الميلاد صورة للقيامة المجيدة
نبيل ياقو خنانو
سنوات
تمضي من عمرنا نتوقف خلالها في محطات لالتقاط البعض من الصور ليست لهاعلاقة
باجهزة التقاط الصور الرقمية، انما هي شهقات التامل في الاعوام التي طواها
الزمن ورتبها بكل هدوء ووضعها على رف حياتنا طويلة كانت ام قصيرة.. فهي بيد
الله.
اصدقاء واحبة دقوا باب حياتنا وفتحت لهم قلوبنا، تحاورنا معهم عبر
الكلام الجميل واحيانا تصادمنا واياهم واختلفنا معهم، واخرون توددنا اليهم
وتناغمنا مع ارائهم.. بعضهم رحل الى حيث الله في ملكوته ينتظر محبيه ،
واخرون سافروا وهجروا الوطن نسال عنهم من خلال الهاتف النقال او نتحادث
اليهم من خلال الشبكة العنكبويتة التي امست بديلا رائعا للرسائل التي كانت
ترتجف اصابعنا ونحن نفتح بلهفة مظروفا اتيا من بلاد بعيدة.. تخبرنا عن
احوال حبيب مهاجر.
تذوقنا في السنة الماضية الم الفراق، وتلمسنا فرح اللقاء والنجاح،
وراينا أما تبارك ابنها بمولده البكر، وواسينا فيها عائلة ناحت على
فقيدها.. في مثل تلك اللحظات تتوقف عجلات الزمن.. وتندثر كل الاوهام عند
بلوغنا نهاية العام..
هناك تُقد شعلة الميلاد حيث الطفل تلفحه نيران مشتعلة تدفئه وهو بين امه
وابيه.. تتلامس تلك اللحظات مع الروح لتلهب في قلبنا نار المحبة التي تنتقل
كل عام وتنهض فينا حركة نحو السماء..
عيننا تنظر، وقلبنا يرجو رجاءا جديدا واملا بيوم اخر افضل مما كان، وسنة
اخرى فيها السعادة تتجدد، والخير يتوسع..
ننظر الى السماء الصافية الزرقاء.. ونسال الله القدير ان يمنحنا الصحة
والعمر الطويل ..
تلك الافكار الملائكية امام ولادة يسوع، توصلنا الى هذا الاله الحب الذي
لبس انسانيتنا وتجسد ليقترب من افق روحنا، وجسدنا ، وبشريتنا ..
اعطانا مسيحا سينقذ بشريتنا بتانسه ليعلمنا ان في الميلاد طريقا نحو
القيامة الحقيقية التي تتجلى في عيوننا، ليجدد في كل عام انبعاثا وضوءا
عظيم النور تحيط بها هالات من قدس اقداس الانسان ليشعل قلبه نارا جديدة
تمسحها انامل قيامته لتقودنا في الايام المقبلة نحو الاخر الذي يشبهنا بكل
شيء الا اننا لا نفهمه كما هو عليه ... ولا يفهمنا كما نحن عليه..
ولدت يسوعنا لتبدا مسيرة تقودنا فيها نحو قيامة ارواحنا..
شكرا لك لانك اعطيت انسانيتنا روحا الهية ونحن لا نستحقها انما انت
وهبتها لنا من قلب محبتك..
طوبى لكل من يبشر باسمك.. وينشر تعليمك.. ويضحي من اجل كلمتك.. ويكون
نورا لمن هو في الظلام..
حقا ان ايماننا بك يقودنا الى المعرفة بان يوم ميلادك ما
هو الا بداية طريقنا نحو القيامة معك...
|