البيان الصادر من المطران اثناسيوس توما داؤد النائب البطريركي في بريطانيا

ردعاً للتفاسير الخاطئة عن موقفه بخصوص المجزرة التي

حدثت في كنيسة سيدة النجاة في بغداد

زوعا - خاص

           إن أحداث العراق المؤلمة مع ازدياد العنف في الآونة الأخيرة والتي طالت العراقيين عامةً وشعبنا المسيحي خاصةً , جاءت نتيجة تهديدات القاعدة التي تبيَّن بأنه ليس هناك حتى الآن من يردعها عن اقتراف أبشع أنواع القتل والإبادة المنظمة . ومن المؤسف أن دماء الأبرياء سالت ليس فقط في كنيسة سيدة النجاة ,بل في شوارع بغداد والموصل وغيرهما من مدن العراق .

إن يد العنف قد طالت أيضاً اشقائنا في الوطن المسلمين ودمرت العديد من بيوت الصلاة وأماكن العبادة.  هذا كله يؤكد أن الإرهاب لا دين له، ويدعونا للثبات معاً في وطننا الغالي العراق، نعمل معاً لحماية الأوراح والمقدسات وعيش مواطنيتنا المشتركة.

لذا أجد من واجبي كأحد المسؤولين الروحيين في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حثَّ أصحاب الضمائر الحيَّة في هذا العالم المضطرب , ولاسيما إخوتنا المسلمين الذين يؤمنون بالله وباليوم الأخير, والذين نعيش معهم على أرض واحدة وتحت سماء واحدة , وبيننا روابط تاريخية مشتركة , ليقفوا مع المسيحيين وجميع الأقليات  في العراق يحافظون على النفوس والمقدسات والممتلكات.

وأود أن أذكّر بخطاب قداسة الحبر الأعظم بطريركنا المعظم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، بأننا نؤكد رفضنا لأي رأي، أو محرض، أو مشجع يدفع بأبناء الكنيسة المقدسة للهجرة من العراق، ونقف بثبات ضد أي مخطط لتفريغ العراق من مسيحييه.  وكما عاش آباؤنا معاً على أرض العراق الحبيب ، هكذا ينبغي أن يعيش العراقيون معاً اليوم وغداً.   وهذا هو رجاؤنا بالله وبجميع العراقيين الأخيار .
 
 وبناءً عليه فإنني أناشد حكومة العراق أن تصحو لتقوم بمهامها وتهتم بمصلحة العراقيين كافةً ولاسيما بمصلحة الأقليات وضمنهم المسيحيين, الذين هم جزء هام من تاريخ العراق الغني والمتنوع .  وأناشد الأمم المتدة والمؤسسات الدولية أن تقدم الدعم اللازم لوطننا الحبيب. 
نسأل الله تعالى أن يصون العراقيين كافة من شرِّ الإرهابيين وأعوانهم . ويأخذ بيد الصالحين لينهضوا بالعراق من كبوته إلى مستقبل زاهر ومشرق .

ليتفقد الله شهداء العراق عامة وشهداء كنيسة سيدة النجاة خاصةً برحمته الواسعة ويسكنهم ملكوت السموات, ويسكب نعمة الصبر والسلوان وبلسم العزاء على قلوب أهلهم ، ويمنح الشفاء العاجل لجميع الجرحى . ولتكن مشيئة الله كما في السماء كذلك على الأرض .