الدين
والسياسه ضدان لايجتمعان
ذنون
محمد
أن أختلاف الدين عن السياسه كأختلاف الارض عن السماء وهذه قاعده علينا
ألايمان بها أيمانا كاملا خصوصا وأن العالم على أبواب بل في داخل وعمق عصر
المعرفه الكبيره فلا يمكن أن يتفق مفهوم الدين وتطبيقاته مع واقع سياستنا
العصريه التي أصبحت تقاس على مفهوم العقل والمنطق السليم فألعزل بينما أصبح
أمرا ملحا خصوصا في المجتمعات ذوات النسيج المختلف أي المجتمعات المختلفه
دينيا بل وحتى طائفيا فلكل فكر رؤية تختلف عن الرؤيه الاخرى فلو أردنا
الغوص في عمق المشكل القائم في مجتمعنا لبانت لنا حقيقة ما نقول فألسياسه
أتجاه والدين أتجاه أخر ولايمكن لهذان ألاتجاهان أن يجتمعا في عالم اليوم
وأصبحت المراهنه التي يعقدها البعض على نجاح منطق الدين وأقحامه في عالم
السياسه أمرا عديم الجدوى ..أذن أن المراهنه التي أرادها البعض على نجاح
ألاحزاب الدينيه وأستغلالها في العمل السياسي كانت أحدى الكوارث التي أساءت
الى مفهوم الدين كعلاقه روحيه وجعلت المجتمع في حاله من النفور الديني أن
صح التعبير بل أن هذه المرحله الحرجه والحساسه من تاريخ العراق جعلت الحاجه
ملحه الى أحزاب او تجمعات علمانيه والتي أثبت أنها السبيل الى التطور الذي
ينشده المجتمع هذه أحدى القناعات التي تكونت في عقول أكثرية أفراد المجتمع
والذين ينظرون الى الواقع العراقي بنظرة عقليه خصوصا وأن المجتمع العراقي
ذي الوان متنوعه وهذه القناعات تكونت بعد تجارب حرجه عاشها العراق
والمنطقه بصورة عامه .
أن الكثير عندما أشار في
السابق الى خطورة هذه الظاهره أتهمه البعض بألكفر والخيانه العظمى وهذا
التحذير لم نكن نطلقه من فراغ بل من معاينه تاريخيه لأحوال الامم السابقه
التي أنكوت بأحزاب دينيه أثقلت كاهلها بألفتاوي المختلفه ؟خصوصا وأن الحزب
او التيار الديني يخاطب فئه من المجتمع وليس المجتمع كاملا .أن المجتمع أي
كان تكوينه ألاجتماعي بحاجه الى أراء متعدده وليس الى رأي وحيد طابعه
ألانجماد أو ألانغلاق الذاتي والذي يريد فرض منطقه على الجميع فألمجتمعات
في حاله من التطور الفكري وليست مجتمعات منغلقه كما كانت في السابق نتيجه
لكثره من العوامل والتي ليست بألعوامل الغائبه او الخافيه على أحد .أذن أن
ألاحزاب الدينيه أثبت أنها تعيش في واد والمجتمع في واد أخر فقد أكد
أستطلاع أجرى مؤخرا في عدد من محافظات العراق أن ألاحزاب الدينيه في العراق
فقدت مكانتها وشعبيتها ولسان حال البعض يقول أن التجربه خير برهان لذلك .أن
الذين كانوا يعولون على نجاح هذه الاحزاب وأنها أحدى بوابات النجاح
والازدهار الحياتي أصيبوا بخيبة شديده بعد أن أثبتت ألاحداث الاخيره أن هذه
الاحزاب او التيارات الدينيه ساهمت في تفكك المجتمع وزادت الشروخات بين
ابناءه خصوصا وان الشعب العراقي قد وصل الى مرحلة اليقين من أن الدين لله
ولايمكن للوطن الا أن يكون لجميع أبناءه وليس لفئه من الناس دون الفئات
ألاخرى وهذا هو لسان حال ابناء المجتمع العراقي اليوم الذي بات بأمس الحاجه
الى فكر يجمع الكل في حب العراق والتمسك بخارطته الجميله بعيدا عن الفكر
الضيق الذي يعمق الجروح يوما بعد أخر .أن أستغلال الدين بهذه ألافكار أو
التحزبات الضيقه التفكير يخلق جوا من الحساسيه في المجتمع فألمجتمع الغربي
على سبيل المثال ما تبصر الحقيقه وتعلم مغزاها الا بعد أن تخلص من سلطة
رجال الدين ورغباتهم الكثيره أما العامه فكان لزاما عليهم ألارتضاء بهذا
الواقع المؤلم .
أن الواقع العراقي
بأمس الحاجه الى أحزاب تبتعد عن هذه الاجواء وتتخذ الدين كغطاء له خصوصا
بعد أن أثبتت التجارب السابقه فشل هذه الاحزاب في صهر المجتمع في بوتقه
واحده بل أنها زادت الشروخات الاجتماعيه وفككت المجتمع الى نحل مختلفه
مخلفة صراعات دمويه ذهب ضحيتها المئات من أبناءنا ألابرياء بل أن الواقع
العراقي يحتم على ساسته أيجاد تجمعات سياسيه تجمع المؤمن والملحد على هدف
واحد الا وهو خدمة المجتمع والحفاظ على دماء أبناءه التي ذهب الكثير منها
لأسباب تافهه .أذن المراهنه التي أرادها البعض على نجاح هذه الاحزاب في
قيادة المجتمع الى باحة الامان والمستقبل الزاهر مصطلح فقد بريقه بعد أن
اثبتت الاحداث عكس هذه المقوله تماما..
|