هكذا يكون النفاق.. علنا!!

 

 

                                             عصام شابا فلفل

                      كم آلمنا فقدان الاباء الكهنة بولس اسكندر ورغيد كني ونيافة المطران فرج رحو واخيرا الاب يوسف عادل عبودي.. وكم يؤلمنا فقدان اي من ابناء شعبنا مهما كانت منزلته الاجتماعية ومهما كان سبب فقدانه.. انه بالنتيجة عزيز على قلوبنا جميعا، وليس من باب التباهي اذا قلنا بان احدنا يكمل الاخر، ففقدان احدنا يعني خسارة كبيرة لنا.. ولا اعتقد ان باستطاعة احد مهما كان من القسوة والجبروت ان يغير تلك الافكار او ان يفكك تلك الاواصر لأنها من الله وليست من البشر، فقضية اختطاف مثلث الرحمة المطران بولص فرج رحو، وما تبعها من عملية القتل الأليمة التي ارتكبت بحقه، ولدّت لدينا كثيرا من  النفور والاستنكار ودعتنا الى التمسك اكثر واكثر بمبادئنا وارضنا الطاهرة، إذ كان ولا يزال من حقنا ان نعبر عن مثل تلك الحالات بمختلف الطرق والوسائل السلمية لنبين للرأي العام العالمي باننا شعب قد تم اضطهاده منذ زمن بعيد  ولا يزال يتعرض للإضطهاد.

لذا فمن حقنا التعبير والاستنكار لتلك الاضطهادات وبشتى الوسائل، ومن ضمن تلك الوسائل كانت بحق المسيرة الجماهيرية التي دعت اليها الحركة الديمقراطية الاشورية بمدينة دهوك يوم 1/4/2008.. من هنا بدأ النفاق يأخذ مساره الحقيقي وعلنا، فقد انبرت عدة جهات للتعبير عن استيائها غير المبرر واللامنطقي  من دعوة الحركة لتلك المسيرة الحاشدة.. وحاولت بكل جهودها المتيسرة منع المواطنين من المشاركة فيها، فالبعض من المحسوبين على ابناء شعبنا اخذ يحث المواطنين على عدم المشاركة في المسيرة بحجة ان ابناء شعبنا لا زالوا في طور الحزن باستشهاد مثلث الرحمة مار بولس فرج رحو.. وان المسيرة ستقام قبل حلول أربعينية استشهاده، وانها ما هي الا تعبير عن فرح وابتهاج (حسب ادعائهم)، بينما اتخذت جماعة اخرى مسارا اخر لمنع المواطنين من المشاركة، وذلك بتهديدهم بقطع بعض المعونات الانسانية عنهم او فصلهم من اعمالهم التي يسترزقون منها مثل عمال الخدمات والرياضيين في الأندية الرياضية وغيرها من الافعال.. نعم هكذا فعلوا.

ولو قلنا شيء فلن نقول سوى سامحكم الله، اذ ان  تلك الجهات قد فقدت الثقة بالجماهير ولهذا لجأت الى اسلوب التهديد والوعيد وقطع الارزاق.. تلك الافعال التي لا يقوم بها سوى الانسان العاجز والذي فقد الثقة حتى بنفسه، فماذا يقول هؤلاء حين يعلمون بان العدد الذي  حضر مسيرة

هذا العام (2008) كان أكثر بكثير من عدد المشاركين في مسيرة العام الماضي (2007) رغم محاولاتهم البائسة والتي أصبحت مثار سخرية واستهزاء أبناء شعبنا؟!.. نعم ان المسيرة حصلت فعلا وكانت اكبر عملية استنكار للفعلة الجبانة التي ادت الى استشهاد المطران فرج رحو وكانت بحق اكبر مسيرة شجب للأعمال الإجرامية التي ترتكب بحق ابناء شعبنا دون وازع من ضمير.. ولكن ليس من المفاجأة بشيء حين نرى من ادعوا بالأمس حزنا على رحيل المطران الشهيد، ان نراهم هم انفسهم يقيمون (الحفلات الباهجة) قبل مرور الاربعينية، فحينها تناسى سادتنا الافاضل من  الذين بينوا حزنهم العميق بمنع المواطنين من المشاركة بالمسيرة، تناسوا كليا بانه لم تنقضي فترة الاربعين على اغتيال الشهيد مار فرج رحو.. بل والانكى من ذلك لم تكن قد مرت على استشهاد الاب الفاضل يوسف عادل عبودي سوى (3) ثلاثة ايام فقط.. كيف يقرأ اخوتنا الافاضل تلك الحالات؟.

ان مثلث الرحمة الشهيد المطران فرج رحو عزيز على قلوبنا جميعا. وكذلك الاب بولس اسكندر والاب رغيد كني والاب الفاضل يوسف عبودي وكل الشهداء من ابناء شعبنا.. لكن حجة استشهاد المطران فرج رحو كانت وسيلة بائسة لتحقيق غاية نزقة في قلوب اناس قد فقدوا ثقتهم حتى بانفسهم؟.

وهنا نسأل.. الم تكن تلك الحالات نفاقا؟، بل وقمة النفاق العلني من قبل اناس لا ندري ان كانوا قد باعوا قضية شعبهم بثمن بخس وليس مستغربا ان نراهم يوما ما يبيعون حتى انفسهم، لأنهم قد تركوا ضميرهم في سبات الورقة الخضراء.. ولا ندري ماذا يكون ردهم على ما قلنا.. ورغم هذا فلسنا معصومين من الخطأ، ولكن من الافضل ان نعترف بخطئنا كي يحترمنا ابناء شعبنا،اما اذا كذبنا أو نشرنا الأكاذيب عن الآخرين فحينها سيكتشف ابناء شعبنا تلك الخدع وسنكون بعد ذلك في موقع لا نحسد عليه.

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links