في مسيرة الحركة – زوعا .. مواقف وقضايا
هرمز طيرو
لقد كان الوعي للذاكرة التاريخية دور كبير في انطلاق فكر الحركة
الديمقراطية الأشورية لأنها فجرت الطاقات النضالية والثورية الكامنة في
نفوس شعبنا ، واهم المحطات التي ساهمت في تشكيل النواة الأولى للوعي القومي
التي اتاحت للأنسان الكلداني السرياني الأشوري أن ينفتح ويحقق ذاته وينفض
عنها الجمود وغبار التخلف هي :
المحطة الأولى : المذابح – سيفو - والنزوح الجماعي ( الطرد ) لشعبنا من
أراضيه التاريخية في منطقة حكاري وطور عابدين ، والمتغيرات التي حدثت فيما
بعد في تركيبته الشخصية من النواحي النفسية والفكرية والأجتماعية والثقافية
.
المحطة الثانية : المذابح البشعة التي ارتكبت بحق شعبنا وأمتنا خلال
الحرب العالمية الأولى
( أورمي ، خوي ، سلامس ) .
المحطة الثالثة : حركة 33 القومية الوطنية التحررية والنتيجة التي ألت
اليها من حيث بشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا العُزل ، بعيداً
عن تناقضات ومعطيات الأحداث وتطورها .
المحطة الرابعة : احداث عقد الستينات حتى أواسط السبعينات من الأنقلابات
والمعارك في شمال العراق وتهجير المئات من قرى شعبنا ، حيث مارس جلاوزة
النظام في 1969 قتل جماعي بحق اهالي قرية " صوريا " الأمنة ، وقد راح ضحية
هذه الممارسة الوحشية العشرات من أبناء هذه القرية ما بين شهيد وجريح .
المحطة الخامسة : محاولة النظام الدكتاتوري السابق ( بعد توفر الأرضية
المناسبة والصعود التدريجي للفكر القومي اليميني ) الى الغاء وجودنا القومي
أولاً ، وتصفية قضيتنا السياسية ثانياً ، ومحو هويتنا الثقافية والأجتماعية
ثالثاً . وقد تجلى كل ذلك على نحو بارز في التعداد العام الذي جرى في سنة
1977 م .
لقد ادركت الحركة الديمقراطية الأشورية عمق وحجم الأزمات التي مرا بها
شعبنا وأمتنا في تلك المحطات التاريخية المؤلمة ، وقراءها قراءة صحيحة
تتوافق مع حركة تطور التاريخ ، حيث توصل الى :
اولاً : إن الفرد والمجتمع يحتاج الى فكر جديد قادر على صياغة خطاب قومي
إيجابي يعتمد على
" التغير " شعاراً له بمعنى :
1 – الانقلاب ضد عوامل الضعف في الواقع الكلداني السرياني الأشوري
المتخلف والمجزأ .
2 – الانقلاب ضد الاوضاع المصطنعة المفروضة على الأمة .
3 – الانقلاب على العقلية المتخلفة والمنهزمة .
ثانياً : عدم قدرة الحركات السياسية القائمة أنذاك على استيعاب عمق
الأزمة الفكرية والنفسية التي كانت تعصف بمجتمعنا الكلداني السرياني
الأشوري . أو عدم الأستعداد لمواجهتها .
لهذا كان من الطبيعي أن تكون افكار ونهج الحركة الديمقراطية الأشورية قد
وجدت الأرضية الحقيقية بين صفوف شعبنا من الطلبة والمثقفين والعمال
والفلاحين والكسبة ، حيث أخذ عدد من الطلبة الذين كانوا يتلقون علومهم في
الجامعات العراقية وتحديداً من المحافظات بغداد ، نينوى ، سليمانية ، بصرة
، كركوك ، بنشر افكار الحركة – زوعا بين صفوف الطلبة وذلك في نهاية العقد
السابع وبداية العقد الثامن من القرن العشرين المنصرم ، بعدها بدأت افكار
الحركة تنتشر الى مناطق مختلفة ويتوسع التنظيم حتى غدا تنظيماً قوياً يعد
العدة لفتح أفاق جديدة للعمل القومي الوطني ، وخلق أنموذج الأنسان الجديد
الذي يتمحور برنامجه ونهجه الفكري حول محورين أساسيين هما :
1 – تعميق الإتجاهات والتيارات الفكرية التي يغلب عليها الطابع الإيجابي
في إطار سياسي وفكري واحد .
