على مشارف مؤتمر بغداد العالمي

 

                                                                                   حميد الموسوي

                   تستضيف بغداد -بعد ايام- مؤتمراً دولياً موسعاً يضم الى جانب دول الجوار وفوداً من تسع وعشرين دولة ومنظمة عالمية وعلى مستوى رؤساء و وزراء خارجية الدول ومسؤولي منظمات اقليمية وعالمية، ومن بين هذه الدول: دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وروسيا، والصين، وفرنسا، واليابان، والمانيا، وايطاليا، والسويد، ومصر، اضافة لدول الجوار تركيا، ايران، المملكة العربية السعودية، المملكة الاردنية الهاشمية، سوريا ودولة الكويت. كما ستشارك معظم المنظمات والهيئات العالمية حيث سيحضره الامين العام للامم المتحدة، ورئيس الاتحاد الاوربي، ورئيس حلف الناتو، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وجامعة الدول العربية، والامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.

ويعد هذا المؤتمر الرابع من نوعه في سلسلة الاجتماعات التي تعقد كل ستة اشهر لمراجعة دور الدول الاقليمية ومستجدات مواقفها من العملية التغييرية في العراق ومدى اسهامها في اعادة الامن والاستقرار فيه، وكذلك متابعة الادوار التي تلعبها دول العالم الكبرى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من اجل اطفاء ما تبقى من ديون في ذمة العراق واعادة بنائه واعماره وقيام المشاريع الاستثمارية والفعاليات التي تقوي اقتصاده وبناء جيشه الذي سيتولى حماية مكتسباته.

كما يهدف المؤتمر الى مراجعة ما تحقق خلال الفترة الماضية التي اعقبت اول اجتماع لهذه الدول حيث عقد المؤتمر الاول في شرم الشيخ والثاني في اسطنبول والثالث في الكويت.

وتدفع واشنطن ولندن بقوة لانجاح هذا المؤتمر وتحقيق المزيد من النتائج المثمرة من خلال مشاركة اكبر عدد من الدول والمنظمات العالمية فيه.

لاشك ان النجاحات السياسية والامنية التي تحققت في الاونة الاخيرة وانفتاح الحكومة العراقية على الدول العربية والعالمية وما تحقق اثر ذلك من زيارة العديد من زعماء العالم العربي والدولي لبغداد واعادة معظم الدول سفارتها وبعثاتها الدبلوماسية الى العراق ستعزز مواقف دول العالم من العراق وستسهم بشكل واضح في انجاح هذا المؤتمر والخروج بنتائج تدعم الحكومة العراقية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

ومن المؤكد ان تجري على هامش هذا المؤتمر لقاءات وحوارات جانبية بين الفرقاء السياسين من هذه الدول تسهم بشكل كبير في حل الكثير من الاشكالات والمتعلقات بين تلك الاطراف مايؤدي الى مزيد من الاستقرار في المنطقة التي شهدت ومازالت تشهد توترات متنوعة نتيجة بعض المواقف والتصريحات المتشنجة والتهديدات المتبادلة من هذا الطرف او ذاك.

ان مؤتمراً بهذه السعة وهذه الاهمية يضع الحكومة العراقية بكل ثقلها ومعها البرلمان العراقي وكافة الكتل والحركات والاحزاب الوطنية وحتى مؤسسات المجتمع المدني، بل يضع جميع العراقيين امام مسؤولياتهم -وكل من موقعه- لانجاح هذا المؤتمر وانتهاز هذه الفرصة واستثمار وجود هذا الكم الضخم من الدول والمؤسسات العربية والعالمية والتي تمتلك زمام المبادرة واصدار القرارات المؤثرة او التي تهيمن على مسار الاقتصاد العالمي او التي تمتاز بعلاقات دولية واسعة والذي قلما يتوافر في تجمع او مؤتمر اقليمي او دولي وبهذا المستوى الرفيع وبهذه الاهمية والجدية والاصرار على تقديم المساعدة للعراق ومد يد العون لانتشاله من محنته واوضاعه واعادته الى وضعه الطبيعي وموقعه اللائق، وانقاذ شعبه من محرقة الموت المجاني التي فتكت به من خلال طاحونة الحروب العبثية التي اختلقتها السلطة البائدة والتي استمرت تفتك به من خلال مفخخات وعبوات واحزمة عصابات القاعدة المختلفة والجماعات المسلحة والزمر المتضررة من سقوط السلطة السابقة.

ومن هنا توجب على جميع قادة الحركات والاحزاب والكتل تأجيل الخلافات الجانبية وتناسي المصالح الفئوية والاقليمية، ووضع مصلحة العراق وشعبه المظلوم فوق كل اعتبار وتهيئة كل مسلتزمات النجاح لهذا المؤتمر للخروج بنتائج تعيد للعراق الموحد امنه واستقراره السياسي والاقتصادي وترفع معاناة شعبه الصابر بتحقيق العيش الرغيد والقضاء التام على الفقر والعوز والفاقة.

فليس من المعقول بل من الكفر والظلم والعار تضييع مثل هذه الفرصة وعدم استثمارها الى اقصى حدود المنفعة خاصة وانها قد لا تتكرر. وليس من المنطق التفريط بمنجز عالمي خاصة ونحن اصحاب القضية الاولى فيه بل يجب انتزاع اكثر المكاسب والمنجزات. ان العراق سيدخل هذا المؤتمر متسلحاً بما يمتلكه من مقومات واوراق ضغط فاعلة لاشعار الاطراف المشاركة بأنه -وان اثخنت جراحه وطالت معاناة شعبه وبددت ثرواته- مازال وسيبقى يمتلك ما لا تمتلكه الكثير من دول العالم بل ان معظم دول العالم وخاصة دول المحيط الاقليمي والعربي احوج ماتكون للعراق، لكل او بعض ما حباه الله تعالى من مقومات ومنها:

1. موقعه الجغرافي المتفرد ما جعله ممراً بحرياً وجوياً تجارياً مهما. وتشكيله عمقاً ستراتيجياً عربياً وبوابة على الخليج.

2. ثرواته النفطية والمعدنية والزراعية والحيوانية الطائلة.

3. ثرواته السياحية الجامعة لتراث العديد من الديانات والقوميات والاعراق والامم.

4. طاقاته البشرية الخلاقة وامتلاكه لافضل الملاكات الوسطية العربية حسب الاحصاءات والدراسات العالية.

5. خططه المستقبلية الانفجارية لاعادة اعماره تؤهله لقيام انجح الاستثمارات على ارضه اقليمياً وعربياً ودولياً.

اضافة للعديد من الاوراق السياسية التي تشكل هماً مشتركاً بين العراق ودول الجوار بل قد تمثل خطراً يهدد تلك الدول مثل ما تهدد العراق.

ان المشاركة الجادة الفاعلة المتسمة بخطى ثابتة وقرار موحد وعزم وتصميم على تحقيق نجاح هذا المؤتمر تفرض وجودها بقوة على جميع الاطراف على العكس من المشاركات المتراضية المشتتة الاراء والافكار والمستسلمة. وان طرفاً يمتلك كل هذه المقومات المعززة والمدعومة باسناد قوي موثرة في القرار السياسي والاقتصادي العالمي من العجز ان تستمر معاناته كل هذه السنين ومن الحيف ان يفجع كل هذه الفجائع ويعيش شعبه محروماً بعد كل هذه التضحيات الجسام.

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links