المدرب
الاشوري العراقي المخضرم في عالم الكرة الصفراء
يوخنا كوركيس بنيــامين
احلى اللحظات عندما يزف خبر وقف النزيف
الدموي في وطني

اجرى الحوار - هرمز موشي
كانت
كرة القدم الشغل الشاغل ومازالت في عالمنا هذا ولكن في الفترة الاخيرة
اصبحت الكرة الصفراء ( التنس الارضي ) تضاهي كرة القدم منذ زمن ليس بالبعيد
وفي بعض الاحيان في هذا العالم الجميل الخصوم يتحولون الى مسرحية فكاهية
وذلك بسبب ذكاءها وحرفتها . ولاهمية الرياضة في حياة الشعوب والدور الذي
تلعبه من خلال تقوية العلاقات بين الشبيبة بدرجة خاصة بحيث تدفع الدول
والمنظمات والمؤسسات للاهتمام الجدي بصقل وتطور القابليات الرياضية
واستقطاب افضل المدربين والمختصين في عالم التدريب ومن منا لايعرف مدربي
شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الاكفاء في كرة القدم وفي مقدمتهم شيخ
المدربين العراقيين عمو بابـــا صاحب اغلى انجازات على جميع الاصعدة
المحلية والعربية والقارية من بين المدربين العراقيين والعرب والاسيويين
ومن بعده قافلة اخرى من المدربين من ابناء شعبنا امثال سعدي توما وايوب
عوديشو وفكرت توما وشدراك يوسف وغيرهم واستطاع هؤلاء الابطال ان يمثلا
وطننا العراق وامتنا في السوح الرياضية خير تمثيل وتحقيق الانجازات العظيمة
للنادي الاثوري في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ويثبتا انه متى كانت
الظروف سانحة فأن ابداعات ابناء شعبنا تظهر بأبهى صورها في مختلف المجالات
ومن الرياضة التي سجل على صفحاتها العديد من ابناء شعبنا مأثر رياضية
لاتمحى من الذاكرة وبعد كل هذه المقدمة عن هؤلاء الابطال ندخل في عالم اخر
من الرياضة لايقل شأن عن كرة القدم انه عالم الكرة الصفراء ولقاء مع مدرب
قديــر أخــر من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري نستطيع ان نطلق
علية لقب ( عندليب التدريب ) في عالم الكرة الصفراء , لم يتجاوز عمره
التدريبي فترة طويلة لكنه استطاع ان يشق طريقه بثبات ويمشي خطوات صحيحة نحو
بناء قاعدة جيدة من اللاعبين واللاعبات .. انه الاستاذ يوخنا كوركيس
بنيامين مدرب وطني متدرج من الناشئين والشباب والوطني للرجال والنساء
واستقر به الوضع في الوقت الحاضر بتدريب المنتخب الوطني للناشئين تحت ( 16
) سنة جال وصال في الملاعب المحلية والعربية والدولية لاعبا ومدربا وحبه
للوطن حال دون تركه والاحتراف في الخارج .. اسم غني عن التعريف والكلمات
لاتكفي لمدحه ولايحب ذلك وللتعريف عنه اكثر التقيناه اثناء تواجده بين اهله
في محافظة دهوك وبالذات في ساحة التدريب في نادي دهوك الرياضي وهو يقوم
بتدريب ابناءه الصغار وسمح لنا بهذا اللقاء مشــــكورا .
رابي يوخنا نرحب بكم اجمل ترحيب في محافظتكم دهوك ولنبدأ معك من البداية ؟
بكل سرور !
في
البداية ماذا نقرأ في البطاقة الشخصية لرابي يوخنا ؟
.... الاسم يوخنا
كوركيس بنيامين .. تولد 1958 دهوك .. السكن بغداد .. المهنة مدرب المنتخب
الوطني العراقي للناشئين للتنس الارضي .. متزوج ولي طفلين ( يـــاني ) ثمان
سنوات و ( جورج ) ست سنوات وهم لاعبون براعم في اللعبة .
