السيد يونادم كنا:
خرجنا
بعدة توصيات لبناء دولة مدنية بعيدة عن التعصب والعنف
مؤتمر
اربيل منعطف جديد في العلاقات العربية العراقية
انسحبنا
من مؤتمر بغداد لانه كان تظاهرة اعلامية فقط

خلال
شهر شباط الماضي قام السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية
الآشورية عضو مجلس النواب العراقي ضمن وفد برلماني عراقي بجولة في عدد من
الدول الاوربية، ترأس خلالها مؤتمر للمصالحة الوطنية في الدنمارك.. وبعد
عودته الى الوطن شارك السيد كنا في العديد من الفعاليات السياسية العربية
والعراقية من ضمنها مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب، ومؤتمر القوى العراقية
الخاص بالمصالحة الوطنية، وللتعرف على تفاصيل هذه النشاطات والمشاركات كان
لنا معه لقاء في مكتبه الخاص ببغداد وكان هذا الحوار..
* استاذ يونادم نبتدأ هذا اللقاء
بجولتكم الاخيرة في عدد من الدول الاوروبية، حيث علمنا بانكم ترأستم في
شباط الماضي مؤتمر للمصالحة في الدنمارك، ماذا تحدثنا عن هذا المؤتمر وما
الذي خرج به من نتائج وتوصيات؟
المؤتمر جاء بدعوة من قبل منظمة عالمية تسعى من اجل المصالحة
والاغاثة في الشرق الاوسط وبالتنسيق مع الامم المتحدة في العراق، استضافته
دولة الدنمارك واستمر من 17- 19 شباط الماضي، وضم المؤتمر ممثلي المكونات
الدينية العراقية من سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة مندائيين وايزيديين ورموز
مرموقة من كل الاطراف. سعينا في هذا المؤتمر ان نخرج بتوصيات تدفع باتجاه
بناء الدولة المدنية وخفض العنف في العراق فضلا عن العديد من التوصيات التي
تساعدنا في هذا المنحى، بالتأكيد كانت هناك مشاركات من لدن شخصيات عراقية
ودنماركية مهمة مثل وزير خارجية الدنمارك وشخصيات اخرى، ومن جانبنا حضر
المؤتمر مستشار الامن القومي والسيدة وزيرة حقوق الانسان وشخصيات دينية
مرموقة من كل الطوائف والديانات في العراق. وخرجنا بعدة توصيات باتجاه بناء
الدولة المدنية وليس دولة دينية، والتخلص من التعصب والعنف في البلد،
والاخوة المشاركين في مؤتمر المصالحة بصدد اصدار فتاوى من لدن المرجعيات
الشيعية والسنية المحترمة، ليحرموا القتل ويدعون الى السلم وقف هذا
التشنجات ومن ثم الدعوة الى بناء دولة مدنية بعيدة عن التعصب الديني
والقومي والتطرف. واسف ان اقول ان المؤتمر تزامن مع تصرفات مشينة من بعض
الصحف تضمنت اساءة الى الرسول الكريم، واستطعنا ان نرد عليها من خلال
المؤتمرات واللقاءات الصحفية ووسائل الاعلام في الدنمارك، وايضاً اعتذار
المسؤولين في الدنمارك عن هذا التصرف الذي اكدوا بانه لا يمثل وجهة نظر
الحكومة الدنماركية ولا المسيحيين في الدنمارك وانما كان تصرف وردود افعال
من قبل بعض الصحف. اقدر ان اقول اننا خرجنا من مؤتمر كوبنهاكن بتوصيات مهمة
جداً والان نحن بصدد متابعتها.
