اصوات مشبوهة ودعوات تحريض مدانة

                                                                                       

                                            

                                                                       

                                                                                         حميد الموسوي

       

            في الوقت الذي تشهد فيه الاوضاع الامنية في العراق استقرارا ملحوظاً وانحساراً شبه تام للعمليات الارهابية، واندحاراً مخزياً لشراذم القاعدة، وهزيمة منكرة لايتام الدكتاتورية ومن تضررت مصالحهم بسقوطها، وفي الوقت الذي يعود فيه الصفاء والود العراقي المعهود للنفوس ليغسل ضغائن زرعتها افكار وافدة مغرضة بعد انطفاء حرائق الحقد والخراب التي اشعلتها دوائر معروفة بكيدها للعراق واهله. وفي الوقت الذي استنكرت فيه الطوائف المسيحية بكنائسها واديرتها ومثقفيها وحركتها السياسية -تصريحات الرئيس الفرنسي الداعية الى هجرة المسيحيين الى فرنسا- وفي الوقت الذي تشهد فيه جميع مدن ومحافظات العراق عودة متواصلة للعوائل التي هاجرت او هجرت -تحت وطأة ظروف تداعيات سقوط السلطة السابقة واختلاط الاوراق وغياب الوعي- مستبشرة بانجلاء الغمة وزوال الضباب واندحار المؤامرة وافتضاحها، ومستفيدة من الجهود الاستثنائية التي تبذلها الحكومة سواءاً على الصعيد الامني او الدعم المالي حيث تنتشر قوات الحرس الوطني والشرطة الوطنية ورجال الصحوات في كل شارع وزقاق من جانب، ومن جانب اخر تقوم وزارة الهجرة والمهجرين بتقديم مبالغ الدعم المالي وتعويض الاضرار لكل عائلة تعرضت للتهجير كما تدفع مبالغ مجزية لمن شغل داراً لعائلة مهجرة جهلاً او تحريضاً تشجيعاً لترك تلك الدار والاستفادة من المبلغ لاستئجار دار مناسبة حيث يكفيه مبلغ الاعانة لدفع ايجار ستة اشهر. كذلك تقوم المنظمات الانسانية ومنظمات المجتمع المدني بلعب دور كبير في ايصال المساعدات المالية والعينية لهذه العوائل.

وفي الوقت الذي تعود فيه عوائل غادرت العراق الى دول الجوار ودول اوربية وعربية مختلفة قبل وبعد سقوط السلطة السابقة.

في هذا الوقت الذي نحن احوج مانكون فيه الى لم الشمل وتوحيد الجهود ببث الطمأنينة والتفاؤل والمحبة في النفوس من اجل اعادة بناء العراق وتضميد جراحه وايقاف نزيف شعبه، في هذا الوقت تتصاعد اصوات منكرة بفحيح يقطر سماً زعافاً، وتتعالى دعوات مشبوهة حاثة ومشجعة العراقيين عامة ومركزة على شريحة لمكون اصيل خاصة، واضعة كل التسهيلات ومهيئة انسب الظروف لتهجيرهم الى دول اوربا وكندا وامريكا واستراليا! تنفيذاً لمخططات تآمرية خبيثة بعيدة الغايات، وتحقيقا لمطامع واحداث عنصرية توسعية معروفة.

ولاول وهلة حسبنا الامر اشاعة مغرضة ونكتة باردة عتيقة لكنا فوجئنا بلافتات عريضة طويلة تشوه جدرانا عراقية مرغمة وخاصة في محافظة كركوك!. ودهشنا لسكوت الدولة وتغاضي امنها القومي وامنها الوطني عن هذا التحدي الصارخ وبهذا الحجم وبهذه الوقاحة!!. واخذتنا الظنون والشكوك وقلنا ربما.. او احتمال.. او قد يجوز!!.

ولكي نتثبت من الامر راجعنا الموقع الالكتروني المثبت على اللافتة المشؤومة فوجدنا الامر "بحق وحقيق وليس لعب عيال" على رأي اخواننا المصريين. وادرجنا المعلومات كما هي مع اللافتة ليطلع عليها العراقيون الغيارى الاصلاء ويقولوا كلمتهم!. لا، الكلمة وحدها لا تفي ولا تكفي اذا لم تكن مقرونة بقرار برلماني شجاع وتصديق وتنفيذ حكومي جريء.

والاّ فسنكون قد شاركنا بتقديم دعاية مجانية ناجحة لاصحاب هذا المشروع الهدام وساهمنا بترويج بضاعتهم الكاسدة الفاسدة وسيقولون لنا:

"عاشت ايدك سيد والف رحمة على والديكم جماعة بهرا"!.

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links