السنابل الذهبية لآشور بت سركيس باكورة الألفية الثالثة

 

                                                                    آيرس بيرا

           مابين روش جونقة السبعينيات وروش يا أومتا للألفية الثالثة حقبة زمنية إبداعية شيّد آشور خلالها جسرآ من الجمال بيننا وبينهُ ،جاءت هذه الحزمة الرائعة المكونة من إثنتي عشر سنبلة ذهبية بعد أن إسترد آشور روحه التي تركها وديعة هناك في بت نهرين، فهو اللذي قد فرش قلبه على أرض آباءه واجداده هذا النهرينّي الهوىقد خلق روحآ جديدة من خلال قلمه وقيثارته وحسه القومي الآصيل حيث احتويا احزانه ففاضت اغانيه عطرآ ومِسكآ وجنينا نحن ثماره الطيبة ،حقآ ان آشور هو الشجرة الباسقة المثمرة والمعمرة على مدى ما يقارب اربع عقود فأبدع في كل ما قال وغنى وأغنى ..

إن ضراوة الغربة حفزت لدى آشور كل مكنونات الوطن فأشتاق إلى نسمات وطنه الهادئة وإلى ذكريات الصيف ولياليه ونوم السطوح وعد النجوم.. اشتاق الى امطاره ورائحة ترابه

باقته الأخيرة انتظرناها بلهفة وقال البعض تأخر آشور كثيرآ فكان تعليقي وتحليلي لهم دائمآ لاتستعجلوا فهناك شئ مميز وكبير في طريقه الى الولادة فآشور بعد زيارته الأخيرة الى الوطن وبالأخص حينما غنى في بغداد في أعياد أكيتو وتعمد بمياه دجلة واكتحلت عيونه برؤية كل محبيه هناك غنى وحزنَ 

           وفرح امتزجت كل المشاعر وأخرج تلك الغصة التي كانت في الحلقْ على مدى عقود فأرتاح وعاد ليدخل في صومعته ليؤدي كل الطقوس ليخرج بتحفة فنية فيها انفاس ورح جديدة واهداها لأبناء أمته وانها حقآ اجمل هدية زينتْ شجرة الميلاد في بيوتنا فأضافت الدفء والحب في شتاء الغربة المظلم

إن صوت آشور بكل اجزاءه إنْ كان صرخة في وجه الزمن او تنهيدة خافتة فهو صوتنا الذي نحاول ان نعبر عما يدور في دواخلنا فآشور يعرفه ويترجمه لنا كلمة كلمة ولحنآ لحنآ .. ان هذه السنابل الذهبية أججتْ النار الخامدة تحت الرماد فأيقظتها وايقظت معها وجع السنين

وجع الحرمان من ارضنا ووطننا بت نهرين

وجع الحرمان من الحبيب اللذي انتظرناه زمنآ وازمان ولم ولن يأتي

وجع الحرمان من نكهة الخبز الحار في وطننا

وجع الحرمان من امطارنا ورائحة ترابنا

وجع الدمع اللذي يغسل عيوننا

إنها بحق يا آشور رائعة تضيفها الى روائعك على مدى سنين كفاحك وعملك المضني اللذي جعل من فنك بصمة في تأريخ الغناء والشعر واللحن ، ان كل اغانيك بمثابة الرئة التي نتنفس من خلالها وحتمآ اصبحت مثالآ وقدوة للكثير من اجيال الشباب فالوصول الى القمة ليس سهلآ .. أنا فخورة بك كنتُ وسأبقى لأنك حقآ قامة من قامات الأمة الشامخ ، دمت لنا يا آشور اللكلمة الحرة الصادقة

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links