* هناك الكثير من المؤتمرات والتجمعات
السياسية تقام سواء في العراق ام خارجه في سبيل المصالحة الوطنية واستقرار
الاوضاع في العراق، خرجت بالعديد من التوصيات التي لم تجد التنفيذ على ارض
الواقع، برأيكم هل ستجد مقرارات هذا المؤتمر تنفيذ فعلي ؟
- نحن نسعى لكسب مرجعيات مؤثرة لكي تصدر فتاوى تحرم القتل
وتدعو الى السلم والمصالحة ومن ثم كما ذكرت الى بناء دولة مدنية، واذا
توفقنا في مهامنا مع المرجعيات الدينية بالتأكيد ذلك سيؤثر على الشارع
العراقي، لمن هو عراقي اصيل، اما الاجنبي الذي يستهدف العراق دون استثناء
فانه لن يتأثر بالفتاوى، لكن ابن العراق الذي يعتز بانتمائه الوطني سيتأثر
بتلك الفتاوى، هذا جانب والجانب الاخر الضغط على المؤسسات الحكومية ايضاً
ان تتجه باتجاه تنفيذ توصيات المؤتمرات السابقة، لان هناك تلكوء في تنفيذ
توصيات المؤتمرات الرئيسية الاربعة التي تبناها دولة رئيس الوزراء قبل سنة،
حيث ان جزء من تلك التوصيات نفذ والاخر لم يجد طريقه للتنفيذ. هكذا مؤتمرات
تضغط باتجاه تنفيذ هذه التوصيات سواء كان على الصعيد التشريعي او التنفيذي،
بنظري كل لقاء او تحاور يبني اولاً الثقة المفقودة بين مكونات المجتمع
العراقي ومن ثم يؤكد على تنفيذ ما تم التوصل اليه. ولكن التشظي لا ينفع
ويجب ان نتوجه جميعاً باتجاه موحد ومشترك لتثمرهذه الجهود.
*ماذا عن جولة الوفد البرلماني العراقي
الى ايرلندا الشمالية، ما الذي تحقق هناك لصالح الوطن والعملية السياسية؟
الوفد البرلماني العراقي الى ايرلندا الشمالية جاء بناءاً على
طلب لجنة دعم الدستور في الامم المتحدة (يونامي)، وتشكل وفد حسب ما كان
مقرراً من خمسة عشر شخصاً من اللجنة الدستورية وثلاثة من لجنة الاقاليم
والمحافظات في البرلمان، لكن عدد من الاخوان لم يتمكنوا من الحضور وحضر
اثنى عشر برلمانياً فقط، عشرة من الدستورية واثنان من الاقاليم والمحافظات.
الهدف من هذه الجولة كان للاطلاع ودراسة تجربة صناعة السلم والاستقرار في
ايرلندا الشمالية حيث كان هناك عنف وازمة لاربعين سنة فمنهم من يطالب
بالاستقلال والاتحاد مع ابناء قومه في جمهورية ايرلندا واخر يسعى الى
البقاء مع بريطانيا، الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت في جوهره سياسي ـ
قومي ولكن في الظاهر يبدو صراع مذهبي، فهي مسألة سياسية قومية وليست دينية.
المكونان الرئيسيان في ايرلندا الشمالية اللذان يصل تعداد نفوسهما الى
مليون وسبعمئة الف نسمة قاتلوا بعضهم بعضاً لاربعين سنة لكن توفقوا في عام
1998 في صناعة السلام بدعم دولي والاصدقاء ومن ثم بارادتهم وقناعتهم بأن
هناك تكافئ وانه لا يستطيع احد ان يلغي الاخر، حيث توصلوا في عام 1998 الى
اتفاقية الجمعة العظيمة (اتفاقية بلفاست) التي صنعت هذا السلام الذي نشهده
اليوم وجلبت الامن والاستقرار ووضعت حداً لنزيف الدم ومن ثم اتفقوا على
الشراكة في الحكم. هذه تجربة جيدة ونحن في اللجنة الدستورية استفدنا منها
ومن تجارب جنوب افريقيا ايضاً حيث في جولة سابقة امضينا اكثر من اسبوع
هناك،كما واطلعنا على تجارب العالم في الانظمة الفيدرالية، كل هذه التجارب
اغنتنا كثيراً لكننا لا نستطيع ان نقتبس اي منها وانما نستفيد منها مثلما
استفدنا في التعديلا ت الدستورية من نماذج امريكا وجنوب افريقيا والمانيا،
على سبيل المثال كيفية تحقيق مصالح المحافظات او الاقاليم عبر تشكيل مجلس
ثاني الى جانب البرلمان، ما نسميه نحن (المجلس الاتحادي) وفي المانيا (
بوندسترات) و(مجلس الشيوخ) في امريكا، هذه تجارب اجريت من اجل ايجاد السبيل
لبناء الثقة والتحاور والاتفاق لانهاء الازمات، الجولة كانت مثمرة ومفيدة
جداً بالنسبة لنا ونستطيع ان نستفيد من الآليات والاساليب التي توصلوا
اليها في حل الازمات، واليوم تكونت لدينا خبرات واسعة نستطيع من خلالها ان
نميز ونفرز الامورعندما نشهد مؤتمرات سلم ومصالحة بما يكون مثمراً ومنتجاً،
وليس كما يقال "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً"، استفدنا من هذه التجربة كثيراً
وان شاء الله في الفترة المقبلة بعد التئام البرلمان سنخرج بمبادرات جديدة.
