رساله مفتوحة... الى السيد رئيس البرلمان المحترم..
صوت الفقير هل يسمع؟
ذنون محمد
ان الفقر المدقع او الجوع ومهما أختلفت تسميته أو عناوينه المأساوية هو
كابوس يصيب بعض العوائل وفي أي مجتمع وهو من الامراض الخطيرة التي تشل
الانسان وتهدد كيان تلك العائلة وقد تحرفه عن المسار الصحيح وهذه من
الاشياء المتعارف عليها بل اكدها علماء الاجتماع في دراساتهم او بحوثهم
النظرية بعد ان طبقوها على ارض الواقع من خلال امثلة حية وشواهد ملموسة
خصوصا وأنهم ربطوا الفقر المدقع ربما بالجريمة ومخططاتها الاخرى فأساس أي
انحراف هو العوائل الفقيرة او تلك العوائل التي تمر بأزمات مختلفة من بطالة
او ما شابه ذلك من مشاكل أجتماعية.
فهناك الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تعيشها العائلة العراقية في
الوقت الحاضر ولكن ربما من أكثر هذه المشاكل تأثيرا على الواقع وعلى السلوك
الانحرافي لهذه العوائل هوغياب مفردات التموين فهذه المفردات تمثل شريان
الحياة لهذه العوائل بل ان هذه المفردات التي ربما بنظر البعض مفردات بسيطة
لا اهمية لها ولكنها لهذه العوائل تمثل الاساس لهم ولحياتهم.
ان من واجبكم الاساس بصفتكم ممثلي هذا الشعب ومن مكوناته الاجتماعية
المختلفة ان تراعوا العراقي وتحافظوا على كرامته الانسانية التي تعرضت الى
هزات قوية بسبب غياب هذه المفردات بل انقطاعها ربما بالكامل عن سلة التوزيع
فمن جراء هذا الانقطاع حدثت مشاكل كثيرة لايليق بمكان أن نذكرها ربما
لحساسية بعضها..
فنحن ننقل لكم معاناة شريحه مهمة من العوائل الكريمة التي أبت بقوة ان
تمد يدها للتسول وتجوب الطرقات وفضلت ان تحافظ على كرامتها بطرق اتصور انكم
لاترضونها لعوائل ربما بأصواتها وصل الكثير منكم الى مقاعد البرلمان وبات
يتسلم الملايين وألامتيازات الاخرى فنرجو ان لاتنسيه هذه الملايين صرخات
هذه العوائل فنقول لكم بحرقة واضحة.. أنتم في بداية الجلسات.. الا يجدر بكم
اولا النظر الى معاناة من اوصلكم الى مقاعد هذا المجلس المؤقر؟ الاتدرون ان
بعض الاصوات التي رجحت كفتكم عن الاخرين تعاني الامرين في الحصول على
مفردات البطاقه التموينيه التي لم يبق منها سوى مادة الطحين وبعض الرز
واحيانا رز يتحول مباشرة كعلف للحيوانات لرداءته الواضحة بل عفونته
الواضحة.
سيدي الرئيس نحن نعول عليكم كثيرا في تصحيح مفردات هذه البطاقة لأنقاذ
العوائل التي اصبحت تقتات رزقها من حاويات الاوساخ نعم من حاويات الاوساخ
وهي مشاهد يوميه بتنا نشاهدها وبأستمرار.عوائل عراقية كريمة بتنا نشاهدها
متجمعة حول هذه الحاويات لأصطياد قوت اولادها بعد ان حرمت من بطاقة التموين
التي لم يبق منها سوى بطاقة ورقية ملئت بالكثير من المفردات التي لايجد
المواطن شيئا منها.
استاذي العزيز ان هناك عوائل يزداد دخلها بالملايين ولكن في نفس الوقت
هناك عوائل لاتستلم الا الفتات من تلك الملايين فمن واجبنا الاساس المحافظة
على هذه العوائل والنظر اليها بعين المسؤوليه فألواجب الانساني والديني
يدعونا الى ذلك دون تفريق بين مكون واخر.
في السابق كثر الحديث عن غياب البطاقة التموينية ومشاكلها بل ان العائلة
العراقية عوضت عن ذلك النقص بمبلغ من المال.. ولكن بعد ان تم ابعاد اصحاب
الملايين عن هذه المفردات لم نعد نسمع من يطالب بألتعويض او الحديث عن نقص
المفردات فنقول لكم هل ان صوت الفقير لايسمع؟
فألبعض بات يسأل نفسه لو ان راتب الوزير او أي مسؤول كبير في الدولة
العراقية بضعة اوراق خضراء فقط هل يستمر في وظيفته او يتهافت الى كسب
الاصوات التي توصله الى كرسي المسؤولية انه سؤال برىء بحاجة الى اجابة
شافية.. سيدي الرئيس من خلال جولاتكم وتصريحاتكم والملفات الساخنة التي
تودون مناقشتها وانتم في بداية دورة البرلمان استبشرنا خيرا بها نتمنى ان
نرى ذلك على ارض الواقع وانتم اهل لها وفي الختام نرجو ان تستمعوا الى صوت
الفقير والى أنينه الخافت.
|