الترجمة
العربية لكلمة السيد يونادم كنا السكرتير العام
للحركة الديمقراطية
الآشورية عضو مجلس النواب، والتي ألقاها في الاحتفالية
المقامة في عنكاوا
بأربيل بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس الحركة
الديمقراطية
الآشورية:
السيدة كاليتا
شابا عضو برلمان إقليم كردستان العراق المحترمة..
السيد أليدن خاميس رئيس اتحاد الجمعيات الآشورية في
الولايات المتحدة الأميركية
المحترم..
السيد أدد آشور سين ممثل المجلس القومي الآشوري في
إيلينوي المحترم..
الآباء الكهنة الأفاضل
والسادة ممثلو المؤسسات القومية وأعضاء الوفود
القادمة من بلدان المهجر المحترمون..
أبناء شعبنا الكرام.. تحية وسلام..
يسرنا
باسم قيادة حركتنا وقواعدها أن نرحب بكم وبمشاركتكم
معنا في هذا اليوم
المجيد.. حيث الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس حركتنا
الديمقراطية
الآشورية، فأهلا وسهلا بكم وبالمحبة التي أبديتموها ولا
سيما الضيوف
الأكارم القادمين من بلدان بعيدة.
لا
بد لنا في هذه المناسبة القومية الكبيرة أن نقف إجلالا
وإكراما لأرواح
شهدائنا الأبرار الذين نالوا إكليل الشهادة البهي على
طريق النضال القومي
لحركتنا من أجل حرية أبناء هذا الشعب وإقرار حقوقه
الدستورية في الوطن
الأم.. تحقيقا لرفعة وعلو أبناء هذه الأمة.
وإذ
نحتفل اليوم بأعياد أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية
الجديدة 6757 لا
يسعنا إلا أن نتقدم بالتهاني والتبريكات الحارة بهذه
المناسبة وبمناسبة
عيد القيامة المجيدة التي نتمنى أن يكون مباركا للجميع
مع أمنياتنا بتقدم
أمتنا وتحقيق الحرية والديمقراطية والسلام في بلدنا
الحبيب.
أبناء شعبنا الأحباء..
إذ
نحتفل بالذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس حركتنا.. لا بد
لنا أن نعود
فنسترجع شيئا من الماضي ونتذكر أحوال أبناء شعبنا
وبلدنا تحت وطأة النظام
الدكتاتوري السابق الذي طالما حاول إذابة هوية هذا
الشعب وهدم قراه
وأديرته وكنائسه.. كمحاولة لقلع جذور أبناء شعبنا
وأمتنا من أرض أبائهم
وأجدادهم.. فضلا عن سياسته الشوفينية والحروب التي
خاضها ما أدى إلى تشتت
أبناء شعبنا في مختلف بلدان الاغتراب في العالم.
واليوم..
وعقب ثمانية وعشرين عاما من المسيرة النضالية القومية
الوطنية جنبا إلى
جنب مع باقي القوى الديمقراطية والوطنية والكردستانية،
استطعنا كحركة
وكأمة أن نخطو خطوات كبيرة إلى الأمام.. حيث تبوأت
الحركة مكانتها اللائقة
في قلوب أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذي
أظهر محبته ودعمه
للحركة في جميع المحطات خلال السنوات الماضية ومنذ عام
1992 في انتخابات
برلمان إقليم كردستان العراق والانتخابات التشريعية في
الوطن وباقي
المحطات الأخرى.
وقد
كانت المسيرة البنفسجية الضخمة في دهوك في الأول من
نيسان 2007 رسالة طيبة
من أبناء شعبنا وتجديدا لمحبتهم للحركة ونهجها في
الوحدة القومية.. وفي
احترام الإرادة الحرة لشعبنا. مع تأكيدنا على أن كل
بارقة أمل وسعادة
نعيشها اليوم في الإقليم أو في عموم الوطن إنما هي ثمرة
الجهود والتضحيات
القومية والوطنية لحركتنا وفي مقدمتها الدماء الطاهرة
لشهدائنا.
