منح جائزة نهرويو لهذا العام في احتفال كبير

 

 زوعا- القامشلي

                        تحت ظلال الكنيسة الكلدانية وأبراجها الشامخة التي تذكرنا بمعبد ايزيدا وقدس أقداسها أيساكيلا . . ومع دقات نواقيسها في الخارج لوحدة المصير كان المشهد في الداخل يجسد ما تأن من أجله الأجراس ، فقد كانت الجموع من أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني بجميع طوائفه مع لجنة أصدقاء الشاعر توما نهرويو يحتفون بمنح جائزة نهرويو لهذا العام للملفونو نوري أيشوع مندو مع شهادة تقدير، وذلك تقديراً من اللجنة لجهوده في مجال الطقوس الكنسية ،وأبحاثه وكتاباته في تاريخ الكنيسة .

ففي مساء هذا اليوم ، الأحد  15 - 2 - 2009 في صالة مار نرساي للكلدان ، كانت القامشلي وأبنائها مع القادمين من كافة مناطق الجزيرة السورية ، أمام مشهد مختلف فقد احتضنت هذه الكنيسة تحت قبتها كافة أطياف أبناء شعبنا لاغية حروف الواو التي يحاول البعض زرعها بيننا .

هذا وقد أقامت لجنة نهرويو هذه الاحتفالية ،  وهي تقيمها للمرة السادسة على التوالي منذ رحيل نهرويو ، وذلك في احتفال مهيب ، تقدم أبناء شعبنا فيه وفود تمثل المنظمة الآاثورية الديمقراطية ، والحركة الديمقراطية الآشورية ، وأسرة نصيبين الاجتماعية ، والأسرة الأزحينية السريانية ، والمجالس الملية لكنائسنا ،ولفيف من الآباء الكهنة الموقرين ،  وسجل في هذه المناسبة غياب قنواتنا الفضائية الخاصة رغم توجيه الدعوات الرسمية لها ، مما قد يطرح مساحة كبيرة للتساؤل عن هوية هذه القنوات .

وقد استهل هذا الحفل بكلمات جميلة من مقدم الحفل الملفونو يعقوب إبراهيم عضو اللجنة ، رحب فيها بالحضور موضحا معاني هذه المناسبة وسبب أقامتها ، ثم كانت كلمة اللجنة قدمها رئيس لجنة أصدقاء الشاعر توما نهرويو الملفونو عزيز توما كان ابرز ما جاء فيها : أن هذه اللجنة قد قامت بتكريم كوكبة من أبناء شعبنا حتى الآن وذلك إيماناً منها بالهوية الواحدة على مستوى اللغة والثقافة لكل طوائفنا . وعرج على الاختيار الراهن للملفونو نوري مندو موضحا سبب اختيار اللجنة له . ووعد مجددا بأن تكمل هذه اللجنة المسيرة معتبرا هذه المهمة جزئاً من العمل القومي .

وتركت مشاركة الفنان عزيز صليبا أثرا لطيفا لدى الحضور ، فهذا المطرب له حضوره في قلوب أبناء شعبنا في القامشلي وما حولها . وقدم خلال هذا الحفل ثلاث وصلات غنائية خاصة بهذا الحفل ، وأغنية من كلماته وألحانه عن نهرويو قدمها للجنة .

وقدمت عدة قصائد شعرية باللغة السريانية قدمها شعراء قدموا من أماكن عدة ينتشر فيها أبناء شعبنا ،فألقى الشاعر جورج قمر من حلب قصيدتين ، وهو من الذين منحت لهم جائزة نهرويو سابقاً ، وألقى الملفونو متويا خنانيا من الخابور ، وهو أيضاً من الذين منحت لهم الجائزة سابقا ، كلمة شكر فيها اللجنة على ما تقوم به من خدمات جليلة للغة السريانية ، وقدم الشاعر حنا نامو من الخابور قصيدتين ( تا يا أخوني  . . تعال يا أخي ) و ( هل أيمن . . إلى متى ) ،  ودخل الشاعر ميشيل فيلو الساحة كالمحاربين ، وهو يلوح بقصيدة طويلة بالعربية استهلها بالحكمة باللغة السريانية ، وكان له وقفات عديدة في الوغى أعلن فيها افتخاره بكلدانيته ونسبه الآشوري وبعشقه للسريانية .

