مشاهد لا تحتاج الى شواهد

 

 

                                           عصام شابا فلفل

                    ان المتتبع للمشهد العراقي في المرحلة الراهنة ، وخصوصا بعد الاحداث الاخيرة التي اخذت بالتنامي على الساحة العراقية ، ليأخذه العجب فيما يرى ويشاهد من تناقضات وارهاصات عنيفة قد تكون نتائجها كارثية فعلا ان استمرت الحال بالمسير على منوال تلكم الاحداث ، ومن عجب العجاب ان نتشبث ببعض الامور التافهة والتي قد تؤدي بوطننا الى قرار الهاوية لا سمح الله ،وهنا لا بد لنا من الاشارة الى ما تكتنفه تلك هذه الاحداث من خفايا واسرار قد تكون مبهمة على بصيرة المجتمع باسره ، فالصراعات التي تحتدم بقوة على ارض العراق الحبيب ، ظهرت مؤخرا بانها صراعات على مراكز السلطة واعتلاء الكراسي ليس الا ، وبدعم مباشر وغير مباشر من اطراف دولية او اقليمية  ، وليس عجبا ان نشاهد بعض من ابنائنا الشرفاء منقادين الى تلك الصراعات لا لشيء  الا لتحقيق غاية مادية او رغبة بمنصب ما او تحقيق حلم او وعد معين من هذه الجهة او تلك ، كل ذلك بسب ضعف الحس الوطني والوعي الثقافي وتردي الحالة المعاشية للمواطن العراقي المبتلى منذ عقود طويلة بويلات الحرمان وقهر الكرامة ومآسي الحروب المجنونة التي لم يكن له فيها ناقة ولا جمل ،  فبدلا من ان نقاتل التخلف والفقر والجوع وشبح البطالة المرعب المستشري بين شبابنا ، وبدلا من ان نتوجه الى بناء المؤسسات الوطنية التي تنقذ المجتمع مثل اقامة مشاريع سكنية للفقراء الذين يفترشون الشوارع او يسكنون  اماكن لا يمكن للحيوان ان يقطنها ، وبدلا من ان نبني المدارس والمستشفيات والمرافق العامة التي تخدم المواطن بصورة مباشرة، نرى اننا نتوجه نحو قتال بعضنا بعضا وبحجج واهية قد تكون تلك الحجج مدفوعة الثمن مسبقا من قبل جهات من مصلحتها ان يتقاتل ابناء الرافدين وتكون الغلبة بعدها لتلك الجهات، وهنا لا بد لنا من العودة الى الامور التي هيأت لتفجير  تلك الاحداث وخصوصا في المنطقة الجنوبية من البلاد، فالبصرة منذ فترة ليست بالقصيرة (وحسب وسائل الاعلام) تعاني من صراع شبه يومي بين رموز الحكومة وبعض الجهات التي تقوم بدعمها الدول المجاورة، واخرها كان محاولة اغتيال محافظ البصرة  .. واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان تلك الاقوال صحيحة مئة في المئة ، اذا ما الذي يحصل في كربلاء والديوانية والناصرية والكوت  ، وما الذي يحصل في العمارة والسماوة اللتين كان يضرب بهما المثل بالهدوء والاستقرار ، حيث لم تشهد المحافظتين اية احداث الا لمرة او مرتين طوال فترة الخمس سنوات بعد سقوط النظام ، وهل يا ترى ما الذي يحصل الان في بغداد والموصل وديالى وغيرها من المدن ..؟ .. فهل هناك تهديدات اخرى لأشخاص اخرين قد حصلت ، ام انها محاولات عقيمة لشل حركة الديمقراطية الحقة التي وضع العراق قدمه اليمنى على عتبتها ، ولا ندري فربما هناك من يستمتع بمشاهد هذه الاحداث ويستعذب لون الدم العراقي الذي يراق منذ سنوات دون ذنب اركتبه ابناء هذا البلد المعذب بحق احد ، وليس عجبا ان نرى من اشقائنا الاقربين مواقف شامتة او غير لائقة في حين ان الاجانب سبقوهم الى الكثير من الامور لبناء العراق الحديث ، ليس هذا فقط  ،  بل ان بعض من  ( اشقائنا ) له تدخلات سلبية في الساحة العراقية والبعض الاخر يسلط وسائل اعلامه لبث سموم الفرقة والتشتت بين ابناء الوطن ، كما  وتحاول تلك الوسائل ( وسائل الاعلام ) جاهدة لإثارة النعرات واذكاء الصراعات وتأجيج نار الفتنة في ارض العراق الحبيب ، ولسنا ندري هل ان اعزائنا الاقربون  يخافون على كراسيهم من نجاح تجربة الديمقراطية في العراق ، ولهذا يقومون باذكاء النزاعات العرقية والمذهبية في البلاد لغرض القضاء على تلك التجربة الفريدة في منطقتنا العربية والشرق اوسطية ....؟ ام ان العيب يكمن فينا نحن ابناء العراق الغيارى  .. اسئلة تصعب الاجابة عليها في الوقت الراهن .. ولكن سوف تظهر الحقائق يوما ما عاجلا كان ذلك اليوم  ام اجلا.. وسوف تطفو فوق المياه الاسنة سيئات السيئين وتنفضح نواياهم .. هذا ان لم تصحوا ضمائرهم قبل فوات الاوان ..

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links