ونود
بهذه المناسبة أن نتقدم بالشكر والامتنان لكل من شارك
في المسيرة
البنفسجية في دهوك رغم الأحوال الجوية الصعبة من المطر
والبرد.. هذه
المشاركة التي فضلا عن أنها جسدت محبة الشعب للمسيرة
النضالية لحركتنا
والإيمان بها وبالارتباط بجذورنا التاريخية.. كانت أيضا
ردا قويا لضعفاء
النفوس من الذين يحاولون أن يكونوا حجر عثرة في مسيرة
شعبنا وأمتنا بطرق
غير شرعية وبفُتات موائد الآخرين.. والذين ليس بوسعهم
أن يكونوا سوى
فقاعات وحسب.. لأن سيول الإيمان والمؤمنين الأصلاء
سيطهرون السبيل القويم
لمسيرتنا القومية من كل شوكة في طريق وحدة شعبنا
ومطالبنا المشروعة، كما
أن سياسية شراء الذمم لن تتمكن من زعزعة محبة الجماهير
للحركة.. وإن
السياسات التضليلية لن تتمكن من إضعاف الحركة.. لأن
الشمس لا يمكن حجبها
بغربال.
أيتها الجماهير العزيزة.. ضيوفنا الأحباء:
إذ
نحتفل اليوم بهذه المناسبة المباركة.. فإننا وإن كُنا
قد تخلصنا من النظام
الدكتاتوري السابق.. لكن لا نزال نمر في ظروف صعبة
ومؤلمة ومنها تردي
الوضع الأمني والقتل على الهوية وانعدام الخدمات
والإرهاب.. والمهجرين
والنازحين من مناطق لأخرى داخل البلد وإلى دول الجوار.
وقد جاءت هذه
الظروف الصعبة نتيجة لسياسات قوى التحالف الدولي وأصحاب
القرار من
العراقيين في السلطة منذ بداية العملية السياسية الجديدة وحتى يومنا هذا..
بالإضافة إلى الصراعات بين القوى الدولية في
البلد مع دول الجوار.. حيث
أصبح العراق وأبنائه ضحية لصراعاتهم، يُضاف إلى ذلك
تعثر العملية السياسية
ومشروع المصالحة.
ومع
كامل تقديرنا للجهود المبذولة من أجل توفير الأمن وفرض
القانون والتي رغم
أهميتها فإنها تبقى غير كافية.. لأن السلام لا يأتي
بالقوة بل بتحقيق
المساواة والشراكة في السلطة وترسيخ أسس ومباديء الأخوة
بين أبناء الوطن
دون تمييز.. والتوصل إلى توافق سياسي حول التعديلات
الدستورية المنتظرة
والتي ستقر المساواة بين أبناء العراق وترسخ الوحدة
الوطنية للشعب العراقي.
وبهذا
الشأن فإننا في الحركة الديمقراطية الآشورية ملتزمون
بالنهج القومي
والوطني ونسعى على الدوام إلى تحقيق السلام والمساواة
بين كافة أطياف
شعبنا العراقي.. مؤكدين موقفنا الراسخ من وحدة شعبنا
وإقرار حقوقه القومية
المشروعة دستوريا، حيث تمكنا خلال السنوات القليلة
الماضية من تثبيت
وإقرار الكثير من مطالبنا في الدستور.. سواءً الحقوق
الدينية أو الثقافية
أو التعليمية وصولا إلى الحقوق السياسية والإدارية كما
هو مثبت في المواد (2 و
4 و 125) من الدستور العراقي.. لكن لا يزال أمامنا الكثير لتحقيقه..
وفي مقدمته التوصل لاتفاق حول التسمية الموحدة
لشعبنا (الكلداني السرياني
الآشوري) وكيفية تثبيته في الدستور.. ونحن كحركة
التزمنا خلال السنوات
الماضية بقرار المؤتمر القومي الذي عُقد للفترة من 22
إلى 23 تشرين الأول 2003،
لكن ومما يؤسف له أن الأحزاب وممثلي الكنائس الذين ورغم مشاركتهم
معنا في المؤتمر القومي لكنهم لم يلتزموا
بمقررات وتوصيات هذا المؤتمر.
