بمناسبة اليوم العالمي للمياه 2011

الأمم المتحدة تدعو إلى تحسين إدارة وسياسات

وحوكمة الموارد المائية من أجل الجميع

 

زوعا - خاص

                بمناسبة اليوم العالمي للمياه 2011، تُسلّط منظمة الأمم المتحدة في العراق الضوء على أهمية تحسين سياسات وإدارة وحوكمة الموارد المائية لضمان إتاحة فرص الحصول على المياه للجميعوشعار هذا العام: "المياه للمدن: الاستجابة للتحدي الحضري"، يركز على توجّه العالم المتزايد نحو مستقبل حضري. فخلال فترة جيل واحد أو أكثر قليلاً، سيعيش 60% من سكان العالم في البلدات والمدن، وستتركز الزيادة في الأحياء الفقيرة والمستوطنات العشوائية داخل المدن في العالم النامي

وفي العراق، يتسبب شحّ المياه وسوء نوعية المياه المتوفرة للزراعة بانتقال العديد من سكان المجتمعات الريفية إلى المدن بحثاً عن فرص أفضل للمعيشة، غير أنهم يواجهون تحديات مائية أخرى. وتقول فيونا مكلوني، مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) في العراق، إن "موئل الأمم المتحدة ملتزم بدعم حكومة العراق في إصلاح وتحديث قطاعها العام مع التركيز على المياه والصرف الصحي من خلال برنامج تحديث القطاع العام

وسيبقى تغيّر المناخ سبباً يجعل العراق أكثر عرضة للكوارث الطبيعية والتحديات البيئية. فقد تسبب حدوث الجفاف خلال العامين الماضيين بجلاء عشرات الآلاف من سكان الريف في العراق بحثاً عن مصادر أكثر استدامة لمياه الشرب وسُبُل المعيشة. وسيؤدي تكرر حدوث ذلك في المستقبل إلى زيادة الضغط على أنظمة المياه والاقتصاد في المناطق الحضرية

وتسعى حكومة العراق إلى ضمان تمكّن 91% من الأسر من استخدام مصدر محسّن للمياه بحلول عام 2015. وحالياً يستخدم 20% من الأسر مصادر غير مأمونة لمياه الشرب. ويتم بذل جهود خاصة لمعالجة التسرّب في أنابيب المجاري وخزانات تحلل الفضلات الذي يؤدي إلى تلوث شبكة مياه الشرب، ولزيادة نسبة مياه الصرف المعالجة والتي تبلغ نسبتها حالياً 18%. إن الافتقار للصرف الصحي الآمن في المنازل يعرّض السكان لخطر الإصابة بالأمراض، ولا سيما الأطفال

وصرّح ممثل اليونيسف في العراق السيد سِكندر خان قائلاً: "تتأثر حقوق الأطفال بأمور منها قلة إمكانية الحصول على مياه آمنة للشرب في العراق. فالاستثمار بتوفير مياه نظيفة لكافة أبناء الشعب العراقي، لا سيما الذين يعانون من حرمان شديد والمعوزين، سيُنقذ حياة حوالي 200000 من أطفال العراق الذين قد يهددهم الموت بحلول 2015، كما سيزداد معدل التحاق الأطفال بالمدارس، وستتحسن نوعية التعليم المقدم لهم، وسيتمكنون من الاستفادة التامة من قدراتهم، الأمر الذي من شأنه تسريع تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المرجوة في العراق بشكل يتسم بالمساواة، وتمكين الأطفال والشباب الأقل حظاً من أن يصبحوا قوة دافعة نحو الإسهام في بلوغ عراق يحظى بالاستقرار والازدهار

وفي الوقت الذي يُعد فيه التوسع الحضري أحد التحديات الماثلة، إلا أنه يجلب معه الكثير من الفرص المتمثلة بإدارة المياه وتحسين إمكانية الحصول على مياه الشرب والصرف الصحي على نحو أكبر وأكثر فعالية. ففي العراق تُهدر نسبة 50% من المياه من خلال النز والتسرب والتبديد نتيجة لقصور الأنظمة وهدر المياه في المنازل. علاوةً على ذلك، تترتب على الزيادة السكانية في العراق على نحو مضطرد آثاراً على إمدادات المياه، ملقية الضوء على ضرورة إدراج قضايا منها إمدادات المياه ومعالجة وجمع المياه المستعملة وإدارة مياه الأمطار والحماية من الفياضانات والآثار المحتملة للتغيرات المناخية والبيئية في خطط التنمية الحضرية بشكل منهجي

أما السيدة كرستين مكناب نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للعراق فقد قالت: "إن تحسين الحوكمة وإدارة المياه هما مسألتان هامتان للغاية لزيادة جودة المياه وإمكانية الوثوق في استمرار إمداداتها." وأردفت قائلة: "تعد المياه مصدراً رئيسياً لكافة جوانب الحياة، وبالتالي فمن شأن تحسين إدارة موارد المياه في البلاد، بما في ذلك تحسينها على مستوى الأسر، أن يكون له أثر عميق على الجهود العراقية الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية من خلال الحد من الفقر والجوع وتقليل معدل وفيات الأطفال وضمان الاستدامة البيئية

وقد أدرجت أسرة الأمم المتحدة في العراق موضوع إدارة موارد المياه ضمن واحدة من مجالات أولويات دعم حكومة العراق وشعبه. ومن خلال العمل على إطار الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية للأعوام 2011 – 2014، تعمل وكالات وصناديق وبرامج الأمم المتحدة يداً بيد مع شركائهم العراقيين لتحقيق استخدام أفضل وأكثر فعالية لموارد المياه القيمة والغنية في العراق من أجل الجميع

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links