نهــــر الــــــــــدم ...!!

                                                                                                                           نبيل شانو

                      يزخر بلدنا كحال بقية الشعوب التي كان لها تأثير بالحضارة العالمية ، بالكثير من القصص الخيالية الهادفة ، يراد من خلالها إشاعة فكرة أو حقيقة معينة ، ومعظم هذه القصص أو الروايات تكون مجهولة المصدر والأبطال .. ومن هذه القصص قصة سمعتها منذ زمن بعيد ملخصها ... إن قبيلة كبيرة كانت تعيش في جزيرة العرب ( السعودية حاليا) والمعروف حينها إن القبائل كانت تعتمد بشكل أساس على المياه الجارية وغيرها من الآبار والعيون، والتي توفر الكلأ والمرعى لأغنامهم وحيواناتهم الأخرى ، وبعد فترة معينة وعندما تبدأ المياه بالنضوب ، فأن القبيلة تبدأ بالبحث عن مكان آخر لتعيش فيه ، وكان من المعتاد حينها أن تقوم القبيلة باٍستشارة المنجمين ( فتاح فال ) عن أفضل الأمكنة المتوقعة لديهم تجنبا لإضاعة الوقت .. نعود للقبيلة التي نحن بصددها فقبل أن يجف الماء لديها توجه شيوخها الى أحد المنجمين لأخذ النصيحة ، فأخبرهم بعد أن رمى مجموعة من الحصى على بساط صغير من الرمل ... إن هناك أرض تقع الى الشمال ( يقصد بها بلاد ما بين النهرين) ، والله قد وضع فيها من كل خيرات الدنيا ، والأهم من هذا كله وجود نهرين عظيمين يجريان فيها منذ الأزل ... ولكن هناك مشكلة واحدة في هذه الأرض وهي أنه ما دام هذان النهران يجريان فيها فهناك نهر ثالث يجري معهما وهو نهر الدم ....!! . قصة حزينة ولكنها معبرة ، وهناك الكثير من الحقيقة فيها ... فهذا البلد ومنذ أقدم العصور لم يشهد حالة اٍستقرار واحدة ، إلا في فترات قليلة ، تأتى ذلك من عامل مهم .. فعندما تكون الدول والإمبراطوريات على هذه الأرض قوية اٍقتصاديا وعسكريا فإنها تقوم بغزو الدول المجاورة ، والعكس أيضا صحيح ... فعندما تكون الدول المجاورة أقوى فإنها تقوم بغزو هذه البلاد ... ومع الأسف فاٍن هذا الأمر لا زال مستمرا الى يومنا .

            يبقى السؤال : ماذا يحمل المستقبل لهذا البلد الجريح ..؟ وهل يستمر نهر الدم بالجريان ..؟ قد نراهن على تغير الزمن والقوانين التي تحكم ما بين الشعوب والدول لتغيير ذلك الواقع ، ربما هي أمنية لكنها مشروعة  ، ولن تتحقق إلا بتكاتف وتظافر جهود كل من ينتمي الى هذا البلد العظيم ... فهذه الأرض هي أرض الذهبين ... الذهب الأسود في باطنها ، والذهب الأخضر يغطي سطحها ، مضافا إليها العقول الجبارة لأهلها  ...... فهل سيجف نهــــر الــــدم .....؟!!