معركة العلم والعمل

 

 

                                                       جورج يونان البازي

              أن التضحية وحب المعرفة والتفاني في أداء الواجب لا يجد المرء عليها إجراء في سوق الحياة ولكن حسب المرء أن مكافآته تكمن في هذا الرضا الروحي والفكري الذي يشعر بيه في مملكته الخاصة حيث يتردد صدى الطمأنينة ويرتفع علم الصمت والحب والعطاء ولا شيء غير ذلك..

أن ما نلاحظه جميعا في هذه الأيام هو ضيق الوقت إلى حد إننا بدأنا نتصور أن الزمن بدأ يضن علينا بنفسه.

فلم تعد تعطي لنا ساعات النهار كما كانت تعطي من قبل.ففي كل دقيقة وفي كل لحظة من اليوم ومن كل يوم نجد أنفسنا في زحمة الكفاح والعمل,وها نحن نشكو لبعضنا الوقت.. ضيق الوقت دائما ولو كان يمنح من احد لاستجديناه؛

أن هذه الظاهر نعمة جديرة أن يغبط عليها الشاكون لأنهم ينبضون بالمطامح والأحلام النبيلة رغم مشاغلهم الخاصة فهم يتصدون لها بسلاح العمل..العمل الذي يعني على الحياة,وفيه يجد البشر خصلاتهم .. فهو وحده يؤكد لنا أن المستقبل سوف يأتي بالتأكيد مهما بدا مغللا بالضباب في عيوننا..وما علينا إلا أن نحمل فيها عميقا لرسالة الإنسان وهدفه.

حقا أن الزمن يمضي برقا,وما علينا إلا أن نستمتع قدر ما نستطيع بالهوايات التي تشعرنا بقيمتنا وقيمة الحياة  الحلوة التي لا تشتري بالمال..

لنعمل بصمت ونقدم ما يحلو لنجني ما يحلو في موسم القطاف.. وعلينا ألا ننسى تقديم الخير مكافأة لمن يستحق ولمن لا يستحق,فالأشجار النبيلة ترمي بالحجارة ولكنها تبقى صامدة  وتلقي بالثمر لمن هم دونها,وهذه حكمة جعلت لنستمد منها العزاء...

أن ظروف شاقة تطوق المرء أحيانا بجدران كثيفة لتجعل العالم سجنا حوله,وما أكثر ما تفعل ذلك فهل نستسلم لها ان كنا ضحاياها؟...ان ضربة محكمه من التصميم ستقوض تلك الجدران وتسوي أنقاضها بالأرض,وتلك الضربة المحكمة لن نستطيعها إلا إذا كنا مسلحين بسلاح المعرفة ونقاء الضمير وحب الغير وتقديس الكتاب بعيدين بأرواحنا عن كل واحدة لا تجد متعة القراءة, بعيدين عن الضحالة التي تضر صاحبها وتضر غيره من الناس...

أن الحياة تفقدنا أناسا يعشقون العمل و القراءة والإنتاج والتضحية لتكون مصدرا للإشعاع الفكري الذي يمدها بالخصب والازدهار,ونحن بحاجة التنوع من حدة الفكر والصبر على المعركة , معركة يخوضها الإنسان ليتعلم كل ما يحبه يتذوقه إذ سيشعر بالرضا ليس له حدود حين ينفرد بنفسه ويتحدث إليها بعد المعركة ,. فهي عالم مديد الأفاق,  نير فيه نجد سعادتنا, فلتعلموا ذلك أيها الطلاب الأعزاء..

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links