ثم ألقى عضو اللجنة كميل شمعون محاضرة بعنوان ( لجنة نهرويو من أحلام شاعر إلى آفاق أخرى ) سوف ننشرها في باب المقالات في زهريرا لاحقاً .

وبعد وصلة غنائية للفنان عزيز صليبا ، تابع الشعراء فألقى الشاعر ألياس موشي من الخابور قصيدتين ( زينن يولفانا . . سلاحنا التعلم ) و ( بناي أومثن . .أبناء أمتنا ) ، وألقى بعده الشاعر سهيل دنحو قصيدتين معبرتين كانت الأولى ( سنيقويونو ايلاخ . . أنا بحاجة لك ) وفيها يخاطب الحبيبة ويبرز من خلال ذلك حاجة الإنسان إلى الحرية والمساواة والعدالة . وحاجتنا الملحة إلى وحدة قومية ، والى حكماء يقودون هذا الشعب إلى بر الأمان . والقصيدة الثانية ( تولوخ آحونو . . تعال أيها الأخ ) كان فيها دعوة واضحة لضرورة الحوار ونبذ الخلاف وأن ننظر إلى  البعيد إلى مستقبل أفضل . وختم الشاعر فرج ماروكي من القحطانية ، جولة الشعر والشعراء بقصائد جميلة عن الحب والوطن والوحدة وتاريخنا العريق ، ترك فيها مساحات للجنة ونهرويو .

ومن ثم كانت لحظات التكريم ومنح الجائزة للملفونو نوري أيشوع مندو حيث قام الملفونو عزيز توما رئيس اللجنة ، يرافقه الأب سمير كانون كاهن الكنيسة الكلدانية في القامشلي ، والأب رياض النائب الأسقفي للكنيسة الكلدانية . بمنح الجائزة له مع شهادة تقدير . وألقى السيد مندو كلمة بعد ذلك ، شكر فيها اللجنة على اختياره ، وتطرق في كلمته إلى تاريخ الكنيسة والمدارس السريانية الشهيرة ، ودور اللغة السريانية في حفظ التراث والعلم .

ومن مؤلفاته : نصيبين في تاريخ كنيسة المشرق قديما وحديثاً ، خدمة القداس الإلهي ، طقس تكريس البيعة ، الابتهالات القدسية إلى العذراء مريم النقية ، مدار السنة الطقسية في كنيسة المشرق الكلدانية ، رحلة حج إلى أبرشيات كنيسة المشرق المنسية ، الكنز الثمين لعباد الفادي الأمين ،الرتب الطقسية للكنيسة الكلدانية .

وكان الختام مع كلمة راعي الحفل الأب سمير كانون الذي حيا بدوره لجنة نهرويو واعتبر ما تقوم به عظيماً ، لأن من يحافظ على التراث فهو يحافظ على الهوية على حد تعبيره ، واعتبر هذا التكريم تكريما للكنيسة الكلدانية باعتبار الملفونو نوري مندو هو أبناً لها ، وإن ما يجمعنا اليوم هو المحبة وهي تعبر عن وحدتنا .

ومع وصلة غنائية أخيرة للفنان عزيز صليبا أسدل الستار .

لقد كانت الوحدة هي المحور الأبرز الذي دارت حوله كل القصائد والكلمات في هذا الحدث  . . حتى الأغاني كانت ألحانها تحن لها . . فهذه الجبال العالية كم من الأغاني يلزمها لكي ترحل . . وهذه الأسوار كم من الكلمات والألحان يلزمها لكي تهوي . .

وتلك مؤشرات تدل بالتأكيد على إن المزاج السياسي القومي  للرأي العام الكلدوآشوري السرياني ، يتجه  نحو تأكيد الوحدة والحوار كخيار أولي ملح ،  يجب أن يسبق كل الخيارات الأخرى  .

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links