* هل التقيتم بابناء شعبنا في جولتكم
هذه، وكيف كانت واوضاعهم ونظرتهم الى ما يحدث في الوطن؟
- كما يقال رب ضارة نافعة، تأخرت المصادقة على الميزانية مما
ادى الى الطلب الرسمي من دولة ايرلندا الشمالية الى تأجيل البرنامج ، فحصل
شبه فراغ بين نشاط كونبهاكن وايرلندا الشمالية لا يقل عن سبعة ايام،
فاستفدنا منها في لقاء ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العديد من
المدن الدنماركية، وكانت فرصة ايضاً للقاء تنظيمات الحركة الديمقراطية
الآشورية وتنظيماتها، والمساهمة في بعض المعالجات لعكس الواقع والصورة
الحقيقية لما يحدث في الوطن، ودعوتهم للتواصل والمشاركة في البناء واعادة
اعمار العراق، ومن ثم امضيت يومان في كل من المانيا وبريطانيا ويوم في
هولندا حيث سنحت لي الفرصة ايضاً للقاء جماهير شعبنا هناك في ندوات
مفتوحة،وشاركنا في بعض المراسيم في بريطانيا ومنها الالتقاء بقداسة
البطريرك زكا عيواص للسريان الارثذوكس في العالم وشخصيات ومناسبات اخرى
مهمة، وبالمحصلة النهائية كانت فرصة جيدة للقاء جماهير شعبنا وقواعدنا
وتنظيماتنا وان نعكس لهم واقع ما يحدث في الوطن وان نتبادل وجهات النظر وان
نجيب على اسئلتهم ، حيث لا تعكس الصورة الصحيحة للواقع العراقي في وسائل
الاعلام الخارجية، فهي تعطي صورة سوداوية عن البلد، صورة القتل والدمار
والعنف، نعم هناك تشرد ومهجرين لكن العراق يبنى يوم بعد اخر على الرغم من
النواقص والملاحظات نحن ننظر الى الامام لتحقيق ما افضل لمستقبل العراق.
*كيف تنظرون الى ماتحقق في المؤتمر
الثالث عشر للاتحاد البرلمان العربي في اربيل، هناك توصيات اتخذت فكيف
الطريق لان تجد التنفيذ الفعلي لها؟
- قبل كل شيء انعقاد اتحاد البرلمانيين العرب في العراق كانت
رسالة مهمة جداً في هذا الزمن الصعب، ومن ثم في اربيل ايضاً رسالة ثانية،
ومع الاسف اقول انه منذ سقوط النظام الدكتاتوري كان هناك شبه قطيعة في
علاقات الدول العربية مع العراق، الاخوة الاشقاء العرب كانت علاقاتهم مع
العراق مقطوعة او شحيحة، هذا لا يخدم المصالح المشتركة، فانعقد المؤتمر في
العراق. ومن ثم انتخاب رئيس البرلمان العراقي رئيساً للاتحاد ايضاً رسالة
ايجابية وانعقاده في اربيل رسالة اخرى باعتبار انه كانت هناك اشاعات من قبل
بعض الاطراف غير المتفقين معنا حول تقسيم العراق وانه اصبح دويلات.. وغيرها
من التهم ، لكن بالعكس المؤتمر انعقد في اربيل عاصمة اقليم كردستان والتي
سميت بالعاصمة الثانية للعراق، هذه كلها رسائل، اما محتوى ومضمون وما تم
التطرق اليه هو اولاً دعوة الدول العربية الى افتتاح السفارات وتطوير
العلاقات وحضور السلك الدبلوماسي والتواجد في العراق، وثانياً انا شخصياً
كنت امثل الشعبة البرلمانية العراقية الخاصة بالشؤون المالية والاقتصادية
والاجتماعية استطعنا بدعم الاصدقاء من الدول العربية الاخرى ان نخرج بفقرة
خاصة لدعم الاقتصاد العراقي قدر الامكان من خلال السعي لاطفاء الديون
وتأهيل الصناعات والاستثمار في العراق، بالتأكيد كانت الصورة سوداوية
امامهم ولكنهم جاءوا وشاهدوا انها ليست كما يشاع في الاعلام وانما هناك
جواً آخر مناسب اكثر مما صور لهم في الاعلام، فنتوقع ان شاء الله قريباً ان
تكون هناك مبادرات من لدن على الاقل بعض الدول العربية ودول الجوار تحديداً
لبناء وتطوير العلاقات ثم المساهمة في الاستثمارات في العراق ومن ثم دعمنا
في اطفاء الديون، فكما قلت في ورشة المؤتمر، ان الصيني والياباني والروسي
والاوروبي اطفأوا الديون لكن الدول العربية الشقيقة لم تطفئها بعد، فكيف
يفسر هذا الامر، ناشدنا المؤتمر واستجاب وحصل اجماع على على هذا الموضوع.