2 – بلورة الأنتماء القومي ووحدة المصير المشترك بالإضافة الى تنمية
الشعور والأحساس العميقين بوحدة أمتنا ووجودنا .
وعلى أثر ذلك جرت حملة الاعتقالات في صفوف اعضاء الحركة الديمقراطية
الأشورية ، فجاءت هذه الاعتقالات ومن ثم الاعدامات ( التي كانت اعترافاً
ضمنياً بقوة هذا التنظيم الجديد ) لتزيدهم صلابة وقوة في مواجهة النظام
العنصري الرجعي .
لقد تجسدت بداية النشاط الحزبي للحركة – زوعا في المساهمة الواسعة في
النشاطين الطلابي والشبابي ونشر فكره ونهجه بين صفوفهم وضم العناصر الجديدة
والمثقفة ، ومن ثم أتخاذه القرار الأستراتيجي في المساهمة الفعالة في
الكفاح المسلح ( الى جانب القوى الوطنية والكردستانية ) المعارضة للنظام
الدكتاتوري في ذلك الوقت . لأن الحركة ضمن منهجها الفكري تعتبر أن أي قضية
في العراق ومهما كانت هي قضية شعبنا وأمتنا ايضاً ، لذا انطلقت الحركة في
كافة نشاطاتها ومعالجاتها للمسائل والمشاكل والقضايا الوطنية بأعتبارها
مسائل ومشاكل وقضايا تخص شعبنا ، فكانت تحليلات الحركة وبياناتها التي تصدت
بها للحالات العامة تربط دائماً بين ما هو وطني وما هو قومي ، فلا تعارض أو
تباين بين الأثنين بل على العكس ، أن أي مشكلة وطنية لها تأثير وأنعكاس
كبيرين على مجمل القضايا القومية ، لذلك فأن الحركة الديمقراطية الأشورية
عندما تتصدى لتلك المسائل نجدها تربط بين الأثنين ( الوطني والقومي ) بشكل
ديالكتيكي ، وتضع الحلول والمعالجات بما يخدم مصالحنا القومية الى جانب
مصالحنا الوطنية ، ونقطة الانطلاق هي المصلحة القومية العليا .
ومن هنا يمكن تقسيم نشاطات الحركة – زوعا الى :
اولاً : موقف نشاط الحركة على الصعيد الداخلي .
عملت الحركة الديمقراطية الأشورية خلال العقود الثلاثة الماضية الى
معالجة المشاكل الداخلية كافة قومية كانت أو وطنية ، وشاركت الجماهير
الشعبية في مطاليبها من خلال التظاهرات والمسيرات والندوات ، وقد قادت
الحركة هذه الجماهير ضمن المنهج الجدلي العلمي في إطار الواقعية الإيجابية
المتصلة بالمواقف التي يمكن لنا أن نلخص اهمها :
1 – موقف الحركة من الطلبة والشباب .
2 – موقف الحركة من المرأة .
لقد اهتمت الحركة الديمقراطية الأشورية ومنذ نشأتها بالتنظيمات الطلابية
والشبابية والنسائية لكونهم العامل المحرك للبنية الأجتماعية والطبقة
المهيئة لقيادة النضال . لذا فأن الحركة في مسيرتها النضالية خلال العقود
الماضية ، واصلت في دعم ومتابعة قضايا الطلبة والشبيبة والمرأة ، وذلك من
خلال الدعم الفكري والمعنوي لتوجهات وبرامج هذه الشريحة المهمة في المجتمع
القادرة على تلبية الطموحات المستقبلية ورفد المسيرة القومية بالإبداع
والعطاء الجديدين متجاوزين السالفية والتقليدية برؤية جديدة تجمع بين
النضال والثقافة والأخلاق والأصالة والمعاصرة .
