القحطانية تحتفل بالقديس مار افرام السرياني

 القحطانية- دافيد شارو

                يا أخوتي لا تدفنوني بقبرٍ مزيّن , فإنني قبرٌ مليءٌ بالذنوب والخطايا . اقبروني بين الغرباء ، حيث يقبر المساكين ولما يأتي ابن الله يدعوني ويبعثني من رمسي ويشملني بحنانه ومراحمه . أنا افرام الراحل ، وهاأنا أكتب وصيتي شهادة للتلاميذ من بعدي ، كونوا مواظبين على الصلاة نهاراً وليلاً ، فإن الفلاح الذي يحرث ويثني تصبح غلاته جيدة , لا تكونوا كسالى فتنبت في حقولكم الأشواك ، بل اعكفوا على الصلاة لأن من يتوق إليها كثيراً يستفيد منها في العالمين . بهذه الكلمات الجميلة ذات المعاني السامية أنهى القديس والملفان مار افرام السرياني رحلة حياته المليئة بالعمل والعطاء والمحبة ، ورحل ليترك لنا إرثاً إنسانيا غالياً وكنزاً ثميناً لا يقدر بثمن , هذا الإرث الذي سيبقى حياً ما دام على هذه الأرض حياة . 

يوم الأحد الموافق 22-3-2009م  وتحت رعاية المجلس الملي بالقحطانية وبحضور الأب الفاضل القس ميخائيل يعقوب كاهن كنيسة مار اسيا الحكيم في الدرباسية وأهالي بلدة القحطانية والقامشلي أقام مركز التربية الدينية  المهرجان العاشر للقديس مار افرام السرياني . شمس السريان وكنّارة الروح القدس وملفان الكنيسة الجامعة وكان عريف الحفل السيد رائد لحدو حيث رحب بالحضور وتحدث بموجز، قصير عن القديس والملفان مار افرام السرياني . بعدها كان نشيد المهرجان حيث قدمته فرقة قنشرين التابعة لمركز التربية الدينية من خلال شاشة السلايت . ثم ألقى الأستاذ سنحاريب حنو رئيس مركز التربية الدينية  محاضرة قيمة تحدث فيها عن مار افرام الشاعر وركّّز في مقالته على نبوغ هذا القديس في الشعر الذي ألف الكثير من الأشعار والتراتيل والابتهالات حيث فاقت مؤلفاته 12 ألف قصيدة و3 مليون بيت من الشعر وركز المحاضر على الجانب الأدبي والفكري لقديسينا , وقال انه يجب أن نهتم أكثر في إظهار عبقرية  اللذين أفنوا حياتهم في خدمة الأدب والفكر ليس فقط الاهتمام بالجانب الديني لهؤلاء العظام .  ثم كانت الفقرة التالية مع الغناء حيث قدمت فرقة قنشرين أيضاً من خلال السلايت بعض الأغاني الجميلة التي أطربت الحضور بعدها قدم السادة ملكي حبصون وملكي حيدو وحنا بهنان كلاً على حدا بعض القصائد الجميلة التي تحدثت عن مار افرام وبعضها الآخر تحدث عن الأم الذي تزامن عيدها مع إقامة المهرجان . بعد ذلك  ومن خلال السلايت استمتع الحضور بمشاهدة بانوراما المهرجانات السابقة التي استغرقت حوالي الساعة والتي تناولت تسع مهرجانات من العام 1999 وحتى الآن وكان السيد رائد لحدو يتحدث بموجز عن كل مهرجان وعن الفقرات التي قُدمت فيه ثم كانت كلمة الختام مع الأب الفاضل القس ميخائيل الذي تناول حياة مار افرام الملفان العظيم من كاقة الجوانب  وقد تساءل المحاضر عن كيفية الاستفادة من تجربة القديس في وقتنا الحاضر بمعنى أن تكون سيرة وحياة هذا القديس مثالاً حسناً لإنسان هذا العصر وأن نقتدي به  .

وأخيراً أقولها ورغم فرحتنا الكبيرة التي عشناها خلال هذا المهرجان ، وغيره من التظاهرات الثقافية التي حدثت في القحطانية والقامشلي ،  وغيره من مدن الجزيرة إلاّ أننا  كنا متألمين وقلوبنا تعتصر ألماً لغياب التلفزيونات التي تدّعي أنها سريانية ومكاتبها متواجدة في القامشلي ، في حين إن تلفزيون آشور كلن يغطي كل هذه المناسبات عندما كان له كادر  في القامشلي ، وهو سيستمر مستقبلا بلعب هذا الدور حين يكون كادره جاهزاً للعمل . والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه التسمية ما دامت لا تتواجد بهكذا مهرجانات وتظاهرات فنية وثقافية تخص شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، ولماذا إذاً يقوم القائمين على هذه التلفزيونات بزيارة شعبنا في أماكن تواجدهم ، ولمّ التبرعات منهم بحجة دعم هذه القنوات الفضائية ، مادام الأمر هكذا فإذاً من الواجب على مندوبي تلك التلفزيونات تغطية كافة النشاطات التي يقوم بها شعبنا وعلى جميع الصعد  .

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links