كيف دخلتم عالم الكرة الصفراء هذا العالم الجميل ؟
... مارست لعبة التنس
الارضي من عام 1975 كلاعب ناشىء في نادي الصيد العراقي للتنس الارضي لغاية
عام 1977 وبعد ذلك تدرجت متسلسلا الى فئـة الشباب اي في عام 1978 كلاعب في
المنتخب الوطني للشباب لغاية 1979 ومن ثم في المنتخب الوطني العراقي لغاية
1987 وبعدها قررت اعتزال اللعب والتحول الى عالم اخر ألا وهو عالم التدريب
وتم تعييني مدرب المنتخب الوطني للناشئين لمدة عام وبعدها استلمت منتخب
الشباب لغاية 1992 وفي عام 97 / 98 استلمت المنتخب الوطني الاول لغاية 2001
ومن بعده المنتخب الوطني للنساء لغاية 2004 وفي ذلك العام أنشأنا مدرسة
تدريب للصغار في بغداد ولحد الان مستمر مع المنتخب الوطني للناشئين .
رابي يوخنا .. ماهي اهم المشاركات والانجازات التي حققتها طيلة استمرارك مع
الكرة الصفراء كلاعب ومدرب ؟
... المركز الاول في
زوجي الرجال في البطولة العربية المدرسية في بنغازي في ليبيا والمركز
الثالث للشباب في بطولة العرب عام 1978 بغداد وفي عام 1979 شاركنا في بطولة
اســـيا للمتقدمين في التنس الارضي في بانكوك تايلند وكانت النتائج ايجابية
نوعا ما مقارنة بالفرق المشاركة وبعدها في البطولة العربية في مقديشو في
الصومال وحصولي مع زميلي علي محمود في الزوجي على المركز الاول وبعدها في
عام 1980 تغيرت الظروف في الوطن وتوقفت النشاطات لغاية عام 1984 حيث شاركنا
في بطولة الجزائر الدولية بصفتي مدرب لمنتخب الناشئين واستمريت في التدريب
المنتخب لغاية عام 1988 وكذلك شاركنا في البطولة العربية في الاردن عام
1999 كمدرب للمنتخب الوطني وحصلنا على المركز الخامس وشاركنا في بطولة كأس
ديفز في سلطنة ( بروناي ) وحصلنا على المركز الثالث كمنتخب وطني للرجال وفي
عام 2002 وبعد استلامي منتخب النساء شاركنا في بطولة feetcup في اوساكا
باليابان وحاليا انا مع المنتخب الوطني للناشئين .
ماهي طموحاتك في المستقبل ؟
... طموحاتي لاتختلف
عن طموحات ابناء شعبي ووطني وهو ان ترتقي لعبة التنس الارضي في بلدنا الى
اعلى المستويات وان تحصل منتخباتنا الوطنية على النتائج الجيدة في المستقبل
وتكثير من المنشأت الرياضية بهذه اللعبة وبمواصفات دولية , اما على المستوى
الشخصي كمدرب اتمنى ان احظى بمستلزمات التدريب المتقدمة واقامة معسكرات
تدريبية في دول متقدمة في هذه اللعبة وانشاء مدارس خاصة بها والتي ستساعدني
في تحقيق طموحاتي في بناء منتخب وطني عراقي قوي للبطولات الدولية بالشكل
الذي يليق بمكانة وتاريخ وطننا الحبيب وعلى الصعيد القومي اتمنى لفرقنا
الكلدواشورية في الوطن مزيدا من التقدم والازدهار في كافة الالعاب وان نمثل
العراق خير تمثيل .
انت كمدرب قديــر وتجولت في العديد من الدول العربية والاجنبية .. الم تصلك
عقود احتراف من هذه الدول ؟
... جاءتني عدة عقود
احتراف من دول مجاورة مثل الاردن ومن الخليج في قطر ولكنني تفضلت التدريب
في الوطن لكوني لااستطيع ترك الوطن بسبب الغربة وهناك الكثير من اللاعبين
اشرفت على تدريبهم هم مدربون في دول مجاورة ودول الخليج واخرون في اوربا
بسبب هجرتهم الى هذه الدول ويعملون كمدربين .
