بيان من مجلس مطارنة نينوى

زوعا - الموصل

     نريد أن نبني السلام

     نريد أن نبني العراق

    العراق لنا ونحن للعراق

     نبقى هنا، والأرض أرضنا

    ليس لنا أعداء

           لا نحمل حقدا على احد       

   ( من كلمات الشهيد المطران بولس فرج رحو)

          1. احتجاجا على الفوضى التي تعم، وعلى عجز الجهات المختصة عن توفير الحماية والأمان للمواطنين المدنيين، وقد سقط مئات الشهداء في مدينة الموصل، من مسلمين ومسيحيين، ضحايا التفجيرات والتفخيخات والقتل المتعمد، ومأساة الزنجيلي لا زالت شاخصة أمامنا. وقد نال التصعيد المسيحيين خاصة بالخطف والابتزاز والقتل والاستيلاء على بيوتهم وتهجيرهم من دورهم وأعمالهم ومدينتهم. وقد فجّرت كنائسنا لا مرة واحدة، بل مرات، وهجّر ما لا يقل عن نصف المسيحيين من مدينة الموصل، وطال العنف الأعمى رموز شعبنا وكنيستنا فاختطف مطارنة وكهنة، وذبح القس بولس اسكندر، وقتل الشيخ منذر السقا، وقتل الأب رغيد كني مع ثلاثة من شمامسته، وأخيرا اختطف واستشهد المطران بولس فرج رحو، أحد أكبر رموز العيش المشترك والتلاحم والتسامح بين أبناء مدينة الموصل، صديق المسلمين والأيزيديين والمسيحيين ورسول السلام والفقراء والمعاقين، بعد أن قتل سائقه ومرافقاه أمامه، يوم الجمعة 29/2/2008 ووجد جثة هامدة في العراء يوم الخميس 13/3/2008...

        2. وتضامنا مع استياء الأرادات الطيبة من ابناء العراق، من كل الفئات الدينية والمدنية والقومية والوجوه والشيوخ، لهذه الجريمة النكراء التي تحاول اغتيال الألفة والمحبة والرحمة والذمة، وتخطط لزرع الفتنة بين ابناء الديانات، هيهات ان يتسللوا الى صفوفنا المتراصة..وتواصلا مع الفعاليات الشعبية العفوية التي عمت القطر من مسيرات سلمية وتطوافات صلاة وشموع.

        3. لذلك كله.. ولمطالبة الحكومة بان تلتزم أمن وحماية المواطنين جميعا، مسيحيين ومسلمين، وخاصة الأقليات الدينية المختلفة، بجدية وتصميم، وهذا من صلب واجباتها، وإعادة فرض القانون وهيبة الدولة...

قرر مجلس مطارنة نينوى في جلسته الأستثنائية يوم الاثنين 17/3/2008 ما يلي:  

        اولا : إلغاء كافة مظاهر البهجة والاحتفالات والزينة والاستقبالات والحفلات بمناسبة عيد الفصح المجيد، والاكتفاء بالصلاة داخل الكنائس في أيام العيد، في عموم أبرشيات نينوى.

        ثانيا : الدعوة الى ثلاثة أيام صوم وصلاة في أبرشيات نينوى من أجل السلام في العراق، والتحام أبناء الموصل جميعا، بمختلف أديانهم وطوائفهم، بالتسامح والتضامن والأعتصام باسم الإله الواحد المحب الغافر الرحمن الرحيم، وذلك في الأيام التالية :

                الأثنين  24/3/2008

                الثلاثاء  25/3/2008

                الأربعاء  26/3/2008

        ثالثا: تنظيم مسيرات سلمية في كل المدن والقرى المسيحية في أبرشياتنا يوم الخميس 27/3/2008

        رابعا: دعوة الخورنات والأخويات والهيئات الكنسية الى إقامة صلوات خاصة وندوات روحية من أجل السلام في العراق، وفي نينوى خاصة، في هذه الفترة من 24/3/2008 الى 13/4/2008 ، ذكرى مرور 30 يوما على استشهاد المثلث الرحمة المطران بولس فرج رحو على نية كنيسة العراق المتألمة، لتبقى شاهدة لتاريخها ولبقاء المحبة والرجاء قنديلا يضيء دربها، ولاستمرار التآخي والتضامن مع إخوتنا المسلمين الذين هم أيضا ضحايا العنف الأعمى مثلنا، ومصيرنا ومصيرهم واحد، وبتضامننا وتعاوننا معا فقط يعود السلام الى مدينتنا وتثمر الثقة بيننا.   

                                                                             مجلــــــس مطارنـــــــة نينــــــــوى

                                          18-3-2008