|
عملية غسل الدماغ
اوكر يوخنا
يستغرب الكثيرين منا عند سماعه او مشاهدته للانتحاري الذي يفجر نفسه
ويقتل العديد من الابرياء من اجل رضى الله وحصوله على جواز سفر الى الجنه
حسب اعتقاد الانتحاري .حقا ان الامر جدير بالاهتمام في عصرنا هذا الا في
حالة واحدة فقط وهي ان معتقدات ذلك الانتحاري هي شيطانية وانهم شياطين على
هيئة بشر هم اللذين يسيرونه من اجل خدمة غايات سياسية تؤدي الى نتيجة عكسية
تسيء الى المعتقد المعلن الذي من اجله يتم تنفيذ مثل هكذا اعمال ارهابية
.وماهي الا نوع من انواع عملية غسل الدماغ في طريق استخدام الدين .على ضوء
هذه المدمة والحقيقة المرة ابدأ بالتعريف عن معنى ومفهوم (غسل الدماغ) وهي
عملية مسح الدماغ من الافكار والمعتقدات الموروثة والمكتسبة التي كان يؤمن
بها الشخص المتلقن واحلال محلها افكار ومتعقد معين .او استغلال تلك
المعتقدات والمورثات الثقافبة التي كان يؤمن بها المتلقي وتغير مسارتها
بحيث تؤدي الى تشويه سمعته وسمعة المعتقد الذي كان يؤمن به وعن طريق
استخدام العديد من الاساليب والطرق التقليدية والحديثة الخبيثة منها او
التي تبدو في باديء الامر محببة وبطيعة الحال تختلف من شخص الى اخر ومن
زمان ومكان الى اخر حسب حاجيات ومصالح وثقافات الشعوب .وبما ان الانسان هو
كائن ناطق وبطيعته الاجتماعية سهلت عملية غسل ادمغته حيث نلاحظ ان سريان
الكلمة او الفكرة في عقولهم بشكل سريع جدا .واستطيع ان اقول بان كل واحد
منا مصاب نوعا ما بهذه العملية من حيث لاندري وبتاثيرات عدة ومن اهما
.التاثير الديني والطائفي او التاثير الثقافي والاجتماعي او التاثير
السياسي والاقتصادي ,واما بخصوص الالية المستخدمه لغرض ذلك فهي استخدام
الكذب والتخويف وممارسة التعذيب النفسي والجسدي ومن ثم توفير الحاجيات
الضرورية بشكل مؤقت وبالتالي يتم تبريرالايدلوجية الجديدة في الاعلام
وبكافه اشكاله وتكليف واختيار الملقن حسب المواصفات المطلوبه بحيث يتمكن من
سحر الناس ويبدو كاب للجميع ويدعو الى الحرية والعدالة والمساوات والمخلص
الوحيد لمعانت الضعفاء بالكلام والشكل فقط .والحقيقة ان تاريخ عملية غسل
الدماغ قديمة بقدم نشوء الحظارات والامبراطوريات لايسعني ذكرها جميعا
لاننني اكتفي ببعض الامثلة ومنها بناء الاهرامات في مصر حيث قام الفرعون
بجعل شعبه عبيدا له اقنعه بان يقدسونه وان يبنون له الاهرامات لكي يخلد
واوصى شعبه بانه سوف يحيى ويعيش بعد الممات وفي الماضي القريب وتحديدا عام
1917 او عام 1918 انتفظت البرولتارية الروسية ضد الاقطاعية القيصريه
مستخدما الضعف والالحاد من اجل نصرة الطبقة العاملة وحرية الجماعة ومصلحتها
وفي حينها كانت الاشتراكية الشيوعية مقدسة حتى عام 1989 حيث تولى
غورباتشوف سكرتارية الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي حيث بشر
بالبروستيركا مدعيا التغير الجذري في الاتحاد وعلى اثرها تم اسقطا جدار
