لسانك  لا تذكر به عورةََ َ امرئ ٍ , كلــّك َ عورات وللناس ِ ألســنُ

 

 

                                                         ثامــــــر

              منطق الأشياء يقول أن وباء العبث الفكري قاتل فتاك يفزع  الانسان  ويربك الحياة لحد موت الروح في جسدها المتحرك, وبسبب خطورته, حاز تنظيم علاقة الانسان بمحيطه على إهتمام النخب,لذا دأب الفلاسفة والمفكرون  الى البحث عن سبل تطوير قدراته العقليه وتقويم  أخلاقه  ليمارس دوره  وسط عوامل وظواهر تؤثر وتتأثر بــــه .

 لا يخفى على أحد يا سادتي ,بأن  فضاء الحرية يشكل عاملا رئيسيا  في صقل الشخصية  وبلورة حالتها الإبداعيه ,و لو غاب هذا الفضاء او أسيئ إستخدام هوامشه, تعم الفوضى ويُـغتال عنصر الابداع, أي أن الضير ليس في تباين الأفكار بل في قمعها اوفي بؤسها  الذي  يجد ملاذه في تعنيف الآليه الحواريه المتداوله  المراد منها  تفعيل مشتركات موجوده اصلا لكنها تغيب حين تزداد وطأة  إفرازات الأنا وتعابيرها المشبعه بالمفردة العابثه التي هدرنا فيها جهودا لم يجني منها شعبنا الكلدواشوري السرياني اي ثمر  .

حين لايجد  المحلل السياسي متكــأ  ً سوى عصا  إلصاق التهم  كضربة  حظ  وكوسيلةٍ يظنها درعه الذي يقيه  من عواقب الكشف عن سوء نياته وعورة عدم تكليف نفسه عناء تنقيط أحرف كلماته وتحريك مخارجها بوضوح بما ينسجم ومعاناة شعبه التواق للوحدة  وكأننا بهذا المحلل يجهل  البديهيات التي تبيح الخوض في مصير من يزعم الإنتماء اليهم  كمن يقول (حلبت حلبت, ما حلبت قامت وقلبت), بالتالي  تغافله المتعمد لأولوية معالجة عوراته(الفكرية والسياسية) سيلقي به في فخ العجز عن التواصل الهادئ والجرئ .

إذن ما  نستنتجه من خوض هؤلاء في غمار المهم وهم بذات الوقت  يعانون من وضع  فكري  مشتت يسعون تمريره بصياغة جمل فاقده لأقل ما يحتاجه  فكرالقارئ  ومن أخلاقيات الكاتب الملتزم, يقيناً سيعانون ونعاني معهم من  أزمه  سببها تضييقنا الطوعي على ذاتنا المحبوسه بين جدران رغباتنا الخاصه  وبين الخوف من كشف عوراتنا التي يحاول البعض التستر عليها بغطاء أحقيتهم  في نقد الآخر .

 فيما يتعلق بعنوان مقالنا , اتمنى ان لايكون إختياري لنموذج أسلوب السيد صنا  وأنداده خروجا على المألوف في ظرف ووسطنا الإعلامي العراقي يعيش  لحظات إحتجاج و قلق وترقب لما ستؤول اليه قضية إستشهاد صحفي عراقي آخر بسبب قلمه, لذا أستميح القارئ عذرا  وأنا بصدد موضوعة تحتم علي الإستعانة بأسلوب  فني مناقض  تماما لأسلوب الكاتب المرحوم سردشت عثمان .

عودة الى اسلوب السيد صنا الذي لا أزعم أنه المقصود حصريا في كلامي, لأن  المتراشقين معه  اليوم  على مواقع الانترنيت كانوا بالأمس القريب من المطبلين لمرجعيته السياسية التي عملوا فيها  كمستشارين ومنظرين, لذا يبقى السيد صنا بنظري هو النموذج  الذي رغم إطلاعه على آراء المتابعين  فيما  يكتبه  من  تناقض وتخبط في  أفكاره العامله   كالمعول الهدام  كونها  محكومه بضبابية أجندة تنظيمه الحزبي  الذي ضم في أحضانه أنداده الحاليين يوم كانت الاموال  تتدفق  ,و رغم كل ذلك , ما زال الصنا يمعن في غيــّه  الساعي الى ترويض  عقول الرابضين  على مذلــّة التسليم لسيل قلمه الأهوج وسفسطة  بنات أفكارأنداده, ظنا ً منهم  (ان كل مدعبل جوز) , بينما  نعلم جيدا  وهم( أنداده) أيضا يعلموا وهكذا هو  بأن المقالات والتعليقات التي حذرنا فيها يوما من نوايا مرجعيته ومن تناقضات طروحاته ومفرداته الغير المهذبه  التي إعتبرها أحدهم  حاله إبداعيه و مبعث فخر وإعتزاز لشخصه  ,تكفي تلك الردود ليس فقط لتقويم هفوه عابره تصادف كاتب متمرس فحسب, بل كفيله لهداية  الأبن الضال الذي يقوده جهله الى صم أذنيه وتغميض عينيه عن  الحقيقه التي نقلت سردشت عثمان ومن سبقوه الى قمة جلجلــــه .

