أنا ابن الفراتين
عبد الله نوري الياس
وسط هذه المانشيتات
المبرقشة
والبوجات المتلاطمة
يمر الضوء عنيدا
مثل غيمة ترسو
فوق صباحات المدينة
تولد الكائنات سعيدة
بشفاهها وطقوصها
والمخاضات تتعافى
في ظل الماء والحرية
ورد ينثر أسمائنا
وفوق جراحنا
وعاشق ثمل بعينيها
يكسر صمته بعد طول الغياب
تحت شجر اليوكالبتوز
تجتمع الزقزقات
وينبت الوطن
في شفاه السماء
تلك الحرب مرت خذلة
استفزت كل الاشياء
مرت على اجسادنا
مثل خنزيرة ناعسة
وسط الضباب
حين داهمت اصابعي
تلك الرصاصات النتئة
خرج الثلج عن بكرة تاريخه
ينحت عالما من افول
تستظل تحت ظله
كل المخلوقات
تلك انفاسنا
كان يخنقها الغبار
ونعيب البوم
وهذيان الفيلة
رغم انهم كان يستمتعون
بعريهم
كانوا العابثون يسكرون
على حساب الامنا
حين سمعت مرة
جثث الاحياء
تصرخ في وجه الجلاد
انهار الفراغ على جدرانه
واتسعت آفاق السماء
علامات الرؤية
وانهزمت امام هيبة الاله
كل صراصير جهنم
اتسم العراق
بوجهه المتبغدد
رجعت النوارس الى زرقتها
الى جسر الشهداء
وانبثق البرق من نعاسه
والانناس من لحافه
محييا انفاس الشمس
وهي تعلن اسماءنا الذهبية
عبر نورها الازلي
قفز القلب من مداره
حاملا ميراثه السرمدي
وهو يتسلق مراجيح العالم وجباله
ينثر الحلوى
فوق رؤوس الطيبين
للحرية مسافات مهموم
في رسم القامات والشجعان
حين تضور الوطن
بكت كل العصافير
وانهالت الدموع امطارا
أقمنا عزاءا للعزاء
وتركنا المنفى
يعج بخرسانه
انطلقنا مع البياض
طرنا مع الخالق
نلم شتات الخلق
قلت ستولد النوافذ
من الأمطار
ويولد المطر
من سعفات النخيل
وأنا اولد من حسك الذكريات
رغم فواتير الأتون
وتأتأة الفارغون
دغدغت ازمنتي
وتقدمت باتجاه العاصفة
وسط انين الاطفال
وقبلات الوطن المدمى
ستمضي الهواجس المخيفة
وكل السوالف العرجاء
ستمضي كل السطور المعيبة
والشخبطات الرتيبة
التي تركها العابثون
على يافطات الانترنيت
على صفحات الجرائد والخزعبلات
ستبقى بغداد
امراة عطشى للحب
تحوم فوق رؤوس الحلوين
بغداد النرجس على جبين الصيادين
بغداد المتنبي وابي نؤاس
والجواهري والسياب
ونازك الملائكة والحنتوش
بغداد النواب وسركون بولص
بغداد عمو بابا
الذي ترك لنا ارثا
في فن الكرة
واسرار الملاعب
بعد لن يحاصرني البؤوس
لن يحاصرني العنكبوت
بعد لن يجول في طرقي
العسعس الملعون
سامضي مع الاصدقاء والشناشيل
سامضي مع السلالات والشلالات
اشرب نخبا بصحت الحمامات
لماذا يهجرون البلاد
هل هجرتهم البلاد
بلادي تفاح في القلب
جمرة وسط الريح
حين سقط الذعر في البلاليع
والخوف في النتوءات
رسمت حرفا كبيرا
وسط السماء
 |
|||
 |
 |
 |
|
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
 |
||
 |
|||