ما بين مباراة الحسم أمام كوريا
الشمالية
ومكتب شؤون المسيحيين في رئاسة
الجمهورية!!
شليمون داود أوراهم
من
المعروف أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ويمكن لها أن
تعكس من الصور الجميلة عن شعب أو بلد معين، ما لا تستطيع أن تعكسه قطاعات
أخرى كالسياسة والاقتصاد.. أللهم إلا الثقافة والفنون.
وقلنا في مقال سابق أن لاعبي منتخبنا الكروي عندما
يركلون الكرة في ساحة الملعب.. فكأنهم يركلون قلوبنا نحن العراقيون.. فإذا
أدخلوها المرمى أدخلوا إليها البهجة والسرور.. وإذا أطاحوا بها بعيدا
أطاحوا بالفرحة المنشودة وسط بحر متلاطم من المعاناة.
مقدمة
بالأمس.. أبقى منتخبنا على فرصته للتأهل للدور الثاني من بطولة الأمم
الآسيوية الخامسة عشرة في قطر.. بعد أن حقق فوزا صعبا على نظيره الإماراتي
بهدف متأخر جاء في الوقت بدل الضائع.. وتسبب في إطلاق دموع الفرح من عيون
مجموعة من الأصدقاء الذين كنت وإياهم نتابع المباراة، لا بل أن البعض منهم
خرج عن وقاره ورزانته فصار يتراقص ويقفز فرحا وكأنه سمع خبرا يتعلق بتعيين
أحد أبناء شعبنا (المسيحي) الكلداني السرياني الآشوري نائبا لرئيس
الجمهورية في الحكومة العراقية الجديدة.. وإذا بالخبر مجرد حلم.. وأمنيات
ضائعة، وكل ما في الأمر مجرد استحداث مكتب لشؤون المسيحيين يكون ارتباطه
برئاسة الجمهورية.. (وتريد أرنب خذ جاجيك.. تريد غزال خذ مايونيز)!!!.
خروج عن النص
وبهذه المناسبة التعيسة.. فإن حرمان شعبنا مرة أخرى من موقع سيادي مهم
إنما يعود بحسب رأيي المتواضع إلى أحد ثلاثة احتمالات منفردة أو مجتمعة،
هي:
أولا: استمرار القوى والكتل السياسية الكبيرة في مسعاها الشديد لاحتكار
السلطة والمواقع والمناصب من الوزير إلى الخفير.. لما لها من امتيازات
سلطوية ومادية، وهو الاحتمال الذي قد يكون الأهوَن والأقل في تداعياته
السلبية من باقي الاحتمالات.
ثانيا: استمرار هذه القوى في سياسة تجاهل شعبنا والاستخفاف بقدراته
ومقدراته والإمعان في تهميشه وإقصائه.
ثالثا: الفكر الديني المتطرف عند البعض والقائم على مبدأ (عدم اتخاذ
النصارى أولياء في أمور الدولة).
فإذا كان الأمر كذلك (الاحتمالين الأخيرين) فإنه يدل في أبسط مدلولاته
على أن الإقصاء والتهميش والاضطهاد الواقع على شعبنا إنما يأتي من قمة
الهرم السياسي ومن مركز السلطة والقرار.. فكم بالأحرى سيكون متاحا في
الشارع للإرهابيين والمسلحين والخارجين عن القانون.. وكيف سنضمن عدم تكرار
مأساة سيدة النجاة!!. (ستوب.. كات.. لقد خرجت عن الموضوع)
عودة
دعونا إذن نعود إلى الموضوع، ففي الساعة السابعة والربع من مساء الغد
بتوقيت بغداد (الخامسة والربع عصرا بتوقيت تونس العاصمة)!!!.. سيكون لقاء
الحسم لمنتخبنا مع نظيره الكوري الشمالي. والفوز سيؤهل منتخبنا للدور
الثاني بينما يدخلنا التعادل في متاهة الحسابات ونتيجة المباراة الأخرى.
