القاص
العراقي بيات مرعي
(قرين
الوقت) قصة ممسرحة تفلسف الواقع الحالي وتؤشر أزماته

الموصل /سامر الياس سعيد
حظي القاص بيات مرعي مؤخرا بالجائزة
التقديرية اثر فوز قصته (قرين الوقت ) بالمسابقة التي نظمها الاتحاد
العام للأدباء والكتاب في العراق من بين 84 مشاركة كانت ذات طابع عربي
فبينها كانت هنالك مشاركات من البحرين والسعودية وتونس ومرعي يعد ضمن
الكتاب الموصليين الذين عرفوا بمحاولاتهم في إضفاء بصمة جديدة على واقع
القصة القصيرة بتحويلها الى قصص ممسرحة تواكب شيئا من التغيير الذي يحاكي
العاملين في مجال المسرح ويجعلهم يخطون خطوات واثقة من اجل إعادة نبض
الحياة الى خشبة المسرح المبتلية بشلل وقتي .. عن قرين الوقت والقصص
الممسرحة كان هذا اللقاء الذي تمخض عن حصيلة دونكم إياها :
*ما الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال قصة (قرين
الوقت )؟
-القصة
تندرج ضمن إطار القصص الممسرحة التي كانت نواتها الاولى مطلع تسعينات
القرن المنصرم وبالتحديد مع تجربتي الاولى ضمن هذا الإطار والمعنونة ب
(الخيول الجرفونية ) والقصة الأخيرة تعد تأكيدا على عامل جد مهم يتلخص في
وضع مشهد بصري امام قاريء متابع في مزاوجة للمشهدين وفق آلية مزدوجة
تستدعي القراءة والمشاهدة في ان واحد.
* اذن فلسفة قرين الوقت تعتمد أزمات الانسان المعاصر
؟
- بالطبع
فالفكرة تعتمد نوع من الصراع الذي يتولد مع نظرة الانسان تجاه ازمنة
مختلفة مع الأخذ بنظر الاعتبار ان تلك الأزمنة لايمكن لها ان تلتقي في
نقطة او مركز واحد بل تبقى مضطربة وتلقى بهذا التأثير في نهاية المطاف
على نفسية الانسان .
*والفكرة الأساسية التي تحاول تاطيرها ضمن مشهد
القصة الأساسي ؟
- الفكرة
تعتمد بالأساس على رجل كان في زمانه يعمل مصلحا للساعات الأثرية والنفيسة
لكن تأثيرات الزمن أقعدته عن العمل وشلته عن ممارسة مهنته الأثيرة فبقي
محددا داخل قوقعته محاطا بساعات مختلفة لها كل واحدة رمزيتها بالنسبة اليه
وكلما حاول ان يضبط احداها يرى ان عقارب تلك الساعة تعكس ما يرمي اليه ذلك
الرجل كما انني في رمزية مقاربة حددت سكن هذا الرجل بالقرب من سكة حديد
لأركز كل طاقة القاريء في البحث عن سببية لان يكون الزمن مرادفا للاستهلاك
الذي يعاني منه الانسان .
*كل هذه الصور والرمزيات التي تحاول إضفائها الا
تستدعي قارئا مختلفا ؟
-من طبيعتي
ان لا اقترب من قاريء يتمتع بتقليدية ما يطالع بل أسعى للدنو من قاريء
بصري فاهييء له المشهد بصريا لكي يقترب من الإيقاع المسرحي الذي يتطلبه
الدور ..
* وهل تعتقد رسالة الساعاتي بطل قصة قرين الوقت يضع
أصبعه على جرح المسرح العراقي ؟
-برأيي ان
العمل يعتمد الجمالية فالظروف الراهنة أقعدت اغلب المسرحيين عن محاولاتهم
الحثيثة في دحرجة حجر الإبداع المسرحي نحو الأمام لذلك وجدت في تلك القصص
متنفسا بل مخرج اخر يتيح لطموحي المسرحي ان ينمو وسط غابة من الأشجار
اليابسة ..
*وهل هناك محاولات لسبر أغوار أدبية وتوظيفها مسرحيا
على غرار تجربة القصص الممسرحة ؟
- أعكف
حاليا على وضع لمسات توظيفية لإدخال الراوية في ميدان المسرح حيث اعمل
على توظيف أدوات المسرح وتطويعها في رواية ممسرحة ولدي في ذلك اضاءات
استشهد بها صموئيل بيكيت في اللامعقول لكن تجربة بيكيت كانت على نحو ورشة
مصغرة غير انني أسعى مع ذلك الى الاستزادة بتوسيع الفضاء الى أفق أوسع
..
*وهل تعزو مسرحتك للقصة والراوية نتيجة حتمية لتجربة
حداثوية ؟
- بل انا
اعزوها الى نتيجة ما أفرزته الحروب من رؤية مغايرة للأشياء مع منحها
ديمومة مختلفة عن كل ما عايشناه .
*لاتخضع قصصك الى التحدد بزمانية ومكانية معينتين فما
السر في ذلك ؟
-هذا يتأتى
من خلال التحدد بان العمل الأدبي له مفهوم أنساني واسع فإذا حددت عملي في
أطار محلي فانه يتحدد بمكانية معينة لكنني أريد له ان يحلق ببساط ريح
ليخترق المكانية المحددة نحو التبلور والتجسد على خشبات عالمية تتطبق وتسقط
واقع تلك القصص على مقاسها وضمن رؤيتها المحددة .
*وماهي فلسفتك تجاه أدب المسابقات كونك حزت جوائز
تقديرية على أعمالك التي شاركت في تلك المسابقات ؟
-لاتخضع
تلك الغاية الى فلسفة بقدر ما انني ارمي من خلال المشاركة الى البحث عن
تقييم يعيد لي صور النقد والتفاعل إزاء ما أريد إيصاله الى القاريء
والمتابع مع انني أرى ان اغلب أعمالي تجد قبولا استثنائيا من المشتغلين في
الأوساط المسرحية على وجه الخصوص ..
*وهل أنت مع رغبة المخرجين في إضافات واستحداثات
تخدم نصك وتتيح له رؤية أوسع ؟
-في هذا
المجال لااجد غضاضة في الاستزادة من خبرة المخرج المسرحي ،دعني أمنحك
نموذجا من التعامل الايجابي الذي جمعني في عملين مسرحيين مع المخرج الراحل
فريد عبد اللطيف وتمخضا عن إخراج مسرحيتي (خيط من التراب )و(الضباب يقظ )واللتان
نالتا إشادات من قبل المتابعين ..
|