برلين وانهيار النظرية الاشتراكية في عقر دارها وحلت محلها الديمقراطية
التي تدعو للحرية الفردية وحقوق الانسان ولا ادري الى متى تستمر هذا
النظرية .وايضا نتطرق الى ماقام به هتلر بنظريته التفوق وارتقاء العرق
الاري على بقية الاعراق حيث عزف على الاوتار العاطفية الشعورية المتعلقة
بالعرق والانتماء ولو لا عزفه على تلك الاوتار لما استطاع توحيد وحشد
الجماهير الالمانية حوله برغم من الخسائر البشرية والمادية التي كان يقدمها
من اجل ذلك حاله حال الرئيس السابق لمصر جمال عبد الناصر , وصدام حسين في
العراق وباعتقادي ان اكبر عملية غسل الدماغ مورست في العصر الحديث هي اتجاه
العراق حين كانت بداياتها في عام 1980 ابان الحرب مع ايران حيث ادعى كل طرف
من الاطراف المتحاربة بانه تم الاعتداء عليه وحشدت الجيوش ودقت طبول الحرب
وشاركت العديد من الدول الاقليمية فيها وادعى كل طرف من الاطراف المحاربة
بانها حرب مقدسة حيث درات الحرب الضروس ثمانيه اعوام وانتهت بدون غالب
ومغلوب .والنتيجة كانت خسارة واستنزاف القدرات المادية والبشرية لكلا
الدولتين وتغذية النعرات الطائفية مابين السنه والشيعة والانكى من ذلك قيام
النظام العراقي السابق في عام 1990 بغزوه الكويت بعدما تلقى التطمينات
واشارت توريطية من امريكا مفادها ان امريكا لم توقع مع الكويت اتفاقات
امنية الامر الذي شجع النظام السابق غزوه للكويت ,الامر الذي اوجد شرخا
عميقا في الوطن العربي بعدما اثرت الحرب مع ايران العمق نفسه في العالم
الاسلامي وبعد توريط النظام العراقي السابق في غزو الكويت ووتهيئة الظروف
المناسبة من قبل امريكا وحلفائها للغزو عام 2003 .وبعد عمليات 11 سبتمبر
بحجة دعم النظام العراقي السابق للارهاب وتطوير اسلحة الدمار الشامل
وبتعاون من غالبية الشعب العراقي ودول الجوار المعادية سابقا للعراق
,واظهرت نتائج البحث عن تلك الاسلحة لاحقا بانها ادعائات مغرضة لا اساس
لها من الصحة لكن بعد فوات الاوان ..اي ان عملية غسل الدماغ استمرت على
العراق وشعبه لمدة ثلاثة وعشورن سنه وكانت غايتها واضحة هي تقسيم هذه
المنطقة على اساس الطوائف والملل المتناحرة في مابينها على الواردات
والحدود .وفي سياق هذا الموضوع ايضا ان عملية غسل الدماغ لشخصا كان ام لشعب
يمكن ان يمارس ويستخدم عن طريق المواد الغذائية والمشروبات والسكائر حتى
المستوردة والمحلية التي لها تمويل خارجي وبسبب تطور العلم والتكنلوجيا
الطبية وتوصل العلماء الى ديناميكة عمل الدماغ وحاجيات الخلايا من العناصر
الغذائية بحيث يمكن التحكم بشعب كامل او الاغلبية الساحقة منه عن طريق
التلاعب بالعناصر الغذائية التي تغذي بعض الخلايا المتعلقة بالخوف او
بالهستريا او عدم استطاعة الشخص بالتخطيط للمستقبل او الشعور بالملل
والاحباط والكآبة كل هذه الامور وغيرها تستخدم من اجل السيطرة وتغيير سلوك
وافكار الشعوب مما يخدم مصلحة الدول العظمى تحت مبدأ مقدس لديهم وهو(
الغاية تبرر الوسيلة )..
|
|
|