خارج النص

 

 

                                                        يعقوب يعقوب

 Yacoob_g@hotmail.com                                     

ـ 1 ـ

                بعض السادة من الكتاب يعانون من شدة الجمود والتقلص الفكري نتيجة سوء الأحوال الجوية وأنخفاض درجات الحرارة والأنجماد طول أيام السنة في المناطق التي يعيشون فيها مهاجرين. حالة الجو والطقس أنعكست سلباً في ما يخطه يراعهم من كتابات، ورغم غزارتها إلا إنها أصبحت مقولبة في أتجاه معين بحيث لا تحمل جديداً أو تأتي بفكرة مغايرة أو رأي يغني طرح سابق، وخصوصاً تلك الكتابات التي تتناول أوضاع شعبنا وواقعه وتطلعاته، فهي من العنوان معروفة المحتوى والتوجه، وكما يقول المثل ( الكتاب باين من عنوانه ) وهذا ما يغنينا عناء قراءة ما يكتبون لكثرة أجترار ما سبق وخطه قلمهم.

ـ 2 ـ

               التضخم حالة سيئة في كل المجالات سواء كانت أقتصادية أو صحية أو سياسية. بعض من أشباه الأحزاب القومية مصابون بمرض التضخم والأنتفاخ الشديد. يتصورون أنفسهم بأنهم قد أصبحوا فيلة وهم في حقيقتهم أرانب مدجنة في مزرعة وليسوا حتى من الصنف البري الحر الذي يتدبر أموره بنفسه في محيط قاس. وقد نسوا أو تناسوا حقيقة أمرهم نتيجة ظرف طارئ انتفخوا فيه وأمتلء جوفهم بالهواء وصدقوا هذا التحول وصوروه لأنفسهم بأنه واقع محتوم مؤكد. وغاب عن بالهم بأن ظرف أخر مغاير ووغزة بسيطة حتى من ( أبرة مزنجرة ) ستعيدهم إلى حالهم الطبيعي وواقعهم الحقيقي وسيبحث الناس عنهم بالماكروسكوب فلا يجدونهم، عندها لن ينفع البكاء وصرير الأسنان.

ـ 3 ـ

             الأنترنيت هذا العالم الأفتراضي الكبير أوجد مجالاً واسعاً ورحباً لكل من يريد أن يعبر عن رأي أو حالة أو التطرق إلى موضوع في أي شأن كان، ما أوجد المئات من الكتاب وأصحاب الرأي والكلمة بين أبناء شعبنا. والجميع هنا يحاول أن يعبر عن ما يؤمن به في مسعى لايصال فكرته الى جموع القراء الكرام. ولكثرة ما يُكتب وينشر عبر مئات المواقع وما تحتويه هذه الكثرة في الكتابات من تناقضات وضحالة فكرية في الطرح أو خبث وتلفيق، فأن القارئ ونتيجة خبرته بات يميز بين الغث والسمين وخصوصاً في المجال القومي لشعبنا، وبات الفرز بين الغث والسمين الذي أحدثه القارئ واضحاً على صفحات الأنترنيت. لذا فإن العبرة ليست في الكثرة.

_ 4 _

             بعض أحزابنا القومية ولسعة وقت الفراغ الذي يعانون منه باتوا يتلقفون أي شيء وتحويله إلى ( هوسه ) أعلامية وغير ذلك لا يسمح لهم. فخلال الأيام العشرة الماضية قامت قيامتهم لعدم قدرتهم اللقاء مع موفد الأمم المتحدة حول المادة 140 الخاصة بالتطبيع في المناطق المتنازع عليها. هؤلاء حولوا تقصيرهم في لقاء الموفد المذكور إلى بيانات أحتجاج وزعيق أعلامي فارغ أتهموا فيه قائمقام قضاء تلكيف بالحيلولة بينهم وبين المحروس السيد موفد المنظمة الدولية، وصوروا الأمر بالمؤامرة والأستحواذ على رأي الجميع ومصادرة أقوالهم بمنعهم اللقاء به، في حين إن الأمر ـ وأنا على يقين من ذلك ـ لا يتعدى ملئ وقت الفراغ الذي يعانون منه بالمفرقعات الصوتية التي تعودوا عليها، لأن بعضهم لا تواجد له هناك والبعض الأخر لا علاقة له بالموضوع بتاتاً.

ـ 5 ـ

             من الكتاب من أبناء شعبنا هناك من يحاولون جاهدين تصوير أمور شعبنا في أقليم كردستان العراق بأنها على أفضل ما تكون، وإننا نعيش في حالة وردية ربيعية وكل أمورنا ماء وأخضرار. في الحقيقة نحن نتمى ذلك وندعو أن يتحقق فلشعبنا تجارب طيبة في العيش المشترك مع الأخوة الكرد، ولكن الواقع شيئ والتمني شيئ أخر، فهل تبادر لذهن هؤلاء أن يكتبوا بموضوعية وتجرد عن مصالحهم الخاصة ولو لمرة واحدة عن ما يعانيه شعبنا من تجاوزات على القرى والأراضي وجرائم القتل التي طالت أفراد من أبناء شعبنا دون أن تتحقق العدالة في أي منها. متى سيسيل حبر قلمهم ليكتبوا عن قرية همزيا التي ستكتحل عيون التجاوز فيها ببناء جامع؟ ومتى سنقرء لهم عن معاناة قرولا وفيشخابور وقرى صبنا ونهلة وزاخو وغيرها؟ ولكن قلمهم يبدو واضحاً بأنه مشحوذ للفرقة والتنابز وتحويل الحق إلى باطل والباطل إلى حق.

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links