الانتخابات تطرق الابواب..

 

 

 

                                                        يونان هوزايا

            أصبح بحكم المؤكد موعد الانتخابات النيابية المقبلة في العراق، ويتفق معظم المعنيين على أهميتها، التي تصل – عند البعض- الى درجة كونها مصيرية، وسواء اتفقنا مع هذا الرأي أو غيره، فأننا نجمع على كونها مهمة، فأنها سترسم خارطة جديدة للقوى، وستضع الكيانات في مواقع – برأينا - أقرب الى الحقيقة، هذا عند توفر القدر المقبول من الشفافية والنزاهة..

هل أشارك؟.. لمن أصوت؟

 بالنسبة الى شعبنا الكلدو اشوري السرياني، فأن الموضوع مهم ومهم جدا، وأسئلة وتساؤلات عديدة، تتم اثارتها من قبل الناخبين، لعل أهمها: هل أشارك في الانتخابات، ولماذا؟ وأذا شاركت لمن أمنح صوتي؟

يجمع المعنيون على تدني نسبة المشاركين من أبناء شعبنا الى درجة كبيرة، قد تكون قريبة من الثلث، ولأسباب عديدة تتراوح نسبة الخطأ في التخمينات لحد الـ 20%، ورغم هذا التدني، فأن الناخبين يتوزعون بين القوائم، غالبيتهم – برأيي- يصوتون للقوائم القومية – ان صح التعبير – وآخرين الى قوائم الاحزاب المتنفذة – وطنية كانت أم قومية..

كما أسلفنا فأن المشاركة ذات أهمية قصوى، والانتخاب هو واجب كما هو حق، فعندما نطمح بمواطنة من الدرجة الاولى، وعندما نسعى الى الشراكة مع كل المكونات الاخرى للمجتمع العراقي، وعندما نرفض سياسة الاقصاء والتهميش، وعندما ننشد التعددية القومية والدينية والفكرية، علينا مقابل هذا واجب المشاركة في الانتخابات، والانخراط في العملية السياسية..

أما لمن أصوت؟.. فأن المفروض أن يكون الناخب حرا في أختياره، لا يملي عليه أحد، ويقينا أن هناك أعتبارات يستند عليها في قراره، منها صدق ومصداقية الكيان الذي يمنحه صوته، ومنها مسيرة الكيان وتضحياته من أجل المباديء والاولويات التي يناضل من أجلها، ومدى ألتصاقها وأنسجامها مع رؤى الناخب.. أنها الانتخابات تطرق أبواب "شعبنا"، وقد قال في وعظه (ع): أطرقوا يفتح لكم.

مكتسبات .. أم  تحصيل حاصل..

ماذا حقق وجودنا كـ "قومية صغيرة"، ماذا حققت أحزابنا، هل سيغير من ننتخب أتجاه التصويت؟ أليس ما تحقق لنا من مكاسب تحصيل حاصل؟

تساؤلات عديدة، مشروعة أو غير ذلك، وللاجابة نذكر بمنجزات كثيرة، وقد تكون كبيرة، تأتي في مقدمتها عملية التعليم السرياني، التي جاءت كضرورة ومشروع وجود وهوية، وطلب وسعي واقرار ضمن مفهوم الحقوق الاساسية، كذلك أتضحت ملامح شخصيتنا- كشعب، بهمة نخبنا واصرارهم، وبتعرف الاصدقاء في الداخل والخارج وتفهمهم للموضوع كحق، وضمن مفهوم التعددية، واحترام خصصوصيات الاخر، رغم ما يعتري المسيرة من عوائق، وبذلك فان السعي والثبات على العمل والمطالبة، سينجز ما هو حق،        

و"ما ضاع حق وراءه مطالب"..      

كوتة الـ "نصف كوتة"!

الـ كوتة، أو المقاعد المخصصة  لشعبنا، جاءت لـ ضمان هذه المقاعد لشعبنا، ونتأمل اليوم الذي لا تحتاج فيه العملية الى الكوتة، كما الحال في الديمقراطيات المتقدمة.. الا ان هذه الـ كوتة جاءت ناقصة، أو جاءت نصف كوتة!، حيث ليس بالضرورة أن يكون من ينتخب فيها يمثل شعبنا! أذ أن آخرين يستطيعون منح أصواتهم للـ كوتة، وهذا ما حصل في أنتخابات برلمان أقليم كوردستان الاخيرة، عندما أعطى البارتي توجيهاته الى الالاف من الاخوة الكورد للتصويت لقائمة موالية له في الكوتة!!، وعبثا حاولنا تدارك الموضوع بتعدييل قانون انتخابات الكوتة قبل الانتخابات المذكورة، فالمفوضية والامم المتحدة، والبرلمان في بغداد وفي ألاقليم، أجمعت على نظام الـ نصف كوتة، وكأن شعبنا لا يتحمل، أو لا يستحق كوتة كاملة، يستطيع فيها ان يحدد ممثليه، ويحاسبهم، وهذا يذكرنا – مع الفارق- بـ أبر ألاموكسيلين الخاصة بالالتهابات، حيث تعطى للـ "صغار اليافعين" نصف جرعة فقط!!

 

خطوات من صندوق الانتخابات

أذ نتحدث عن المسافات يخطر ببالنا المثل الصيني المشهور "مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة"، والمسافات بين مساكننا والمراكز الانتخابية عادية، بل ومقبولة.. فمعدل تلك المسافة في محافظات دهوك وأربيل ونينوى وكركوك ينحصر تحت 300م، ومعدلها في دول الجوار "الاردن وسوريا ولبنان وتركيا ينحصر تحت 3 كم"، ويتراوح هذا المعدل في الدول الاوربنة وأميركا وأستراليا بين تحت 300 كم، وكل هذه المسافات عادية – خاصة – عندما تتكرر بمعل مرة واحدة لكل سنتين، ولأهميتها في مستقبل وطننا، ومشاركة كل مكونات الشعب في هذا العرس الاذاري، وترسيخ اسس دولة حديثة تتداول السلطة فيها سلميا، كما انها صفعة اخرى في وجه الارهاب، الذي بات يترنح ويندحر أمام أصرار الغيارى من أبناء العراق..  

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links