الفنان والشاعر
داؤد برخو:
كل ما اكتبه وألحنه هو امتداد متجدد
لتراثنا الثر

أجرى
اللقاء: راما
*- ثالوث
الأغنية اللحن والكلمة والأداء, أين الأغنية السريانية منه ؟
بما أن أولى
النغمات التي وضعت على شكل سلم موسيقي كانت في وطننا وعلى أرضنا ( بيث
نهرين ) فبالتأكيد فان الموسيقى هي مجبولة مع دمنا .
كلمات الأغاني استطيع أن
أقول إنها تعتمد على الكاتب ,أي كاتب كلمات الأغنية وأي نوع من الكتاب هو
وفي أي زمن كتب الكلمات وأعود لأقول إن الأغنية السريانية تعاني حاليا من
هبوط في المستوى بالنسبة للكلمة لان اغلب كتابنا هم مشغولون في السياسة مع
انه لدينا الكثير من الكتاب الجيدين لكنهم لايكتبون اللاغنية بل يعملون في
مختلف المجالات الأدبية الأخرى أما بالنسبة لواقع الأغنية من حيث الأداء ,
لدينا الكثير من المطربين أو الفنانين الجيدين والأصوات الرائعة لكن
تعترضهم الكثير من المشاكل وخاصة الاجتماعية منها بالنسبة للفنانات حيث
لاتزال نضره مجتمعنا إلى الغناء هي نضره ناقصة ,اوربما الفنان لايحالفه
الحظ لكي يصل إلى الناس أو لايجد من يمد له يد العون لسبر أغوار الفن لهذا
لدينا خلل كبير في إيجاد الفنانين المتمكنين أصحاب الأداء الرائع , وكذلك
نحن نفتقر إلى وجود مؤسسه أو اتحاد يجمع هؤلاء الفنانين لكي يميز بين
الصالح منهم في مجال الفن وغير الصالح , وهذا الأمر أيضا مرهون بان يكون
لدينا استقرار في بلدنا لكي نرتب أمورنا في بناء مؤسساتنا الفنية لكي
نستطيع السيطرة على كل شيء فبالتأكيد هذا ماسيكون له دور كبير في تطوير
الأغنية السريانية .
*-
هل
هناك من المطربين من تعشق العمل معه أكثر ولماذا؟
أنا
أحب العمل مع جميع الفنانين دون استثناء ولكن مايشدني إلى التعامل مع أي
فنان أكثر من غيره من الفنانين هو مدى فهمه وإدراكه للعمل الذي أقدمه له
لكي اضمن بالنتيجة أن يوصل هو بدوره مااريده أن يصل إلى المستمع.
*- هل كان
للغربة دور في أعمال داؤد برخو؟
رغم إن الغربة مؤلمه جدا ,
لكن في نفس الوقت فقد ساعدتني كثيرا في زيادة إدراكي وتذوقي للموسيقى ,
ففي سوريا مثلا تعلمت المقامات , وفي تركيا بدأت أحس الألحان أكثر , وفي
اليونان تعلمت كيف أصيغ اللحن وكيف أميز بين بناء الألحان الحزينة أو
الراقصة , وهكذا ففي كل بلد عشت فيه وجدت أن لديهم طريقه خاصة ومختلفة في
مخاطبة شعوبهم من خلال الموسيقى والأغاني .
*- يغلب على
كلماتك وألحانك جو القرية ( اللون الشعبي والتراثي) , كيف تكون هذا التأثير
لديك؟
الكثيرين يقولون لي أني اكتب
اللون الشعبي أكثر , باعتقادي إنهم لم يسمعوا جميع أغاني التي أعطيها
للفنانين فانا قد كتبت في جميع الألوان من الكلاسيكي والعاطفي اضافه إلى
اللون الشعبي , لكن مايحدث أن أبناء شعبنا وبسبب ظروفهم الصعبة وبسبب ظروف
الغربة التي يعانون منها فإنهم يميلون إلى سماع اللون الشعبي أكثر لأنهم
بحاجة دائما لمن يذكرهم بوطنهم وأرضهم وجو القرية التي تربو فيها ولهذا
لاتعلق في ذاكرتهم سوى الأغاني الشعبية .
