الانحدار التعليمي  ..

 

 

                                                                                                              سلوى الجراح . تلكيف        

                         ما نعيشه الان من فوضى عارمة شلت مفاصل الحياة المختلفة  يعد تحديا كبيرا لابناء العراق بكل طيف فيه فالارهاب لا يفرق  بين احد فالكل مستهدف ومعرض الى مختلف التداعيات .ومن هذه التداعيات مستوى التعليم وفي مراحله المختلفة ابتداءا من الدراسة الابتدائية وانتهاءا بصروح الجامعات العلمية المختلفة . فقد اصيب هذا المرفق الهام وتعرضت مفاصله المختلفة الى التهميش بل ان مستقبل العراق جراء هذا الاهمال هو الضحية الاولى فتقدم أي بلد يقاس بفاعلية مناهجه التعليمية ومستوى الطلبة فيه وليس بعدد سياراته المفخخة ؟ . ان هذه المرحلة التعليمية تعد الاسوأ في تاريخ الدولة العراقية وهذا ما اكدته الجهات المختصة والمطلعة على الواقع التعليمي خصوصا وان مرض او وباء الأمية انتشر في هذه المدارس بل في بعض الصفوف المتقدمة جراء الاهمال وعدم المبالاة .خصوصا وان الكثير من الطلبة ممن انجز المرحلة  الابتدائية هم لا يجيدوا من اللغة حرفا ولذلك ان أي عملية بناء ان لم تضع لها الركائز او الاسس القوية فأن اهم مقومات بقاءها يكون على حافة الانهيار . ان ما يعانيه التعليم من تخبط كبير القى بظله على الطالب خصوصا وانه عنوان البلد وحجر الاساس فيه فالكثير من دول العالم يقاس مستواها العلمي جراء ما تقدم لهذه المؤسسات من اهتمام او رعاية خصوصا انه المحرك الاول لعجلة التنمية فيه فعلينا الاهتمام بهذا الجانب من خلال بيان العلة ووضع النقاط على الحروف ومن الاسباب المهمة لواقعنا التعليمي الحالي هو الفساد الاداري  المستشري في المؤسسات المختلفة حيث يعتبر من  احد الاسباب الجوهرية في هذا التخلف فالكثير من التقارير اكدت ان اسئلة الامتحانات على سبيل المثال قد تم بيعها وتسريبها الى الطلبة لقاء مبالغ معينه  وتلك من الطامات الكبرى بل ان البعض بات يتحدث عن ما هو اكبر من ذلك واخطر . فعلينا اصلاح ما يمكن اصلاحه قبل فوات الاوان او قبل وقوع الفأس في الرأس كما يقول المثل الدارج خصوصا وان العراق الان وبمختلف محافظاته بحاجة الى الكثير من المدارس او المؤسسات التعليمية  للاستيعاب الاعداد الغفيرة من الطلبة حيث عجت الكثير من الصفوف بأعداد كبيره  من الطلاب مما اثر على مسيرة التعليم فأصبح الاستاذ يجد صعوبة في ايصال مادته العلمية الى الطالب في ظل هذه الاعداد الغفيرة... العراق والى فتره قريبه  من البلدان التي كانت تمتلك من الجامعات والمؤسسات التعليمية ما جعلها قبلة الاخريين وطالبي العلم خصوصا وان فيه  الكثير من العقول العلمية وفي مختلف المجالات ولذلك علينا ان نعيد ذلك المجد او تلك الاهمية لبغداد ودورها في نشر التعليم واستقطاب الاخريين .ان الجهات المختصة مطالبه الان بمراجعه شاملة لتصحيح المسار وتذليل الصعاب من اجل قيام حركه تعليمية على اسس ثابتة وانقاذ ما يمكن انقاذه خصوصا وان اهمية التعليم لاتعلوها اهميه اخرى فهي الكفيل باخراج العراق من مأزقه ورسم مستقبله الجميل فالكثير من الامم السابقة عانت من نفس التجربهة ولكنها سرعان ما شمرت عن ساعدها ورسمت المستقبل الذي تعيشه الان ونخص بالذكر منها اليابان والمانيا التي عانت من نفس تجربتنا بل بمرارة اكبر  ولكنها سرعان ماعادت من جديد الى خارطة العالم بل انها حملت سر نجاحه فعلينا ان نأخذ من تلك التجارب الدروس والعبر.

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links