ومن هذا المنطلق ، ومن أجل نشر فكر الحركة – زوعا بين الجماهير ، عملت
الحركة على المساهمة في تشكيل :
أ – اتحاد الطلبة الكلدوأشوري ، وأصدار صحيفة " ميزلتا " لتتولى مهمة
الدفاع عن حقوق الطلبة ونشر الثقافة القومية والوطنية بين صفوفهم .
ب – اتحاد النساء الأشوري ، وذلك من أجل توحيد جهود المرأة الكلدانية
السريانية الأشورية وجمع شملها للدفاع عن حقوقها المشروعة والمساهمة
الفعالة في الحركة السياسية القومية ودعم توجهاتها في البناء التربوي
والثقافي والأجتماعي واصدار جريدة نهرنيتا.
ثانياً : موقف الحركة - زوعا من التحالفات الوطنية .
سعت الحركة الديمقراطية الأشورية منذ البداية الى المشاركة في قيام جبهة
وطنية تضم كافة الأحزاب والحركات الوطنية والقومية من أجل تحقيق تطلعات
الشعب العراقي في التغير العام وصولاً الى اللحظة التاريخية المتمثلة في
اسقاط النظام القائم في ذلك الوقت ، بأعتبار أن الحالة السياسية في العراق
كانت تتطلب العمل بين كافة الأطراف سواء كانت وطنية أو قومية أو دينية أو
ليبرالية ، وأنطلاقاً من هذه القراءة الفكرية وضعت الحركة الديمقراطية
الأشورية أستراتيجيتها السياسية القائمة على ضرورة تحالفها مع القوى
الوطنية والقومية العراقية ضمن أسس نضالية ، لأن الحركة أدركت ومنذ البداية
، أن سبب عدم نجاح انتفاضات ووثبات الشعب العراقي تعود الى :
أ – انشطار في الرؤية السياسية للهدف الأساسي لتلك التنظيمات والحركات .
ب – عدم تعاون حقيقي بين الأحزاب والمؤسسات السياسية المعادية للنظام
فيما بينها .
ج – عدم وجود ميثاق للعمل الوطني المشترك .
لذا نجد إن الحركة الديمقراطية الأشورية أخذت تثقف أعضاءها وتدعو
أصدقاءها على ضرورة واهمية المشاركة في إقامة الجبهة الوطنية العراقية
المعارضة للنظام الدكتاتوري في بغداد ، وجاءت اللحظة التي ارتكب فيها
النظام السابق عدوانه على دولة الكويت عام 1991 الذي كان له الأثر الكبير
في تفعيل وتوسيع التعاون بين الأحزاب الوطنية ( ومن ضمنها الحركة – زوعا )
وذلك ضمن مبدأ ونظرية الحركة الديمقراطية الأشورية الثورية التي تعتمد على
الربط بين النضالين الوطني والقومي . وقد كان للحركة – زوعا مشاركات عديدة
في التحالفات الوطنية ، ومنها تحالفات الأحزاب الوطنية العراقية في كردستان
العراق وفي لجنة العمل المشترك في دمشق والمؤتمر الوطني العام في بيروت
وغيرها من النشاطات .
في كل هذه المهمات النضالية كانت الحركة الديمقراطية الأشورية تمثل
شعبنا وأمتنا الكلدانية السريانية الأشورية وتضع نصوص حقوقنا القومية امام
جميع القوى العراقية من أجل أدراك لحقوقنا القومية المشروعة وأستيعاب
لفكرنا الوطني ضمن عراق ديمقراطي فيدرالي موحد .
ثالثاً : موقف الحركة – زوعا من قضايا النضال القومي .