هذا سينفعنا كثيراً فعلاقتنا مع دول الجوار ومن ثم الامتداد العربي والدول
التي لها مصالح مشتركة مع العراق مهمة جداً اكثر من علاقاتنا مع الآخرين.
ما حصل في المؤتمر اقدر ان اقول عنه بأنه منعطف جديد في العلاقات العراقية
العربية وفي دعمنا باتجاه وقف تسلل الارهابيين و والمهربين عبر الحدود،
فكانت خطوة مهمة في العملية السياسية ونحن نقدر ونثمن جهود الوفود العربية
التي شاركت وان شاء الله ستجد مقرارات هذا المؤتمر سبيلها الى التطبيق.
.JPG)
.JPG)
*ما هو تقييمكم للوحدة العراقية التي
تجسدت في ادانة وشجب جريمة اغتيال نيافة المطران الشهيد بولص فرج رحو، هناك
اجماع سياسي واسلامي ومسيحي على ادانة الجريمة وعلى التذكير بالمواقف
الاصيلة للراحل؟
- اكرر التعازي لابناء شعبنا عموماً وبصورة خاصة لابناء
كنيستنا الكلدانية ولذوي الفقيد، بالتأكيد جريمة نكراء جاءت من قبل مجرمين
لا يمتون بالقيم الانسانية باية صلة، اسف ان اقول واكرر ما ذكرناه في
بياناتنا، ان الحكومة العراقية تتحمل جزء كبير من هذه المسؤولية، في
مقدمتها سياسة التهميش والاقصاء التي تمارسها بحق مكون اصيل من مكونات
الشعب العراقي، هذا الذي يشجع ويدفع القتلة والمجرمين للتطاول على رموز
شعبنا، فضلا عن التقصير الواضح من قبل السلطات المحلية في محافظة نينوى
لفرض الامن والاستقرار في المنطقة. اما بالنسبة الى ما ذهبتم اليه، فعلاً
العراقيون اناس اصلاء وتكاتفوا كما كانوا في ايام فوز المنتخب العراقي بكأس
اسيا وفي مناسبات وطنية اخرى، المشكلة ليست بين ابناء الشعب العراقي وانما
من تيارات سياسية اصبحت مقدرات البلد بيدها واسف ان اقول ان المصالح الخاصة
والحزبية الضيقة اصبحت قبل المصالح الوطنية، ولكن ابناء الوطن موحدين
والحمد لله ونحن نقدر ونشكر ونثمن مواقف كل هذه الاطراف التي تضامنت معنا
بالشجب والاستنكار ومناشدة السلطة لتحمل مسؤولياتها، هذا هو ديدن العراقيين
وهذا ما كنا ننتظره منهم.