إذن أين الغرابة لو شكك المتابع المتوسط  منذ  مؤتمر عنكاوة الاول يوم قلنا بأن  نواياه في تشكيل ما أسموه بالمجلس الشعبي  مشكوك في أبعادها السياسيه مع احترامنا لشخوصها لكن لم يصغ الإخوه الينا , وها نحن اليوم نشهد في تراشقاتهم  ترويج  عين المفردة المبتذله وهم يخلطوا عشوائيا بين خلفية المجلس الشعبي السياسية و حقيقة عمل الحركة الديمقراطية الاشورية .

 معلوم ان الناقد والمفكر مطالب بالعد للعشره قبل رسم الكلمة  او نطقها,لكن  منذ  أن فازالسيد صنا بوظيفة كاتب  لتنظيم المجلس الشعبي (ك, س,أ ) , قادته رغبته الخاصه  مثلما فعل سابقوه  ( أنداده اليوم) يوم إختاروا ذات الطريق السهل للتألق او الإنتقام ,حيث لم يجد /يجدوا أسهل من إمتطاء صهوة تحقيق شهواتهم  وترضية المغدقين عليهم بالاموال إلا من خلال  حملات التشهير والتسقيط بكل من وجد خياره الوسطي في فكر ونضال الحركة الديمقراطية الأشورية المتواضع , وهذا ما سبق وحذرنا من عواقبه في اكثر من مناسبة , ولا باس لو نؤكد هنا ثانية لكن هذه المره على مطالبة المتراشقين بوجوب معالجة العورات السياسية المزمنه التي  أضفت على خطاباتهم حالة من الترهل  والخيبة بعد ان كشفت  خفايا دوافع تشكيل تنظيماتهم ,ثم عندئذ نقول للسيد صنا ولمن سبق و تورط مع تنظيمه: يحق لكم الآن ان تتطرقوا الى عورات الآخرين إن وجدت, ولكن يبدو أن مرارة الحقيقة وصعوبة مواجهة أصحابهاهي سبب ترددهم  في التطرق الى أخطائهم  او التلميح الى عوراتهم الفكريه و الاستفادة من تجارب الآخرين .

الملاحظ وبشكل لا يقبل اللبس, أن تساؤلات الناس حول مرجعية المجلس الشعبي السياسية والمالية  وعن برنامجه السياسي قد سببت الإحراج لمرجعية السيد صنا ولمن تحالف معها بالامس, بحيث حين تردنا الإجابات (والرؤوس مطموسة بالرمال كما تفعل النعامه) المبطنه إما بتحريف الحقيقة وألصاق التهم  بالمتسائلين أو بالهروب السريع نحو توجيه التهم  للهدف السهل (الحركة الديمقراطية الاشوريه )ونعت مطالباتها بحقوقنا بصفة المعاداة  للأكراد وللأحزاب الكردية , لدرجة  تجعلنا نجزم أن نشطاء المجلس الشعبي والناطقين بإسمه وهكذا حلفائه بالامس, سارحون في واد و تطلعات شعبنا في واد آخر, لا تهمهم إنتقادات الشارع  ولا يعنيهم أمر معالجة عوراتهم باي شكل, بل كلما ضاقت بهم سبل  كسب الجاه والمال السحت, يلجأوا كالعاده الى حرف الموضوع  بإتجاه زرع بذور الكراهية  وروح العداء بين تنظيمات شعبنا السياسية  والأحزاب الكرديه  التي لا تنقصها الخبرة  لمعرفة وإحترام اصول العمل السياسي وطرائق مطالبة الناس بحقوقها.

 يجدر بنا التأكيد  هنا على أن أساليب  السيد صنا ومقــّلديه من حلفاء الأمس  وأنداد اليوم من الذين أغرتهم الأموال وسال لها اللعاب , لن تلقى أذانا صاغيه لدى شعب بات  يدرك جيدا مكامن الإفراط في إبداعاتهم الإطرائية  والعدائيه التي يستحيل ان تحضى  بثقة عامة الناس , فكيف بثقة السياسي العربي او الكردي المتمرس , أللهم إلا إحتمال أستغلالها سياسيا على اعتبار ان السياسة هي فن الممكن وهذا ما لا نتمناه  من دعاة الديمقراطية ولا من جارنا التاريخي الذي عانينا مثلما عاناه من الأنظمة السابقه.

أخيرا نقول على  الغارق بالعورات ان يعلم جيدا بأنه للناس ألسنا ً واقلاما ً تستطيع ان تحكي عن الحقيقة لو شاءت الضرورة كما فعلت في السابق   وسوف لن تتردد في كشف العورات كلما تمادى المنتفعون .

الوطن والشعب من وراء القصد

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links