الحركة الديمقراطية الأشورية ، حركة قومية من الناحيتين التنظيمية
والفكرية ، وقد أكدت من خلال ادبياتها منذ التأسيس عام 1979 م أن معركة
النضال من أجل نيل الحقوق القومية لشعبنا وأمتنا هي معركة ضرورية وحتمية ،
وهي معركة الكل من أجل الكل ، وهذه المعركة ليست مواد في ادبيات ونصوص في
القوانين بل هي معركة ونضال شاملين لجماهير شعبنا في كل مكان لتحرير
الأنسان الكلداني السرياني الأشوري من النواحي الفكرية والثقافية تحريراً
كاملاً ومطلقاً ، ومن ثم وضع الصيغ التي تهدف الى تحقيق طموحاتنا القومية
في نيل حقوقنا المشروعة ضمن الأسس العلمية والدستورية التي تقرها كافة
مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الأنسان .
ومن المناسب هنا أن نُشير الى أن المتابع للمشهد والخارطة السياسية
لشعبنا وأمتنا سوف يجد فيهما الكثير من المشاريع والطروحات المتعلقة
بقضايانا وحقوقنا القومية ، ويمكن لنا أن نحددها كما يلي :
1 – مشروع الإدارة المحلية ( حكم محلي ) .
2 – مشروع الحكم الذاتي / مرتبط بأقليم كردستان العراق .
3 – مشروع الحكم الذاتي / مرتبط بالحكومة الفيدرالية .
4 – مشروع أقليم أشور .
5 – مشروع ( الحقوق العامة ) .
وأستقراءً لمجمل هذه المشاريع والطروحات والافكار السائدة في مجتمعنا
الكلداني السرياني الأشوري يمكننا القول بأن قسم منها تتسم بالموضوعية
والطرح الواقعي الدستوري ، ومنها ما تتسم بالنيات الحسنة ، والقسم الأخر
والداعين لها يتسمون بالسمات التالية :
1 – عدم وجود المصداقية والصراحة والشفافية في طروحاتهم .
2 – عدم الاحترام لرأي الأكثرية من أبناء شعبنا .
3 – نشرهم لثقافة الغموض بالإضافة الى الثقافة الطوباوية التي تستند على
الوعود الفارغة والدعوة بأمتلاكهم الحقيقة .
4 – جري وراء أجندة خارجية .
5 – عدم وجود طريقة للتفكير ، بالإضافة الى المنهجية والتحليل .
6 – اتهام كل من اختلف معهم في الرأي والتحليل في مشاريعهم وطروحاتهم
المثالية ، بالضيق في الأفق القومي والذوبان في الوطنية .
وهكذا ، ومن خلال دراسة وتحليل هذه الطروحات من منظور موضوعي دقيق ، سوف
نلاحظ بأن قسم منها هي مشاريع أو طروحات بعيدة عن الواقعية وعن الشعور
بالمسؤولية لأنها ناتجة بالأساس عن القصور في الوعي باللحظة التاريخية
وحركته ، لذا نجد إن طروحاتهم ومشاريعهم هي مجرد افتراضات بعيدة عن الواقع
( السكاني ، الجغرافي ، الدستوري ) وإنها سوف تنتهي عاجلاً أم أجلاً ،
لأنهم قد وقفوا عند مواقع القوى المضادة لحركة المجتمع والتاريخ .
من هذا المنطلق ، وفي مواجهة هذه الصيغ التي تستهدف الى تشوية فكر وعقل
الفرد والمجتمع ، طرحت الحركة الديمقراطية الأشورية مشروع الادارة المحلية
(الحكم المحلي) في مؤتمر بغداد 2003 أنطلاقاً من فكر ونظرية الحركة – زوعا
وفلسفته " الخبرة المجردة " والتي تعني :
أ – فهم الواقعين الذاتي والموضوعي من أجل ولادة مرحلة تتسم بأنها أكثر
تطوراً من سابقتها .
ب – فهم التفاعلات والوجود الأجتماعي .
ج – فهم ما يجري من حولنا من عمليات متحركة مع رؤية وتتبع التناقضات
الكلية .
