للباطل جولة وللحق جولات
برديصان
كوركيس
لنعط مجالا لسرد تاريخي غير بعيد لزمن
عايشه من وصل الى عمر الخمسين فأكثر..
ان معظم ابناء شعبنا
ولدوا في قرى تمتهن الفلاحة وبعض المهن الحرفية الاخرى كانت مصدر رزق
اصحابها.. المهم لم يمدوا ايديهم للتسول بل كانوا مقتنعين بالنعمة التي
تردهم من تعبهم وعرق جبينهم...
من هنا ومن هذه الظروف
الصعبة توجه للحياة كل الابناء بعد دخول التعليم الى مناطقنا التاريخية
فكلٌ حصل على قدر طاقته وعطائه من الشهادة التعليمية ومنهم من توجه الى
دراسات علمية صرفة واخرين الى الفكر والادب والذي توجه الى حرف صناعية..
فكان توجه البعض الى
المدن الكبرى للاستزادة من العلم لعدم وجود مايروي عطشهم للتعلم في
مناطقهم.
هنا الدخول الى عالم
آخر والاختلاط بصنوف متعددة من البشر فمنهم من ابناء جلدتك ومنهم من غيرها
لكن رغم الصعوبات التي لاقوها منهم من لم يتنكر لقروية اهله فصار عليه ان
يوائم مابين الاثنين الى ان يتمكن علمياً بعدها يتبين الاساس الذي نشأ عليه
ان كان هشاً ام صلداً.
هل القرية جعلتك تعتز
بكرامتك وتبقى اميناً لأهلك ام تنصهر في طوفان المدينة وتبتعد عن اهلك
الكادحين الفقراء والبسطاء الذين لايملكون من بهرجة وحضارة المدينة "اذا
كانوا يعتبرون تغيير الملابس وقصة الشعر هي الحضارة".....
كما سبق وصول الكثير من
ابناء جلدتك الى المدينة ممن هم اكثر عمراً من الخمسين بكثير في بداية
القرن العشرين لكن كان وصولهم بسبب الفقر الذي عاشوه لسنوات القحط التي مرت
على مناطقهم لعدم امتلاكهم مهنة معينة فكان اللجوء الى المدينة للعمل
كأجراء عند اثرياء المدن منهم من ذاق التهجير في الحربين الكونيتين الاولى
والثانية ومابينهما. فهنا وفي الوضع المترتب كان علينا قراءة الواقع
الموجود في فترته.
الاكثر من هؤلاء
انسلخوا عن قراهم وتركوا كل شيء الى حيث لا رجعة اليها وقطع الاتصال عن اي
شيء اسمه قراهم ومناطقهم. بدليل ان اولادهم وليس احفادهم نشأوا بعيدا عن
اللغة والاسماء فصاروا لايعرفون الى اي وضع ينتمون لا بل عندما تسألهم عن
اصلهم يربطونه ببلدان بعيدة لهربوا من ذكر انتمائهم الاصلي أو انهم من اصل
المدينة "هذه ليس مثلية عندما تكون ابن المدينة" لكن عندما يكون اصلك من
اقصى قرية نائية ان تذكره فهذه منتهى الكرامة، هكذا اصناف تقوقعت على ذاتها
وصار مجاميع خاصته بهم يرتبط في العمل والتفاهم مع ابناء المدينة واعدى
اهلهم حيث يرى ويشعر ان هناك نقصا حينما يدعي انتماءه اليهم.
هكذا نشأ افراد شعبك
مابين الخوف من الانتماء لاصله ومابين ارتياحه بالاكثرية بالتسمية بأسمائهم
وترك اسمائه الاصلية كذلك لغته التي استنكف التكلم بها فلجأ الى
الاكثرية....
"هنا اسرد ظاهرة كانت
بادية للعيان وهي كل منطقة كانت تكثر فيها فئة من عوائل ابناء شعبنا كان
للقلة الساكنين معهم من غير الناطقين بلغتهم تتكلم لغة ابناء شعبنا ومنطقة
الحبانية والاثوريين وكراج الامانة ...والخ من المناطق دليلا على ان الكثير
لم يتخلوا عن اللغة والاصل والتراث رغم سكنهم المدينة وعندما تسأل احد من
المنهزمين من شعبهم من قبل غرباء وترديد بعض الكلمات بلغة السورث التي يكون
قد تعلمها من صديق له ترى الذي يسأل يحاول الالتفاف على السائل بعدم
انتمائه الى هذا الشيء وانه بعيد عنهم هذا واقع حال معاش لايستطيع احد
نكرانه".
