لقاء
الخطوة الأولى
نبيل شـــــانو
تناقلت وسائل إعلام شعبنا لقاءاً ضم فصيلين مهمين من فصائل
شعبنا السياسية في خطوة رائدة نحو تنسيق المواقف ورصّ الصفوف ووحدة الكلمة
.. ونحن وإن لم نكن معهم بأجسادنا ، إلا إننا كنا معهم بعقولنا وقلوبنا ..
وقد جرى اللقاء بين قياديي الحركة الديمقراطية الآشورية و حزب الإتحاد
الديمقراطي الكلداني في مدينة أربيل يوم الثامن عشر من شهر تشرين أول ...
رد الفعل الأولي لهذا اللقاء وخصوصاً من قبل المهتمين بالشأن القومي هو
الترحيب بهذه الخطوة ألتي ستساهم في رفع أدران الماضي القريب وتقويم سوء
الفهم ألذي طغى على العلاقات بين أبناء الشعب الواحد نتيجة قصر النظرة
السياسية عند البعض للأحداث الجارية في البلد والتي جعلت من شعبنا وأبناءه
الأصلاء الوقود لمحرقة لسنا طرفاً بها ، بل ولم نخطط لسياساتها ولن نشارك
بالتأكيد في أهدافها المتحققة .. وبالعودة إلى ذلك اللقاء المهم وما جرى
خلاله من حوار الأحبة الأشقاء .. نتصور بأن اللقاء قد تم التباحث والتشاور
فيه بلغتنا الأم السريانية ... ونتصور بأن المواضيع المطروحة كانت ذات
اهتمام مشترك ، تدلل على عمق الشراكة في الوطن والتأريخ والعادات بصرف
النظر عن التسميات .. ونتصور بل ونتمنى إن الألسن قد أفصحت بما يعتمر
القلوب بعيداً عن التأثيرات الجانبية ألتي ترغب بدس السم في عسل التفاهم
والتقارب خدمة لأهداف لا ناقة لنا ولا جمل فيها ، كون إن مصلحتنا تكمن في
وحدة كلمتنا .. فتجربة السنوات القليلة الماضية ( ما بعد التغيير) تدلل على
إن غالبية مكونات الفسيفساء العراقي يحاول ومع الأسف حصر وحماية مكتسباته
ومصالحة الذاتية ما خلا شعبنا ، إذ اختلفت الآراء بين التبعية المطلقة
للوطن الجريح ، مع العلم بأن نتائج الانتخابات الماضية أثبتت بما لا يقبل
اللبس حالة المحاصصة الطائفية والقومية من قبل المكونات الكبيرة ، والعملية
السياسية الحالية برمتها قائمة على المحاصصة الطائفية المقيتة ، أو بين
محاولة الارتماء بأحضان الآخرين حماية لأهداف آنيّة ، أو ( وهنا الطامة
الكبرى) محاولة ترك كل ذلك وراء الظهور والهجرة من أرض الآباء والأجداد
والالتجاء إلى مجتمعات أخرى في محاولة للبدء من جديد وعلى أرض لا تربطنا
معها أي مشتركات ، وهذا يدخل في باب الهروب من الواقع المزري والمجهول ....
لما ذكرناه سابقاً نقول ومن باب التمنيات وأحلام اليقظة المشروعة إن ذلك
اللقاء يشكل الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل .. تلك الرحلة ألتي سنقصر
مسافتها بالتفاهم والاحترام المتبادل وجعل مصلحة شعبنا العريق راية توحدنا
لنسير خلفها جميعاً ، علنا نشهد عمّـــا قريب ( في حساب الزمن) لقاءاً يضم
كافة مكونات شعبنا من سياسيين ومثقفين ورجال دين وناشطين في المجال القومي
.. فالأوضاع في الوطن حالياً هي حالة استثنائية وقتية لا تلبث أن تزول ،
فلا بد بعد الظلمة أن تشرق شمس الحرية والديمقراطية الحقـّـــه .....
|