ومن هنا يتضح مما عرضناه لحد الأن ، ان فكر الحركة قد توصل في عملية
الأستقراء للعوامل الموضوعية والذاتية الى طريقة جديدة للتفكير والبحث
والتحليل ، تعتمد على طروحات ضمن الحلقات المتحركة تهدف للوصول الى
الأستراتيجية التي تتغير هي الأخرى بفعل العوامل المؤثرة وصولاً الى
الأستراتيجية الأبعد . وما طرح شعار ( عرق ديمقراطي حر .. والأقرار بالوجود
القومي الأشوري ) في عام 1979 م من قبل الحركة الديمقراطية الأشورية ، إلا
المرحلة الأولى في عملية بناء المراحل ، حيث هيأت ( المرحلة الأولى )
الأرضية الضرورية للأنتقال الى المرحلة الثانية والتي تجسدت في طرح مشروع
الادارة المحلية ( الذي هو مشروع في تحرك دائم ) ثم ننتقل الى المرحلة
الثالثة من التطور وحسب قانون الادارة المحلية الذي ( يحق لكل قضاء أو أكثر
أو منطقة ذي خصوصية ثقافية ، لغوية ، أو تاريخية ، تكوين ادارة محلية بناء
على طلب يستفتي عليه بأحدى الطريقتين :
أ – طلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس الأقضية أو النواحي التي
تروم الإندماج وتكوين الأدارة المحلية .
ب – طلب من عشر الناخبين المسجلين في كل قضاء أو ناحية أو منطقة تروم
تكوين الأدارة المحلية.
وأستمراراً لنظرية بناء المراحل ، وبعد تقوية أركان كل مرحلة من هذه
المراحل ، يحق لنا المطالبة بأستحداث محافظة من قضاءين ( تلكيف والحمدانية
بحدودهما الإدارية ) وصولأً الى المرحلة التي هي الأكثر تقدماً في سقف
المطالب في الحقوق القومية ، وهي تطبيق المادة ( 119 ) من الدستور العراقي
الذي ينص على ( يحق لكل محافظة أو أكثر تكوين اقليم بناءاً على طلب
بالأستفتاء عليه بأحدى طريقتين ( الطريقتان مذكورتان في أ - ب اعلاه ) .
وهكذا يتضح جلياً بأن حقوقنا القومية قد شرعت دستورياً بموجب المادة 125
من الدستور العراقي الذي ( يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية
والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان ، والكلدان والأشوريين ،
( مع تحفظنا على حرف الواو ) وسائر المكونات الأخرى ،
وينظم ذلك بقانون ) عليه فإن المرحلة تتطلب من جميع الأحزاب والمؤسسات
والمنظمات وكافة شرائح المجتمع العمل على تنشيط الفقرة " وينظم ذلك بقانون
" والتي تقع ضمن الخطوط الأولية من أيديولوجية الحركة – زوعا التي تقوم على
الأسس التالية :
الأساس الأول : ممارسة الشراكة الحقيقية في الوطن بغض النظر عن حجم هذا
المكون أو تلك ، وأحترام الإرادة الحرة والقرار السياسي المستقل لأبناء
شعبنا .
الأساس الثاني : إقامة في سهل نينوى إدارة ذاتية " محلية " سليمة بحدود
إدارية كاملة ، تشكل دليلاً وقاعدة للأنطلاق للمراحل القادمة ، وصولاً الى
الأستراتيجية البعيدة التي تتطابق وحقوقنا القومية المشروعة .
ومن كل ما سبق يبدو واضحاً ، أن الحركة الديمقراطية الأشورية بكونها
الحركة القومية الأكثر شمولية ، والأوضح ايديولوجية ، وتؤمن بالرأي والرأي
الأخر ( ضمن أراء شعبنا المستقلة ) هي ليست ضد أي طرح أو مشروع يخدم أبناء
شعبنا وأمتنا ، اذا توفرت فيه :
1 – المصداقية والشفافية والأستقلالية .
2 – الرؤية الأستراتيجية السليمة .
3 – الدستورية في الطرح أو في المشروع .
لأن الحركة – زوعا وضمن المنهج العلمي التي تعتمده في العلاقة بين
الواقعين المادي والمثالي ، لا تتعامل مطلقاً مع الوعود التي تثير فقط
الأحاسيس والعواطف وتقع في عالم الرومانسي الطوباوي البعيد عن العلمية
والمادية . لذا فإن الحركة الديمقراطية الأشورية تعارض هذا النوع من المنهج
والمنهجية ، لأن في فكر الحركة – زوعا اقتراب نحو دراسة المعطيات المادية
ومن ثم اتباع اسلوب البحث والدراسة .