في ظل الظروف الحالية التي يمر بها وطننا الحبيب وانتم تعيشون هذه الظروف
..كيف تقومون بالتدريب حاليا؟
... الظرف الامني
المتدهور يصعب في تنقل اللاعبين واللاعبات من والى المركز التدريبي وكذلك
اهالي اللاعبين يمنعون اولادهم وبناتهم من التدريب خوفا عليهم من هذا الوضع
ومع ذلك نقوم بالتدريب بالممكن .
بأعتبارك
مدرب مخضرم .. بماذا تنصح جيل الشباب من المدربين ؟
... الاعتناء بالصغار
والتدريب الصحيح وفق اسس علمية متطورة والابتعاد عن الغرور والالتزام
بالتدريب والاحترام المتبادل بين المدرب واللاعب والوفاء للبلد الذي رباهم
بكل اخلاص .
كيف تقيم اداء منتخباتنا الوطنية في البطولات الاقليمية والدولية ؟
... التقييم عادة ما
يخضع لعوامل عديدة فأذا نظرنا الى الجانب الرياضي والانجازي المجرد فقد كان
مستوى الفريق العراقي في هذه اللعبة متوسطا او ادنى من المتوسط قياسا الى
الفرق التي نشارك معها في البطولات الخارجية حيث يحتاج الى خبرة الملاعب
العالمية نظرا لان جميع اللاعبين واللاعبات المنتخب لم يسبق وان لعبوا امام
لاعبوا المنتخبات العالمية فضلا على ان الجميع يمثل العراق في المحافل
الدولية ولاننسى على ان المنتخب الوطني العراقي لم يشارك في بطولات ذات
مستوى عالي , اما من ناحية الاختيار فأظن ان الاعتماد على اللاعبون الشباب
يعطي المجال لهم في المستقبل بتقديم المزيد واكتساب الخبرة وبالتالي تمثيل
القطر مستقبلا بشكل افضل .
بأعتبارك مدرب وطني للكرة الصفراء .. كيف نستطيع ان نرفع مستوى اللعبة في
القطر ؟
... ان رفع مستوى لعبة
التنس الارضي ليس رهن بجهة دون اخرى وانما تكاتف الجهود كفيل بهذا الانجاز
وتلك الجهود تبدأ من تشجيع الاهل ودعم المجتمع وصولا الى العمل الصحيح
والسليم في المدارس الرياضية الخاصة باللعبة ومن ثم يأتي دور المؤسسات
الرياضية المدعومة بشكل جدي من قبل الدولة في توفير مستلزمات الانجاز
الرياضي ولان الرياضة هي جزء حي وجميل في الحياة لذا فأن أي تقدم في
المجتمع يجب ان يصاحبه تطور الرجل والمرأة .
من كان له الفضل في دخولك عالم الكرة الصفراء ؟
... الفضل والتوجيه
والمتابعة يعود الى استاذي المرحوم المدرب الدولي حسين كاظم بالدرجة الاولى
وكذلك ناديا الصيد والرشيد كان لهما الفضل في صقل موهبتي ولاأنسى ايضا
تشجيع الاهل لي في ممارسة الرياضة الى ماوصلت اليه الان والحمدلله على كل
شيء .
استاذي العزيز رابي يوخنا ماهو اجمل شيء بالنسبة لك في الحياة وماهي كلمتك
الاخيرة ؟
... لايوجد في الحياة
مايشعر به الانسان اجمل من الحب والنجاح , الحب هنا لايقصد به حب الرجل
لفتاة وانما حب الانسان لانسان حب الحياة وحب العمل الذي نقوم به والنجاح
في كل الميادين وفي الجانب الرياضي اجمل لحظاتي هي عندما احقق لوطني ولشعبي
بطولة مع ابنائي وبناتي اللاعبين واللاعبات لاني اشعر انني اوفيت جزءا من
دين المجتمع عليه وساهمت في وضع لبنة جديدة في تاريخ بلدي وشعبي وستذكرني
الاجيال القامة في المستقبل وستكون احلى اللحظات عندما يزف خبر وقف النـزيف
في وطني الحبيب ( بيث نهرين ) بلد الحضارات والذي طال جميع الناس بدون
استثناء واثر في حياتنا جميعا وفي النهاية لكم مني جزيل الشكر على هذا
اللقاء الشيق. |