واحتموا بغيرهم فتغيرت
الالقاب وتحولت الى حيث مايلائم الاكثرية ولم تر ان هناك اصلا وقد يصحون
على انفسهم لا بل زادت معاناتهم في ان يكونوا بعيدين جداً اذ فتحوا باب
الاصل الى خارج الوطن الى حيث الانقطاع نهائياً بعد ان خلقوا وتركوا جواً
غير مستحب لابناء جلدتهم الآخرين بان امتهنوا كثير من المهن التي باتت
مرتبطة وكانها مسجلة طابوا لمن خلفهم بعدهم في الوطن.
الكثير من ابناء شعبنا
الاصيل رغم المعاناة والكوارث فهم يدعون عدم ارتباطهم به لمجرد تحول طائفي
ومذهبي ومنهم من بقي اميناً على لغته واسمائه وتقاليده فدخل الحياة رغم
الكوارث فأنفتح نحو الجميع لانه يعرف ان التاريخ ظلمه فكيف بنفسه ان يظلم
نفسه بالتقوقع على طائفته فقط لهذا كان الانطلاق نحو الافق الاعلى وهو كسر
القيود التي كانت تكبل ابناء شعبنا فكان الايمان بان جميع التسميات نحبها
وملكنا فمن اية تسمية تريد ان تكون فلتكن المهم ان تشعر بان الثلاث او
الاربع هي مكون واحد لايفرقه أحد الاّ الاعداء فكان على هؤلاء ان يتوجهوا
لتأسيس اندية تحوي الجميع لا اندية تأخذ في حسابها الربح او اعتباره مشروعا
تجاريا يتربح منه الطفيليون.
الاصلاء اوجدوا مطبعة
تطبع بلغتهم مايريدونه في الوقت الذي تحول البعض الى نبذ اللغة في كل
المجالات.
والكثير كانوا رقماً في
تواجدهم في اي منطقة سكنوا فيها فسميت المناطق باسمائهم والصفة الغالبة
كانت لهم واين الادعاء بالاكثرية حيث انها لم تستطع ان تبرز منطقة معينة
لتواجدهم عدا الاندية التي قلنا انها مشاريع تجارية وان سكنهم المشتت في
الدينة لم يؤالف بينهم لعدم وجود وازع الترابط والانتماء القومي لهذا كان
القلة يغيبون بين الاكثرية من المدينة بينما العدد الاكبر ضائع ليس له
تأثير او ذكر الا في المهن التي تزكم الانوف.
فلم نرى ونسمع يوماً من
نادى بوجود امة لها حضارة فتحول هؤلاء الذين ارادوا الدخول في معمعة
السياسة والفكر الدخول والايمان بأيدلوجيات وسياسات بعيدة عن شعبهم وخدمته
لابل في مرات كثيرة حاربت شعبهم وهذا مارأيناه في الجامعات والمدارس
والمعامل والشركات والمساكن كان هؤلاء وجها قبيحاً يدّعون انهم يمثلونك
والمقابل برفضهم عليك وانت لاحول لك.
وعندما اشتدت الشدة على
البلد والشعب كانوا اول المنهزمين بعد ان اوجدوا دمامل مملوءة قيحاً كان
يخرج من هذا القيح كل معاني الاساءة لشعبنا. يتهمون الشرفاء الذين لم
يخضعوا ولم ينحنوا يوماً لكل موجات الترهيب ولم ينحنواالاّ لايدولوجية تخدم
مصلحة شعبهم فكانوا امينين معها الى النهاية. اساءوا الى شعبهم وهم قاعدون
بعيدا بعد الهزيمة وانغمسوا في ملذات الغرب وبالتاكيد سلكوا مع اولادهم نفس
مسلك ماكانوا هم عملوه هنا في المدن مع ابائهم بأن يتناسوا كل شيء وماهذه
الفقاعات الانترنيتية الى انشاء مشروع تجاري ينتفعون منه ولكن هيهات من هذه
الجولات ماهي الا لمصالحهم الخاصة وهم خارج خطوط المواجهة.
