الى من يهمه الامر
(اكعد اعوج واحجي عدل او اكل ماتشتهي والبس
مايعجب الناس)
طلال
فكتور/ كركوك
من
المعروف ان الخليقة بدات على الكرة الارضية عندما انزل الله سبحانه ادم
وحواء من الجنة الى الارض وهنا كانت اول حفل زفاف في التاريخ لتنجب حواء
ومنهم تكاثرت البشرية لتصبح تجمعات ومن ثم شعوب الى ان وصلنا الى مانحن
عليه من تعداد سكاني يفوق عشرات المليارات. وهذا هو قانون الحياة اجيالا
تشيخ وتموت واخرى تولد لتتزاوج وتنجب وهكذا. وكل انسان ذكرا كان ام انثى
عندما يصل الى مرحلة البلوغ يصبح هدفه الاساسي هو البحث عن نصفه الثاني
وهنا تبدا عملية الكفاح والصراع المرير مع الحياة للوصول الى ذلك الهدف
النبيل والحلم الجميل. فمنهم من يجتهد في الدراسة وينال الشهادة الجامعية
املا في الحصول على وظيفة في دوائر الدولة التي رفعت شعارا (لاتوجد لدينا
وظائف شاغرة) فيضطر الى ان يبسط جنبر في شارع عام ليبيع فيه السكائر .
ومنهم من يتجه للعمل في مهنة توارثها من والده واجداده. المهم يجمع من
المال مايكفيه لتحقيق حلم العمر كله الا وهو الزواج. وعندما يشعر الوالد او
الوالدة ان ابنهم اصبح مؤهلا للاقتران بفتاة تبدا عمليات الظغط والشد والحل
فالوالد يقول ازوجه لابنة اخي او شقيقتي والوالدة تقول لا انه مناسب لابنة
اخي. اما هو صاحب القضية فعليه التوفيق بين الطرفين واذا لم يكن في الذهن
شخصية وقع عليها الاختيار عليها فان من الافضل الاقتران بواحدة من ابناء
العمام او الخوال او العمات والخالات.
ويبقى الانتصار في تحقيق ذلك للاقوى والاكثر اصرارا الوالد
والوالدة.
وهذا لايعني الشباب فقط بل ينسحب على الفتيات ايضا فهي نفس
المعاناة ولا تختلف الا القليل ومن هنا سيبدا موضوعي لهذا الاسبوع فبعد
الاتفاق على ذلك ليتنفس صاحبنا الصعداء بعد حبس النفس لزمن ليس بالقصير
ويفتح خزنته التي حوش فيها من جهده لسنوات خلت لتنفيذ مطاليب الحبيبة
الغالية واهلها الطيبون التي تبدا بالمهر والمؤخر مرورا بالذهب وغرفة النوم
فيها سبلت يعمل بواسطة المولد لان الكهرباء الوطنية في فصل الصيف تكون
متمتعة باجازة للراحة والاستجمام على بلاجات احدى دول اوربا . المهم يجب
الاتفاق مع صاحب المولد في المنطقة على زيادة الامبيرات لدار العريس بما
يكفي لتشغيل مكيف الهواء ومن المطاليب ايضا سيارة مكيفة وانواع الملابس
والاحذية والجنط والاكسسوارات يكفي الفتاة لخمسة سنوات قادمة على الاقل
وكان احداث خطيرة ستحدث في البلاد تمنع التجوال فيها لخمس سنوات لاسامح
الله. وقيمة ماذكرناه لايقل عن العشرين مليون دينار او دفتر ونصف من
الدولارات مع مصاريف حفلة الزواج التي من شروطها ان تكون الكعكة (1500)
طابق يتم قطعها من قمتها بواسطة طائرة الاباتشي . هذا اذا لم يطالب اهل
العروسة بدار مستقلة لابنتهم المدللة . اذن وصلنا معكم سيداتي سادتي الى
اللحظة الحاسمة وهي يوم الزفاف وكالعادة يذهب اهل العريس برتل طويل من
السيارات المزينة الى دار العروس لاصطحابها في السيارة المخصصة لنقلهم .
التي عادة ماتكون محاطة بسيارات الاهل والاقارب والاصدقاء والجيران ليبدأو
جولة في المدينة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها على انغام
الموسيقى الصاخبة ومنبهات السيارات والاجساد الراقصة المتدلية من نوافذ
السيارات (وهزي يارقبة حتى تنقطعي) تحت وابل من الرصاص لكافة انواع الاسلحة
المتيسرة الخفيفة والمتوسطة واذا توفرت الثقيلة تستخدم ايضا وكأننا في حرب
القادسية السادسة او عمة المعارك لان ام المعارك ماتت غير مأسوف عليها.
ولاانسى ان اقول ان عتلة الامان تكون عادة على الرمي الصلي
وليس المفرد فالعتاد كثير ومتوفر والحمدلله وخزين معامل التصنيع العسكري
الملغاة تحولت كلها لنا في معركة الحواسم . لما لا وكلفة هذا الانتاج
القاتل استقطع من حصة هذا الشعب المسكين الذي حرم من ابسط مقومات التطور
والعيش الرغيد لتذهب امواله التي تقدر ب90% من واردات العراق للتصنيع
العسكري التي اصبحت في ليلة وضحاها في خبر كان . المهم لنعود الى رتل
الاحتفال المركزي لزفاف العريس فلان من العروس علان. الذي يغلق الطرقات
الرئيسية في المدينة ويعرقل السير . ونصيحتي المجانية لاخواني سواق
المركبات من غير المشاركين في هذا الاحتفال البهيج اللجؤ الى اقرب منفذ
فرعي لحين الانتهاء من هذه التظاهرة الكبيرة التي عادة ماتستقر امام احد
استوديوهات التصوير لالتقاط صور تذكارية والمحتفلين على الرصيف والطريق
العام يقدمون عرضا لارقى الرقصات ومن كل تراث شعوب الارض . ومن ثم المحطة
الاخيرة امام احد الفنادق ليعاد نفس المشهد. وبعدها يذهب كل الى حال سبيله
. تصوروا اعزائي القراء هذه حفلة عرس واحدة فكيف ان صادف ان تكون هناك عدد
من الحفلات المشابهة في يوم واحد ماذا سيجري في المدينة؟ الله اعلم . واختم
مقالتي بالقول ان التعبير عن الفرحة ليس بحجب حقوق الاخرين فالشوارع العامة
ملك الجميع والسير فيها ينظمه قانون . وقواعد الاخلاق تقول (اكل ماتشتهي
والبس مايعجب الناس) و(اكعد اعوج واحجي عدل) ولتكن فرحتكم لكم ولاتكون سببا
لمأساة الاخرين وكفانا احزانا وشد الاعصاب التي كلفت هذا الشعب الصابر
الكثير الكثير .
ولاهل الفتاة اقول ضعوا الله سبحانه بين اعينكم عندما
تقدمون قائمة طلباتكم الى العريس . واخيرا اقدم اسمى ايات التهاني لكل
عروسة وعريس وامنياتي لهم بحياة زوجية هادئة في احدى الجزر النائية بعيدا
عن المفخخات والعبوات الناسفة
|