*يلاحظ ان الحركة الديمقراطية الآشورية
نشطة باتجاه تطوير الحوار مع جميع المكونات العراقية، كيف تنظر الحركة لما
تحقق في هذا المضمار؟
نشاط الحركة على صعيدين، قومي ووطني، على الصعيد القومي كانت
لنا مبادرة ولا زلنا في تطوير هذا الاتجاه في سبيل عقد مؤتمر قومي واسع
وشامل عبر حوارات ولقاءات مع المكونات السياسية ومؤسساتنا القومية للخروج
بآليات عمل مشتركة وبخطاب مشترك يعبر عن وجهة نظر كل مكونات شعبنا الكلداني
السرياني الآشوري ويحفظ مصالحنا. اما على الصعيد الوطني فقد كنا منذ
البداية ولا زلنا وان شاء الله سنبقى باتجاه كيف السبيل لتحقيق السلم
والامن والاستقرار والتنمية والتطورفي البلد، ومن اجل ذلك يفترض بنا ان
نجلس ونتحاور، الثقة لا تبنى من بعيد بل بالتواصل والتحاور وتبادل وجهات
النظر ومن ثم ايجاد الحلول الوسط التي تطمئن الجميع، على سبيل المثال وكما
اقول دائماً "السلم لا يفرض بالقوة" السلم يأتي بتحقيق العدالة والتوازن
بين كل المكونات، اما الامن فيمكن فرضه بالقوة لفترة محدودة ولكن الامن لا
يعني السلم، غياب العنف لا يعني تحقق السلم، ناشدنا ونناشد السلطة دائماً
بانه يفترض ان نسعى باتجاه تحقيق العدالة والتوازن، وهذا لن يأتي دون
التعديلات الدستوية والتشريعات التي تضمن لكل عراقي مشاركته وشراكته في هذا
البلد، فالشراكة في الحكم وفي كل مؤسسات الدولة هي التي تعطي الاطمئنان
للجميع وتأتي بالامن والاستقرار، وهذا هو ايمان حركتنا منذ تاسيسها، فيوم
عارضنا نظام صدام لم نعارضه لانه كان عربياً او مسلماً ولكن لانه كان
عنصرياً دكتاتورياً يقصي ويهمش الاخرين ويستحوذ بالسلطة لحزبه ومن ثم
لعائلته، اليوم يحصل ذات الشيء من لدن بعض المجموعات، مع احترامي لرموز
الدولة، حيث الاستئثار بالسطلة واحتكار كل شيء واقصاء الاخرين ومن ثم
الفلتان الامني وغياب سلطة القانون، هذا هو نهجنا وايماننا ولن يستقر
العراق بغير ذلك، لانه الوطن فقط الذي يجمعنا وليست الطائفة او القومية او
الحزب السياسي الفلاني، وتحت مظلة هذا الوطن يجب ان يطمئن الجميع بأن
طموحاتهم ستتحقق وبعدالة.
*تباينت الاراء بشأن المؤتمر الثاني
للقوى السياسية الخاص بالمصالحة الوطنية الذي انعقد في بغداد، هناك جبهة
التوافق والقائمة العراقية والتيار الصدري لم تشارك فيه بينما شاركت قوى
اخرى، ما هي قراءتكم لواقع حال المؤتمر واهميته؟
- اسف ان اقول ولربما مرة منذ خمسة اعوام مضت اقول بأنني غير
متفائل من هذا المحفل، لانه انا عضو في الهيئة الوطنية للمصالحة علمت
بالمؤتمر قبل ساعات من انعقاده، فكيف يكون الحال مع الاخرين، ومؤتمرات
المصالحة تكون بين الجماعات المختلفة وليس بين الجماعات المتفقة، حتى
المجموعات التي تشارك في العملية السياسية كانت غائبة،هكذا مؤتمرات تتطلب
اعداداً جيداً، لم يكن هناك اي اعداد للمؤتمرعدا ما اعد من قبل وزارة
الحوار الوطني دون التنسيق مع المكونات السياسية، كما ان توقيت المؤتمر لم
يكن موفقاً، فقد جاء في وقت غير مناسب فالبرلمان عطلته والوزارة توجه
الدعوات مباشرة عن طريق صناديق البريد تدعو فيها اعضاء مجلس النواب الذين
كانوا حينها خارج الوطن او خارج بغداد على الاقل، المشكلة كبيرة وتكمن في
ان هيئة المصالحة الوطنية لم تفعّل، والمصالحة لا تتحقق بهيئات او اليات
حكومية، فالحكومة طرف في المشكلة المفروض الهيئة الوطنية للمصالحة التي
ليست جزءاً من المشكلة وانما وسيلة للحل، هي التي يجب ان تعقد هكذا
مؤتمرات. عقدنا اربع مؤتمرات سابقة وطنية وكبيرة برعاية دولة رئيس الوزراء
وخرجت بـ18 -22 توصية، كان من المفروض ان تتواصل الآليات السابقة وان يتم
