مغتربون يقضون عطلة الصيف في الموصل
لم نكن نتصور مدينتنا بهذا السوء ..!!
سامر
الياس سعيد
أكد مغتربون يقضون عطلة الصيف في ربوع مدينتهم الأصلية ( الموصل
) دهشتهم للأحوال السيئة التي تمر بها نظرا للعديد من المؤشرات الأمنية
التي تفتقدها وأضافوا في أحاديث لـ(زوعا اورغ) ان شكل المدينة تغير إلى
نحو سيئ منذ تركهم لها وهم في طريقهم لبلاد المهجر قبل عشرة أعوام أو ما
يزيد مؤكدين أنها كانت أجمل ولا تتناسب مع حقيقة ان المدن ترتقي نحو
الأفضل دون انعكاس سلبي لهذه الحقيقة حيث قال موريس كوركيس العائد من
استراليا والتي قضى فيها أكثر من إحدى عشر سنة قادما إليها من محافظة
نينوى انه دهش وارتسمت على محياه علامات الاستغراب للحال التي شاهد بها
مدينته الأثيرة.. وتابع كوركيس صحيح إننا نتتبع إخبار الموصل من خلال
وسائل الأعلام ومواقع الانترنت ذاكرا ان موقع زوعا الالكتروني يأتي في
مقدمتها لكنه بالتالي لم يستسيغ ما حصل للمدينة خلال السنوات التي غاب فيها
عن المحافظة مضيفا لقد فوجئت بتغير الأماكن والمواقع وازدياد القطع
الكونكريتية التي باتت الجهات التنفيذية تستخدمها درءا لوقوع الحوادث
الأمنية مما قطع أوصال المدينة وعرضها في مواجهة التقسيم إلى حارات وأماكن
صغيرة ..
وعبر معين وليم القادم من اليونان انه تحسر على موصل أيام زمان وتمنى
انه لو ظل في بلاد الغربة مفضلا عدم رؤية المدينة بهذه الصورة المحزنة
وتأثره على أقرباء له وأصدقاء قضوا في حوادث أمنية وقعت في المدينة في بحر
الأعوام الخمسة وتابع وليم كنت من المتلهفين لرؤية الموصل متصورا أنها
تأثرت بشكل بسيط أو جزئي حالها حال المدن العراقية وكنت أتابع أخبارها اولا
بأول من خلال الفضائيات والمواقع الالكترونية لدرجة ان أصدقائي وصفوني
بمعين نت لكنني استغربت الحال الذي يعيشه أبنائه من خلال تدهور التيار
الكهربائي وعيشهم وسط الحرارة القائظ بدون الكهرباء فضلا عن اختفاء
غاباتها التي كانت تتباهى بها أمام مدن العراق مما دفع أبناء المحافظات
الأخرى يقصدونها في الصيف للتمتع بهوائها العذب دون ان تتكرر هذه الصورة عن
السنوات السابقة والتي أصفها بالزاهية .. واختتم معين حديثه بالإشارة إلى
تاريخ هجرته إلى اليونان فقال انه ترك المدينة على اثر انطلاقة حرب الخليج
في عام 91 منطلقا إلى الأردن كمحطة أولى ومن ثم إلى اليونان التي وصلها عام
1997.
واكد مفيد سرسم القادم من السويد انه لم يعتقد بان مدينة الموصل والتي
قضى فيها أكثر من خمسة وعشرون عاما قبل ان يتخذ قراره بالهجرة والاغتراب
انه سيرجع ليشاهدها بشكلها الذي يبعث على الحزن وأضاف سرسم سكان المدينة
يقنطون لبيوتهم في السابعة مساءا في حين إن الحياة في مدينة الموصل كانت
مستمرة قبل ان يغادرها حيث كانت لا تعرف الليل من النهار حالها حال المدن
التي يواظب سكانها على تقديم خدماتهم في مجالات عدة مؤكدا في ذات الوقت ان
المدينة قد اعتادت على صوت الضجيج والضوضاء المنبعث من المولدات الكبيرة
التي تزود السكان بحاجاتهم من التيار الكهربائي في ظل غياب التيار التي
تغذيه دائرة الكهرباء لساعات طوال .. وزاد سرسم إن الحوادث الأمنية في
المدينة يتداولها السكان بشيء من البرود والاعتياد لما يحدث من تلك
الحوادث المتشابهة على خارطة الإحداث اليومية التي يعيشها الموصليون فضلا
عما تحصده المفخخات من أرواح لأبرياء آخرين ..
|