تحية للمسرح في يومه العالمي

 

 

                                                         سامر الياس سعيد

                  تشخص عيون العالم للوقوف في حضرة المسرح وتحيته في يومه الذي يوافق الثالث والعشرون من آذار من كل عام ..المسرح الذي  كان ولايزال من علامات نهضة الشعوب ورقيها واستمرار تطورها  أضحى اليوم لغة عالمية شانها شان  الموسيقى والفن التشكيلي  فازدادت شعبيته وأصبحت المواضيع والقضايا التي يطرحها من خلال تجسيد أبطاله إرهاصات نفسية يتلظى من واقعها ابن الشرق  تماما  مثلما يعانيها ابن الغرب خاصة وان أهل الشأن المسرحي عرفوا  ما للمسرح من قيمة عليا فحولوا نصوصهم الى مسارات تتطبع بلغة الكون دون ان تتحدد بجهة او وطن او بقعة معينة لذلك أضحت القاعدة والاستثناء لبريخت  أساسا مهما لإطلاق مهارة إخراجية لجيل من المسرحيين الشباب في أي بقعة من الوطن العربي كأنموذج لعدم إبقاء النص الغربي بعيدا عن حدود واقعنا  بل ذهبت مجاميع أخرى لتعريق نصوص لاتينية  او أوربية لتكون تلك النصوص من واقع الحياة بالرغم من البصمة الحياتية التي كان الأساس المفعل لها  ومادمنا في حدود المسرح العراقي الذي تجاذبته رؤى كثيرة منها ذلك الرأي الذي أطلقه مسرحي مخضرم اثر الابتعاد عن خشبة المسرح لوجهة مردها  انه إذا ما قدم عملا مسرحيا بالتزامن مع الإحداث التي يرتكبها المحتل بالبلد فانه يقدم له شرعية ببقائه خاصة وان المسرح اقترنت بالإبداع ومن وحي تلك الوجهة فلا إبداع في بلد محتل  وفي الجانب الآخر حمل المسرح قضية الوطن ليجاهر بما يرتكبه المحتلون من جرائم تحت غطاء الديمقراطية  فوصل صوتهم الى أقاصي الشرق  وكانت محاولات مسرحيينا ومنها أنموذج المخرج المسرحي العراقي منقذ البجدلي شاهدا آخر على ان للمسرح شرارة أطلقها البجدلي ليضيء للهنود ما يحدث في بلاد الرافدين عبر نص (امادو ) والذي قدمه قبل بضعة أشهر على إحدى مسارح مدينة حيدر آباد الهندية ..

وفي خضم  هذه الرؤى المهمة فالمسرح أيضا يكاد يسكون قضية مهمة  فالرؤى التي اباح بها القاص المسرحي بيات مرعي لها من الايجابية والقبول ما يدفعنا للمجاهرة بها  في خضم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح  وما يحمله هذا الشاهد الثقافي من رسالة يصفها مرعي بالخطيرة جدا ويسترسل  بحلمه الذي رسم خطوطه  الأولية من خلال إنشاء فرقة عالمية مكونة من جنسيات مختلفة تتفق على تقديم  إعمالها التي تتخذ من الإنسانية طابعا موحدا لها خاصة وان العالم يشهد انفجارا بمختلف المجالات  الأيدلوجية والاقتصادية وما يمكن ان يفرزه هذا الانفجار من تضارب لمصالح قوى عظمى تريد إلغاء الآخر وتهميشه لابل وضعه على حافة الهاوية  ويختتم  القاص بيات مرعي حلمه  بان يكون باكورة  أعمال تلك الفرقة  عمل يختص بحقوق الإنسان خاصة بما يعانيه هذا الأمر من استلاب وإقصاء  اما مسرحنا العراقي الذي يعيش كطائر العنقاء والذي ينتظر أطلاقته لينفض غبار التراكمات  التي  نثرت على واقعه  المضطرب  فان الاستقرار كفيل  بإزالة كل تلك الآثار  لأننا لابد ان نلمس ضوء في نهاية النفق ..

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links