عشرة مشاهد من داخل المؤتمر السادس لزوعا
شليمون داود اوراهم
اختتم المؤتمر السادس للحركة الديمقراطية
الآشورية "زوعا" أعماله قبل أيام في بغداد، وكان قد سبقه عقد كونفرانسات
الفروع لانتخاب أعضاء الهيئات العاملة ومندوبي هذا المؤتمر، فكانت أعراسا
تمهيدية للعرس الكبير.. شهدت ابتهاج الفائزين المتأهلين، يرافقها امتعاض
آخرين من المشاركين فيها لعدم نيلهم شرف المشاركة في المؤتمر، وكان ذلك حق
مشروع وتحصيل حاصل وضريبة من ضرائب الديمقراطية:
المشهد الأول: انعقد هذا المؤتمر في عاصمة الحضارة وحاضرة العواصم..
بغداد الحبيبة، للفترة من 12 لغاية 16 آب 2010 في مقر الحركة الديمقراطية
الآشورية (زوعا) بحضور أكثر من 280 مندوبا قدموا من داخل العراق (نوهدرا
دهوك الحبيبة وتوابعها: صبنا وبروار وزاخو وسميل وعقرة)، (أربيل الغالية
وتوابعها: عنكاوا وشقلاوا وديانا وهاوديان وكويسنجق وأرموطا)، (نينوى
التاريخ: الموصل المدينة وسنحاريب من الشيخان إلى ألقوش وقراها وقصباتها
والشرفية وباقوفا وباطنايا وتللسقف وتلكيف ونواحيها، وكالح باخديدا، وبرطلة
وكرمليش وبعشيقة الحبيبات)، (كركوك الذكريات)، (بغداد)، ومن بلدان المهجر
(الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا وكندا).. فكانت الزهرية جميلة، فيها
الشيخ والشاب، الرجل والمرأة، السجين السياسي السابق، المتكأ على عكاز
والسليم المستعد لنيل الإكليل، الطبيب والمهندس والمحامي والإعلامي والمعلم
والأستاذ حامل الدكتوراه والبرلماني والوزير وكذلك الطالب والموظف والكاسب
والراعي والفلاح والمقاتل.
المشهد الثاني: مؤتمر تاريخي من حيث عدد الحضور وعدد أيام انعقاده
الخمسة.. وفي بغداد، ومعها أنها المرة الثانية، ولكن ليس في مثل هكذا ظروف.
المشهد الثالث: تنادى كل هؤلاء إلى العاصمة وقد تحدّوا مصاعب الطريق
مواجهين المخاطر بأنواعها، فتحملوا المسؤولية وكانوا أهلا لها، فجعلوا من
مشاركتهم في المؤتمر بالنقاش والمداخلات ما جعل من سخونة أجوائه توازي
سخونة بغداد في آب اللهاب.
المشهد الرابع: تحديات داخلية وخارجية، وملفات قومية ووطنية وتنظيمية،
كان بعض الموجودين في المؤتمر ومعظم المتواجدين خارجه من مترقبين أو
متربصين، يعتقدون أنها قد تصبح فتيلا يُفجر إصبعا أو اثنين أو ثلاثة من
أصابع الديناميت شديدة الانفجار، وإذا بهذه التحديات والملفات شموعا من
التضحية ونكران الذات شديدة الانصهار.
المشهد الخامس: وبعد الفروغ من مناقشة التقارير والملفات، وما رافقها من
توتر بشري طبيعي أحيانا.. وابتسامات وقهقهات طبيعية أيضا أحيانا أخرى، حلت
محطة انتخاب السكرتير العام واللجنة المركزية الجديدة، وكانت الجلسة مسائية
واقترب موعد العشاء، لكن المؤتمرين رفضوا المغادرة إلا لتناول الفطور!!.
وبينما كان صندوق الاقتراع يتلقى الأوراق.. كان فجر نهار جديد يشرق على
زوعا.. وبغداد والعراق!!.
المشهد السادس: وبعد فتح باب الترشيح لمنصب السكرتير العام لـ "زوعا"،
انبرى السيد نينوس بتيو السكرتير السابق للحركة فارتقى المنصة وألقى كلمة
اختصر فيها كل معاني الرسالة المؤطرة بدماء الشهداء.
ثم انبرى السيد يونادم كنا، السكرتير العام للدورة السابقة، مقدما نفسه
كمرشح لموقع السكرتير العام وقد ألقى كلمة قصرة تحدث فيها عن سيرته الغنية
عن التعريف وعن برنامجه للمرحلة المقبلة، تلاه السيد يونان هوزايا، نائب
السكرتير العام للدورة السابقة، مرشحا نفسه وقد تحدث أيضا بحديث مماثل.
المشهد السابع: رئاسة المؤتمر تطالب بما يشبه المناظرة بين كلا المرشحين
ولكن لا بينهما بل مع المندوبين.. من خلال قيام المؤتمرين بتوجيه الأسئلة
إلى كل منهما عن سبب ترشيحه وماهية برنامجه واستراتيجيته وكيفية تعامله مع
مختلف التحديات والملفات: ممارسة ديمقراطية شفافة أعطت إغناءً جديدا
وللمندوبين نضجا مضافا من هذه الممارسة.
المشهد الثامن: ينطق صندوق الاقتراع بإرادة الحاضرين فيعلن تجديد
السكرتارية العامة للسيد يونادم كنا فيعلو التصفيق وتنطلق زغاريد الرفيقات
وتنهال التهاني على المرشح المنافس قبل الفائز. بعدها.. تتشابك أيدي
الاثنين ويشتركان في تقديم الشكر والامتنان للجميع دون استثناء.
المشهد التاسع: يتلقى صندوق الاقتراع أصوات الناخبين لأعضاء القيادة
الجديدة.. ومع زقزقة العصافير المرافقة للخيوط الأولى للفجر، ينطق الصندوق
من جديد بالفائزين أسماءا من القيادة السابقة من ذوي الخبرة والممارسة..
إلى جانب وجوه جديدة ودماء شابة تقف على قدر عال من النضج القومي والسياسي
والفكري والثقافي والعلمي، لتمتزج الخبرة بروح الشباب وتنسج فسيفساء جميلة
تليق بتنظيم مناضل يحمل قضية شعبنا الكلداني السرياني الآشوري منذ عقود في
زمن الدكتاتورية والقمع.. ومن ثم في عراق جديد وصعب.
المشهد العاشر والأخير: موجة أخرى من التصفيق ونفحات من الابتهاج وقد
اعتلى السكرتير العام وأعضاء القيادة الجديدة منصة القاعة متشابكي الإيدي
بعد أن أدوا القَسم المقدس.. إلى مرحلة جديدة ومتجددة على الصعيد التنظيمي
الداخلي، والصعيدين القومي والوطني.
|