مراجعة ما تحقق من تلك التوصيات وما لم يتحقق، ولماذا لم يتحقق، ومن ثم ان
تشترك المجموعات المتفقة والمختلفة مع بعض، وليس المجموعات الحاكمة، على
سبيل المثال المجموعات القومية العربية والعراقية الوطنية اعلنت موقفها
وخرجت من المؤتمر لانها اعتبرته مجرد تظاهرة اعلامية. اضف الى ذلك الى ان
توقيت المؤتمر جاء لربما بظغوطات لا نعلم من اين، فلماذا هذا الاستعجال؟
وعندما اطلعت على البرنامج المعد للدراسة والمناقشة لم اجد فيه بانه سيخرج
بآليات معينة تطوراوتحسن وتدفع عملية المصالحة الى الامام، فهي مجرد
تنظيرات، فمثلا ً ليس هناك وجود للهيئات والهياكل التي يجب ان تتمخض عن
المؤتمر، اسف ان اقول مرة اخرى ان مكونات البرلمان مثل جبهة التوافق
والعراقية والتيار الصدري ..وغيرها خرجت من المؤتمر، وانا ايضاً بعدما
استمعت الى كلمات فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء ورئيس مجلس
النواب احتراماً لشخوصهم انسحبت من المؤتمر بعدما لاحظت انه مجرد تظاهرة
اعلامية، في كل مؤتمرات المصالحة مساعينا مشتركة منذ عام 2003 ولحد الان،
لكن في هذا المؤتمر غادرت القاعة. اسف ان اقول مرة اخرى لم يعد له بطريقة
جيدة وكافية والتوقيت لم يكن مناسباً، واتمنى الموفقية للاخوة القائمين
عليه والمفروض عليهم مع دولة رئيس الوزارء ان يراجعوا الامر، وان نتفق ان
تكون هناك هيئات محايدة تراقب العملية السلمية، وليس لجنة في رئاسة الوزارء
مرتبطة بمكتب رئيس الوزارء هي التي ترعى المراقبة، هذا خطأ كبير، نعم ان
تتابع التنفيذ هذا كلام صحيح ومطلوب، ولكن ان تراقب العملية السياسية
والسلمية وعملية التوازن وفرض العدالة، هذا لا يجوز وسيؤدي الى تعثر العمل
وبالتأكيد ستكون هناك دائماً اصوات تغرد خارج السرب، فالسلم لا يفرض بالقوة
ويجب ان تكون هناك ارادة سياسية حقيقية من لدن المكونات الرئيسية فضلا عن
المختلفين، المكون الكردي كان غائباً تماماً عن المؤتمر ان كان بقرار او
بغيره، المكونات السياسية القومية العربية كانت غائبة ما عدا بعض الرموز
العشائرية كانت حاضرة، والمكون الوطني العراقي ايضاً كان غائباً، ومن ثم
نحن ايضاً على الرغم من ايماننا ونهجنا الحقيقي باتجاه تحقيق المصالحة
قاطعنا المؤتمر ولم نشترك فيه، فلا يجوز ان يجلس احدهم على العرش ويقول
للاخرين تعالوا الى المصالحة وانا باقي في مكاني، لن تتحقق المصالحة بهذا
الشكل وسوف تستمر الازمة والمشاكل، يجب ان يقتنع الجميع باننا جميعاً اخوة
واشقاء وقدرنا ان نعيش مع بعض ونتشارك في السلطة والثروة والمواقع وفي كل
شيء، الان حصل اجتثاث بالوزارات العراقية، عندما استلم هذا التيار وزارة ما
اجتث كل التيارات الاخرى، وبالنتيجة نحن كمسيحيين ـ كلدان سريان آشوريين ـ
كمكون ديني وقومي تم اجتثاث اغلب ممثلي شعبنا في معظم الوزارات، لانه
المحاصصة تقول ان لكل حزب حصته، وبالنتيجة نحن لا حصة لنا، فتم اجتثاثنا من
المواقع الخاصة في الدولة، فأي مصالحة هذه، نحن كنا مع العملية السياسية
وسنبقى معها لكن الآ يراجع القادة والمسؤولين في الدولة انفسهم ويسألوا
ماذا حصل لمكون اساسي واصيل في هذا البلد، لقد كنا من مؤسسي اول دولة
اسلامية في التاريخ، النظام المالي والاداري وضع على يد حنا الدمشقي وغيره،
ماذا حصل الان؟ انا غير متفائل لكن مع ذلك اتمنى لهم الموفقية ومراجعة
السياسات وان يعقد مؤتمر عاجل اخر ليراجع هذه السياسات وان يضع آليات تدفع
بالعملية السياسية الى امام.
*الاستاذ يونادم كنا السكرتير العام
للحركة الديمقراطية الآشورية عضو مجلس النواب العراقي شكراً جزيلاً لك.
- شكراً لكم.
|