إحياء الذكرى الثانيه والتسعون لإستشهاد النقيب روبرت كينيث نيكول في نيوزلاند

 

زوعا - ولنكتون

          في يوم الأحد الماضي 18 نيسان 2010 أقيمت في معسكر ترينثم للجيش النيوزيلندي[ Trenitham Military Camp ]  الواقع في ضاحية لور هت في العاصمه النيوزيلنديه ولنكتون مراسيم إحياء الذكرى الثانيه والتسعون لإستشهاد النقيب: روبرت كينيث نيكول الذي وقع ضحية الدفاع عن المُهجُّرين الآشوريين أثناء هروبهم من بطش الحكومه والجيش التركي : والعشائر الكرديه من أراضيهم التاريخيه في هيكاري عبر ايران في نهاية الحرب الكونيه الأولى عام 1918. وقد سقط شهيدآ لوطنه في مقاطعة أوروميه وهو يؤدي واجبه الوطني جنبآ إلى جنب مع القوات الأستراليه التي أرسلت من أستراليا ونيوزيلنده إلى تركيا وايران ضمن قوات الحلفاء لمحاربة دول المحور. وأثناء ذلك وصلت القوافل الآشوريه المُهَجّره عِنوة من قبل الحكومه التركيه  إلى مقاطعة أوروميــه [ أذربيجان الغربيه] يلاحقها الجيش التركي, وتتعرض لها العشائر الكرديه من كل حدب وصوب في أبشع هجمه شرسه عرفها التاريخ يتعرض لها ابناء هذه الأمه المنكوده. وقد عانت وقاست هذه العوائل المُشَرّده وبالأخص الأطفال والنساء إضافة إلى القتل والبطش والترهيب من قبل الجيش التركي والعشائر الكرديه, من المجاعة القاتله والأمراض الفتاكه وهم يقطعون المئات من الأميال مشيآ على الأقدام وهم يحملون مُؤَنِهم وأطفالهم على ظهورهم أو على ظهور الحيوانات. وقد حدى الأمر بالعديد من العوائل إلى ترك أطفالهم على قارعة الطريق يموتون من الجوع والأمراض وظروف البيئه القاسيه.

 وعلى مشارف مدينة أوروميه في ايران أبى هذا النقيب الشهيد والعديد من أقرانه وهم يشاهدون النساء والأطفال يموتون من الهلع والخوف والجوع والأمراض, أبوا ان يتركوهم عرضة للحملات الهمجيه البشعه التي كانوا يتعرضون لها,  وأبلوا بلاءَ مشرفآ مع االميليشيات الآشوريه في الدفاع عن هذه العوائل التي لا تعرف مصيرها ولا مكان توجهها, وعلى أثر ذلك سقط النقيب روبرت نيكول شهيدآ لوطنه ولأبناء أمتنا الآشوريه وهو يدافع بضمير حي عن الأنسانيه المتمثله في الدفاع عن تلك العوائل المغلوبه على أمرها. سقط النقيب نيكول شهيدآ على أيدي القوات التركيه أو العشائر الكرديه وهو يؤدي واجبه الإنساني بعيدآ عن أهله ووطنه ألاف الأميال, وكان جديرآ بأن تقام له هذه الذكرى التي آن أوانها بعد مرور إثنتان وتسعون عامآ على إستشهاده من قبل أبناء أمتنا الآشوريه في استراليا ونيوزيلنده ومن قبل وطنه وأهله وأقاربه.

 نتقدم بشكرنا الجزيل إلى الأخ: كبريال كيوركيس [ كابي] مسؤول إتحاد الليفي الآشوري, في مدينة سدني أستراليا الذي كان الفكر الدارس والمنظم الأول لهذا الحدث التاريخي,  وإلى الإخوه والأخوات أعضاء حزب تحرير آشور, جمعية فكتوريا الآشوريه. كما نتقدم بشكرنا إلى الأخوين: أشور ايشو: مدير النادي الإجتماعي الآشوري في سدني والسكرتير الأخ: جوزيف الذين قدموا من سدني وأستراليا مع الأخ كبريال لإتمام واجبهم القومي في نيوزيلنده.

لأول مرة  من عام 1985 لوصول أول وجبة آشوريه إلى نيوزيلنده, ترفرف رايتنا القوميه جنبآ إلى جنب مع الرايه النيوزيلنديه في قاعده عسكريه وفي سماء العاصمه ولنكتون, وقد إصطف رتل عسكري في ساحة العرضات يحيي العلمين بكل إحترام , ونحن أبناء هذه الأمه أطفالآ ورجالآ ونساء: أعضاء الجمعيه الآشوريه: مسؤول وأعضاء محلية زوعا: مسؤول وأعضاء اللجنه الخيريه الآشوريه واقفون جميعآ بإحترام وإجلال أمام العلمين,  وحضر مراسيم العرض محافظـة ولنكتون السيده برنتركارتن  وعضو البرلمان السيد كريس, وعائلة الشهيد والعديد من الأقارب. وبعد أن تم تبادل العلمين الآشوري والنيوزيلندي بين المقدم العسكري الذي راعى العرض والأخ كبريال صفق الجميع لهذا الحدث العظيم الذي تم فيه مبدئيآ الإعتراف بالعلم الآشوري في العاصمه النيوزيلنديه. بعدها توجه الرتل العسكري وعلى أنغام الموسيقى العسكريه إلى كنيسة المعسكر ونحن جميعآ نعقب الرتل. وهناك في الكنيسه الصغيره [Chapel ] التي غصت بالحاضرين أقام الأب المقدم: لانس لوكين كاهن المعسكر الصلاة التذكاريه وقراءة الكتب المقدسه على روح الشهيد نيكول, كما رتل الأب أبريم أوراها بثيو مع الشمامسه وجوقة المزمرات الصلاة الربانيه ومداريش باللغه الآراميه على روح الشهيد. وقد أعلن الأب لوكين للحضور بأن الصلاة الربانيه والمداريش التي تليناها كانت باللغه التي تكلم بها السيد المسيح. بعدها ألقى الأخ كبريال: والسيده محافظـة ولنكتون,  والسيد عضو البرلمان,  وأعضاء عائلة الشهيد والأقارب كلمات بهذه المناسبه.

بعد الإنتهاء من المراسيم توجه الجميع إلى قاعة المعسكر حيث تناولوا الشاي والقهوه والحلويات والمأكولات وتبادلوا الأحاديث. وألقى الأخوه: جوزيف وجيمس من الوفد الاسترالي كلمات شكروا فيها الحكومه النيوزيلنديه والجيش النيوزيلندي لإتاحتهم لنا الفرصه لإقامة هذه المناسبه , كما ألقى الشرطي: فيليب أبريم بثيو كلمة بالمناسبه أيضآ.

ونقلت القناة الأولى للتلفزيون النيوزيلندي في أخبار الساعه السادسه مساء  بعض المقتطفات من هذه المراسيم .

وفي الساعة السابعه من مساء اليوم نفسه حضر الوفد مع أبناء جاليتنا حفلة العشاء البسيطه في قاعة كنيسة مار كيوركيس الشهيد وتم إلقاء كلمات بهذه المناسبه حيث أمضى الجميع أمسيه طيبه تبادلوا فيها الأحاديث الطيبه تتخللها بعض الفكاهات المسليه.  

وفي يوم الإثنين: 19 نيسان 2010 غادر الوفد نيوزيلنده عائدآ إلى أستراليا مصحوبآ برعاية الرب وسلامته.

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links