*- للأغنية
السريانية تراث ثر, كيف وظف داؤد برخو هذا الثراء في أعماله؟
لدينا الكثير في تراثنا
,وأنا اختزنت كل شيء داخلي منذ أن كنت طفلا , من خلال ما سمعته وتعلمته
عن أبائي وأجدادي والأجواء التي عشتها عندما كنت طفلا , ودائما أضع شيء من
هذا التراث الثر في كلمات الأغاني التي اكتبها وأيضا الحاني, واحرص على ان
لا افقد شيئا مما اختزنته داخلي مع مرور الأيام , لأضع نفسي موضع الأب
المعلم للأجيال الجديدة كي لاتنقطع عن تراث الآباء والأجداد أمام التأثير
القوي للحضارة الغربية , وهذا ما افعله أيضا بالنسبة للألحان التي أضعها
فدائما ما أكون مشدودا إلى ( راوي) وأصوات ( الزرنه) , وبهذا فان كل ما
اكتبه وألحنه هو امتداد متجدد لتراثنا الثر.
*- ماذا تحتفظ
في ذاكرتك من لحظات بداياتك في مجال الفن عندما كنت في مدينة الموصل؟
بدايتي مع الفن كانت في مجال
الرسم ولازلت إلى حد ألان, لان الرسم داخلي ولا استطيع نسيانه وكان لي
أعمال مختلفة ومتميزة في هذا المجال وعندما كنت في الموصل كان لدي مشاركات
في مسابقات رسمية على مستوى محافظة نينوى , لكن بعد فتره اتجهت أكثر إلى
مجال الموسيقى بدون شعور مني , كنت صغيرا عندما بدأت اعزف على آلة الكيتار
في فرقة موسيقية مع بعض أصدقائي , ( نايز باند) وهم كل من ( زيا القصراني ,
والاخوان عدنان وبهنام , ونوفل خوشابا , وداؤد سنتانا, وجورج) وأيضا عزفت
مع الفنان ( كريم بركات) .
*-
إلى أين تتجه الأغنية السريانية حسب وجهه نضر داؤد برخو؟
إذا لم نعمل بصدق كبير فإننا
سوف نتراجع مع مرور الزمن ولن يكون بالإمكان أن نتطور, ولو نضرنا إلى
الشعوب الأخرى التي سبقتنا في مجال الموسيقى لوجدنا إن لديهم مايساعدهم
على التطور دائما من خلال المؤسسات والمهرجانات التي ينظموها ومن خلال
مؤسسات التوزيع والتي تزيد من انتشارهم وتحفظ حقوقهم وتتبناهم , وإذا لم
نتدارك نحن أيضا هذا الأمر فان المسافة بيننا وبين الشعوب الأخرى سوف تزداد
مع مرور الزمن .
*- كثيرة هي
أعمالك الغنائية هل تعتز بعمل معين أكثر من غيره ؟
لدي أغاني كثيرة وأحبها
جميعا , لكنك على حق فهناك أغاني قريبه إلى نفسي بشكل اكبر لأني كتبتها في
ضروف صعبة أو خاصة ولهذا فعندما ولدت هذه الأغاني كانت تعبر عما داخلي
أكثر من غيرها
*-
لمن
من الفنانين يستمع داؤد برخو؟
ربما لن تصدق لو قلت إني
اسمع لجميع الفنانين على حد سواء , لكن أحيانا أفضل أن اسمع ل( اشور سركيس
وسركون كابريل وشميرام)
*- ماذا تقترح
لتطوير الأغنية السريانية؟
مثلما ذكرت سابقا ينبغي أن
يكون لنا مؤسسات تحترم وتقدر عملنا وتحمي حقوقنا كملحنين أو كتاب أو مطربين
واقترح أن يكون لدينا جائزة سنوية للفنان الذي يبدع في مجال عمله من حيث (
اللحن والكلام والأداء) ولمختلف ألوان الغناء , واعتقد لو تم هذا الشيء سوف
يتولد لدينا دافع أكبر للعمل والإبداع مما سوف ينعكس أيضا على تطوير
الأغنية السريانية دون شك , مثل باقي شعوب العالم .
|