كان ابعد شيء عندهم
التفكير بانهم ينتمون الى امة اما بعد التغيير اذ تجمع الذين عبدوا الاموال
الذين خدموا ايدولوجيات بعيدة عن امتهم ورأوا من انفسهم لايستطيعون مغازلة
هذه الافكار وهم الغرباء عنها اذ الكل رجع الى جماعته واصله وانضم وكون
تحالفا ليكون مصدر قوة لشعبه وجماعته الا هذه الدمامل ابت الا ان تفجر
نفسها عند كل محفل علمي رصين يخدم الصالح العام لشعبنا وتريد ان تنفصل
عساها تتجمع على شكل اندية الماضي لجمع الاموال بالحرام تحاول وهي على بعد
الاف الاميال عن شعبهم وماعليهم الا ان يفجروا قيحهم بطريقة الريمونت
كونترول وعلى الانترنيت.
ننصحهم التوجه الى اقرب
طبيب نفسي ليعالج ضعفهم في مجال الادراك هل هو عدم الادراك او ضعف في النظر
ام ماذا ودليلنا الاتي لهم يثبت ان مراجعة هذه المعلومات افضل من مراجعة
الطبيب النفسي نعطيها لهم مجانا لانهم مهما كانوا جزءاً من شعبنا نحبهم حتى
لو اشبعونا سبا وقدحا فنحن نسامحهم.
اقول لهم على بساطة
وذكاء شعبهم اعطاهم حجمهم في الانتخابات الماضية والذي كان وزنه اقل من
الريشة يطير من اقل هبة ريح خفيفة وحتى الذي حصل وسوف يحصل في المستقبل على
اي مكسب فهو يجتر ويقتات من نجاحات الغير.
لكون الشعب عرف حقيقة
كلامهم ولكن الاموال تأتيهم بدون وجه حق فلديهم هذا الجانب فقط وهو جولة
المال فلابد ان ينضب بذكاء الشعب الذي عرف اين يجب ان يكون صوته ولمن
يختار.
هذا ليس ردأ على احد بل
على الجميع الذي بقي يتواصل في الطعن بحركة سياسية معينة قائدة الى مسيرة
الظفر بالمطالب الواقعية لم تختر ان تكون طائفة او عشيرة بل تركت الانتماء
للجميع وهي للجميع.
نقولها لهم اتركوا هذه
الخيارات فانتم لستم اهلا لاي من المباريات، فالمباراة ان لم يكن لاعبوها
في الملعب فباطلاً اللعب على طرقة الريمونت كونترول فاتركونا لنريكم
الاهداف التي نسددها بدعمكم فهي الاهداف للجميع والتعب للاعبين فقط فخذوها
نصيحة ان تكرمونا بالسكوت فقط ولاتوجعوا رؤوسكم فالاسماء الثلاثة عزيزة
علينا جميعا وهي حدقات في عيوننا لانها تاريخنا اما الاشارة الى نبذها فهي
من خيالكم صدقوني ان الملعب يحتاج رجاله ونحن اهل لها متفانين بنكران الذات
والله شهد على صدق قولنا وعملنا.
فلا تحاولوا اختطاف
الواحد من الثلاثة نعم انه ثلاثي مقدس. وللحديث بقية في حالة الاجابة برد
فعل على ماسردناه واقعاً معاشاً وليس سرد قصة خيالية انها وقائع وواقع
عايشناه زمنا وعاصرناه وعملنا على تقويمه بتأسيس حركة سياسية تعالج
ماتستطيع اما انتم بدأتم من الفوق ولاتعرفون الواقع او انتم تغضون الطرف
عنه فالذي ليس له دراسة موضوعية عن واقعه فكيف له ان يكتشف الامراض السارية
في مجتمعه اما الاتيان باسماء واشخاص تدار بالاموال من فوق فلابد ان تزول
بصمود الشعب على اختيار الموضوعي والاصلح.
|