واليوم نأمل مرة أخرى أن نتمكن من التوصل إلى قرار نابع
من الإرادة الحرة
لشعبنا وبما يتناسب مع تطلعاته.. ونسعى بقوة أن يتم
إقرار كل مطالب شعبنا
في دستور العراق ومنها القانون الذي يترجم تطبيق المادة
(125) وحقوقنا
الإدارية في سهل نينوى الشرقي والتمثيل في المجلس
الثاني الاتحادي الذي
سيتم تشكيله في المستقبل.. وكذلك وحدة وحقوق شعبنا في
دستور إقليم كردستان
العراق.
أما
منهج التآخي والشراكة فلحركتنا أن تفتخر بكونها من
مؤسسي هذا النهج في
الوطن وعلى كل المستويات السياسية والحزبية جنبا إلى
جنب مع القوى
العراقية والكردستانية، بالإضافة إلى إقامة العلاقات
الاجتماعية مع
الأطياف المتآخية ( العربية والكردية والتركمانية
والأرمنية وغيرها).
كما
حققنا مكتسبات جيدة وملموسة في إقليم كردستان العراق من
خلال ممارسة
الحريات السياسية والتعليم بلغتنا الأم وإنشاء العديد
من المدارس وغير ذلك
من المنجزات التي كانت من ثمار جهود حركتنا وشعبنا مع
أخوتنا في القوى
والأحزاب الكردستانية ومسيرتنا على مدى أكثر من خمسة
وعشرين عاما. ونأمل
أن يتم احترام إرادة شعبنا ونتائج الانتخابات من قبل
الأغلبية.. ورفع كل
التجاوزات على أراضي شعبنا وقراه وبالوسائل القانونية..
مع استمرار سعينا
لمواصلة الجهود المشتركة لترسيخ أواصر الأخوة والشراكة
في الوطن.
أيها الجمع الكريم:
في
الوقت الذي يمر به شعبنا ووطنا في هذه الظروف الصعبة
والمعقدة.. وحركتنا
في خضم نضالها القومي والوطني مستمدة شرعيتها في تمثيل
شعبنا من خلال
الانتخابات الوطنية، فإن البعض من ضعاف النفوس الذين
يعيشون على التناقضات
يحاولون إخماد الروح القومية والوطنية لأبناء شعبنا
بطرق ووسائل مختلفة
ومن ذلك محاولتهم بث الفرقة بين حركتنا والأحزاب
الكردستانية والوطنية، أو
من خلال شراء الذمم مستغلين حاجة أبناء شعبنا الذي أمسى
ضحية التمييز
العنصري وغياب المساواة في الوطن.. هؤلاء الذين يرتضون
لأنفسهم أن
يُستخدموا كأدوات بيد الآخرين لضرب وعدم احترام إرادة
شعبنا الحرة. لكن
أبناء شعبنا يعلمون جيدا أن هؤلاء إنما هم سُحب وقتية
بينما نيسان وأكيتو
قادمان.. والنصر المؤكد سيكون لأبناء شعبنا الأصلاء.
وبشأن
مسيرة وحدة شعبنا فنحن نأمل أن يُعقد في المستقبل
القريب مؤتمر قومي تشارك
فيه الأحزاب والمؤسسات القومية.. ونحن كحركة سنكون
ملتزمين بالمقررات
والتوصيات التي ستصدر عنه في مختلف الشؤون القومية في
هذه المرحلة
الانتقالية الصعبة.. وفي مقدمة ذلك وحدة شعبنا وتثبيت
حقوقنا المشروعة في
الوطن وإقرارها في الدستور.
في
الختام.. نعاهدكم على مواصلة مسيرة شهدائنا الأبرار
والسير على نهج الحركة
من أجل وحدتنا وحقوقنا المشروعة ورفعة أمتنا.. ومن أجل
السلام والحرية
والمساواة في وطننا العراق على أسس الأخوة والشراكة.
عاش شعبنا الكلداني السرياني الآشوري..
المجد والخلود لشهدائنا
الأبرار..
عاشت حركتنا الديمقراطية الآشورية.
12 نيسان 2007
|