المؤتمر الثاني لموقع اللغة الآشورية / السريانية التابع لوزارة التربية السويدية 

 زوعا - السويد

                  على مدى يومين متتاليين  8ـ9 / 12 /2008 التقى ما يقارب 35 من التربويين الآشوريين الذين يعملون في حقل تعليم اللغة الأم في محافظات المدارس السويدية ، وذلك في المؤتمر السنوي لموقع اللغة الآشورية ـ السريانية التابع لوزارة التربية السويدية / مصلحة الدولة لشؤون المدارس ، والذي تم انعقاده في منطقة ( فادا ستينا ) التاريخية. ولأهميته التربوية واللغوية تم إستضافة اثنين من المحاضِرين من ذوي الباع الطويل في المجال اللغوي والتربوي وهما الدكتور عزيز تسل الأستاذ في جامعة أوبسالا والأديب الشاعرالأستاذ ميخائيل ممو ليشاركا بإلقاء محاضرتين عن اشكالات اللغة المتداولة في المحيط العائلي والمجتمع بشكل عام ، إضافة لصعوبات العملية التعليمية والطرق السليمة التي ينبغي اتباعها للتخفيف من عبئها .
 
في اليوم الأول تضمنت محاضرة الدكتور عزيز بإقدامه على إلقاء الضوء على الجذور  الأساسية للعديد من الأفعال المستعملة في الحديث اليومي ، وابتعادها عن التصريف الصحيح المتبع في القواعد اللغوية ، إضافة للمصطلحات والأسماء المستعارة الشائعة التي تستعمل في اللغة القومية واعتبارها ضمن اللغة الأصلية ، مستشهداً بالعديد من المفردات المستعملة في القرى التي يقطنها أبناء شعبنا في منطقة طورعابدين ، وإختلاف اللفظ من قرية الى اخرى ، موضحاً مصدرها اللغوي بتأثير لغات الأقوام المجاورة على اللغة القومية لأبناء شعبنا ، واستمرارية التداول اليومي لها لتدخل فيما بعد قاموسنا اللغوي مع المراحل التاريخية ، رغم وجود المرادفات لها وانحصارها في بين دفتي القواميس والكتب القيمة التي انحصر استعمالها في الطقوس الكنسية وما هو حبيس رفوف وخزائن مكتبات المتاحف في الشرق والغرب.
 
وفي اليوم الثاني استعرض الأستاذ ميخائيل ممو محاضرته مستهلاً أياها بمقولته الدائمة : (اللغة هي روح الأمة ، مثلما هي روح الإنسان في الجسد ، فإن فاضت الروح من الجسد اندثر جسد الأمة أو القومية) ومضيفاً لذلك عدة تعاريف منطقية منها: إن اللغة هي كالشجرة ، فإن رعيتها بالسقي والتقليم تتفرع أغصانها لتعطيك دوماً الثمر اليانع ، وجذورها مصدر قوة لإحياء ذلك العطاء. ومختتماً تعاريفة بمقولة : ( اللغة المُوَحّدة عادة ما تكون هي المُوَحِدة لشعب ما).
 
انطلق فيما بعد ومن خلال الفانوس السحري بعرض نظريات النشوء اللغوي لدى الإنسان مستدرجاً عمليات التعليم وليقف على جملة من الصعوبات والعوامل المؤثرة في ضعف التلاميذ حاصراً أياها في خمسة مفاهيم هي: التلميذ ، المعلم ، المنهج ، أولياء الأمور ومؤثرات عامة منها المجتمع والجو المدرسي وغيرها ، ملقياً الضوء على كل عامل بعشر نقاط ، وبالتالي الحلول المقترحة والتي ينبغي اتباعها لتفادي تلك العراقيل ، ومختتماً محاضرته بجدول مطول بغرائب ونوادر ما يتواجد في لغتنا الأم ومنها ما يأتلف مبناه ويختلف معناه كتابة ولفظاً وتأثير ذلك على قابلية التلميذ لإستدراكها.
وبشكل إجمالي كانت المحاضرة جامعة للعديد من المحاور اللغوية بحيث كل محور تستوجبه محاضرة خاصة حسب ملاحظات الحاضرين. ونظراً للوقت المحدد اضطر المحاضر أن يختصر استنتاجات دراسته القيمة بشكل مقتضب.
كما وتخلل المؤتمر خلال اليومين المذكورين جلسات متفاونة على شكل مجموعات لمناقشة ظروف التعليم وإشكالاته وما يجب اتباعه بغية تطوير العملية التربوية ، كما وشارك مسؤول مواقع اللغات الأم التابع مصلحة شؤون المدارس الأستاذ ماتس وينرهولم بشرح مسهب عن المستجدات من الأمور فيما يخص أهمية الحفاظ على الهوية القومية من خلال تعليم اللغة الأم ، وبعرضه بعض الأفلام الوثائقية عن ذلك ، إضافة لما صدر حديثاً ما يخص ذات المادة.

والى جانب ذلك عرض الأستاذ بولص دنخا صفحات الموقع باللهجتين الشرقية والغربية ـ كونه المشرف الرئيسي على تنظيم وإخراج صفحات الموقع ـ حيث أبان بعض الأمور التقنية التي تحول على ضبط ما يستوجب نشره بالحرف الشرقي والغربي ، إضافة لقلة المشاركين على دعم الموقع وشحة المواد التي تتعلق بالتعليم والأدب بشكل عام. ومما تضمنه برنامج المؤتمر أيضاً عرض فيلم وثائقي عن الحرف السرياني.
وفي تمام الساعة الرابعة من اليوم الثاني أختتم المؤتمر بعرض ما توصلت اليه المجموعات من نتائج مع توزيع بعض الهدايا التذكارية للمحاضرين والمؤتمرين متمثلة بالكتب

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links