ولكي يتحقق الفوز والنتيحة المرجوة في هذه المباراة فإن ثمة عوامل عديدة
ينبغي التوقف عندها بهذا الشأن.. وهي:
أولا: الهدوء والابتعاد عن التشنج والتوتر العصبي تجنبا للبطاقات
الملونة.. مع التعقل في التعامل مع المواقف الصعبة وتجنب الاعتراضات غير
المجدية.. وهي رسالة لجميع لاعبينا ولا سيما قصي منير ويونس محمود وسامال
سعيد.
فاصل.. ونعود
الفوز في كرة القدم اليوم لم يعد قائما فقط على المهارة واللياقة البدنية
والقوة الجسمانية والتكتيك والتكنيك وتطبيق خطة المدرب وحسب.. إنما أيضا
على علم النفس.. وبمعنى أدق: العامل النفسي الذي غالبا ما يكون له الدور
المهم في التعامل مع بعض المواقف ولاعبي الفريق الخصم ولا سيما في
المباريات الحاسمة).
وهذه عودة من الفاصل.. وهذي باقي عوامل الفوز في مباراة الأربعاء:
ثانيا: إشراك المدافع الصلب باسم عباس أساسيا في موقعه كمدافع يمين، مع
التأكيد على ضرورة أن يحرص على التفريق بين الأداء القوي الرجولي والاندفاع
الزائد والخشونة التي قد تفضي أيضا إلى البطاقات الملونة، والحذر أيضا من
التقدم إلى الأمام إلا عند الضرورة بسبب سرعة لاعبي الفريق الخصم في
استغلال المساحات ولا سيما الجناح الأيسر شون جين جو!!.
وبهذه المناسبة الجين جونية: إليكم هذه الطرفة:
صعد إنكليزي وعراقي وكوري شمالي على قمة جبل لتجربة ودارسة موضوع صدى
الصوت، فصاح الإنكليزي: (هلو) فجاء صدى الصوت بانسيابية تنازلية (هلو..
هلو.. هلو).. وصاح العراقي (مرحبا) فجاء الصدى (حبا.. حبا.. حبا)، وصاح
الكوري الشمالي (زهون شان شي).. فما كان من الصدى إلا يقول: شنو؟؟.. ما
افتهمت!!!!!!!!.
ثالثا: منح فرصة أفضل لكرار جاسم في مطلع الشوط الثاني لا سيما إذا قل
أداء عماد محمد أو علاء عبد الزهرة.
رابعا: إذا شارك المدافع سلام شاكر في المباراة فكان بها، وإذا تعذر ذلك،
فإيجاد بديل للمدافع الشاب قليل الخبرة أحمد إبراهيم، وإذا تعذر ذلك
فالتأكيد عليه بعدم الاحتفاظ بالكرة في المناطق الدفاعية لمنتخبنا.
خامسا: الابتعاد عن أسلوب المناولات الطويلة إلا عند الضرورة وحسب
اللحظة.. وانتهاج المناولات الأرضية والسعي للسيطرة على وسط الميدان.
سادسا: ترك الأنانية جانبا وانتهاج روح الأداء الجماعي ونكران الذات ولا
سيما عند الهجمات انطلاقا من حقيقة أن إنجاز صانع الهدف قد يوازي أو يفوق
إنجاز مسجل االهدف.
وربما أكون قد نسيت عوامل أخرى.. فهذا ما يخطر ببالي الآن كمتابع شغوف
لكرة القدم.. ومرشح لتولي تدريب منتخب جنوب السودان فور إعلان نتائج
الاستفتاء!!.
نسخة منه:
ـ عبر البريد الإلكتروني إلى الكابتن حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي
المركزي لكرة القدم والمتواجد في الدوحة، للتفضل بالإطلاع، هذا إذا كان أكو
إنترنيت في دولة قطر!!!. |