واختيار الاصلح لخدمة البلد بعيدا
عن العواطف الجياشة.. بعيدا عن التكتلات المشبوهة والمكايدات ذات الطابع
الاحترابي حيث ان النهوض بالبلد يعتمد على "الناخب الناضج" الذي ينظر
لمصلحة الشعب بعين واسعة الرؤيا لعموم مصير الشرائح الاجتماعية في الامة
بلا تحيز.
وفي ختام حديثها اشادت
بدور النساء والشباب في ارساء قواعد الديمقراطية والسلام في المجتمع
العراقي.. وهذا هو شأن امة العراق في كل مجالات التقدم -على حد قولها-
وناشدت الجميع في ان يكون الولاء للوطن ثم قالت:
لنطو صفحة الماضي وليؤد
كل منا الواجب التضامني لاحتواء بعضنا بعضا ومن مختلف الاطياف... لنتحد معا
لاحلال السلم في بلادنا ونشر ثقافة التسامح ولنكن قدوة لمن يريد ان يقتدي
بنا ولكل من يسعى الى تخليص وطنه من الدكتاتورية والتنعم بكل مفردات
الديمقراطية.
|