الخاتمة :
اولاً : نشأت الحركة الديمقراطية الأشورية في ظروف قومية صعبة ، حيث
كانت النزعة الدينية المتمثلة بالتعصب المذهبي ، ونظرة التأييد والاولاء
للأخرين هي الفكرة السائدة عند أبناء شعبنا .
ثانياً : بالرغم من وجود تيارات فكرية وسياسية ( قومية ، اشتراكية ،
دينية ، لبرالية ) داخل مجتمعنا فإن أي منهم لم يكن قادراً على نيل ثقة
والتفاف الجماهير بأتجاه قانونية التطور السياسي للمجتمع الكلداني
السرياني الأشوري التي اكتشفه الحركة – زوعا وذلك من خلال الربط الجدلي بين
النضالين الوطني والقومي ، هذه المعادلة التي عبرت عن مدى فهم الحركة
لقوانين التطور العام ، بالإضافة الى المساهمة في الأنتشار السريع لفكر
الحركة الديمقراطية الأشورية بين جماهير شعبنا بشكل خاص وأحترام قوى وأحزاب
الشعب العراقي بكافة مكوناته وأطيافه بشكل عام .
ثالثاً : التزمت الحركة بالنهج النضالي الثوري ، رافضة بذلك الطرق
التقليدية التي لم تكن تقودنا إلا الى الانهيار والضياع .
رابعاً : بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت الحركة – زوعا بعد
نيسان 2003 م ، فلم تتوقف المسيرة النضالية للحركة في تعبئة الجماهير من
أجل إقامة النظام الديمقراطي الفيدرالي الموحد ، والمطالبة بالحقوق القومية
المشروعة لشعبنا وأمتنا ضمن المادة 125 من الدستور .
خامساً : إن الحركة الديمقراطية الأشورية لا تقف ( كما يروج لها ) بالضد
من الطروحات أو المشاريع أو البرامج التي تقدمها بعض من الأحزاب والمؤسسات
التابعة لشعبنا والتي تخدم قضيتنا من النواحي السياسية والثقافية
والأجتماعية ، بل هي بالضد من الطروحات والمشاريع والبرامج التي تأتي من
خارج البيت القومي ، وتحمل معها بالتأكيد نوايا وأجندة مخفية .
وفي هذا السياق لا بد من الأعتراف بأن الاحداث الأخيرة ( عملية التصويت
وإلغاء المادة 50 من قانون إنتخاب مجالس المحافظات والأقضية والنواحي
وعملية قتل وتهجير أبناء شعبنا في مدينة الموصل ) قد أثبتت بصواب رؤية
الحركة الديمقراطية الأشورية لمجمل الأحداث وفي مقدمتها المشاريع المطروحة
المتعلقة بحقوقنا القومية الوطنية ، لأن هذه الحقوق ( الإدارية ، السياسية
، الثقافية ، الأجتماعية ) ترتبط بشكل جدلي بتطور الديمقراطية في العراق ،
لأن الديموقراطية ظهرت وتطورت تاريخياً عبرعمليات طويلة ومتتالية ،
أبتداءاً من تعزيز حقوق الأنسان والى الفرض التدريجي للقواعد القانونية
وأنتهاءاً بالأمتيازات السياسية والدستورية . وما شعار " عراق ديمقراطي حر
.. ضمان لحقوقنا القومية " الذي حدده بشكل واضح المؤتمر الخامس للحركة
الديمقراطية الأشورية ( 28 – 30 حزيران 2007 ) كأستراتيجية للعمل السياسي
للمرحلة القادمة ، إلا تعزيزاً لفهم الحركة – زوعا للواقع ضمن دراسة وتحليل
معطيات كل مرحلة من مراحل التطور الديمقراطي في العرق والتي سيتحدد بموجبها
سقف المطالب لحقوقنا القومية الوطنية المشروعة .
|