الحكيم يوارى الثرى في النجف الاشرف

زوعا - بغداد                

            وصل صباح امس 28-8-2009 م جثمان سماحة السيد عبد العزيز الحكيم الى مطار بغداد الدولي على متن طائرة خاصة قادمة من العاصمة الايرانية طهران حيث وافاه الاجل فيها.

وبدات مراسيم تشييع مهيبة رسمية وشعبية بحضور رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائبه الدكتور طارق الهاشمي ورئيس الوزراء نوري المالكي وممثل عن السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق والسيد يونادم كنا عضو مجلس النواب العراقي السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية اضافة الى عدد من الشخصيات العربية والاجنبية لتقديم العزاء لنجل الفقيد السيد عمار الحكيم، هذا وتم تشييع الفقيد من جامع براثا الى مدينة الكاظمية وفي عدد من انحاء العاصمة بغداد ثم نقل الجثمان الى كربلاء لاداء مراسيم الزيارة في تشييع جماهيري شاركت فيه مئات الالوف من ابناء كربلاء وذلك صباح السبت 29-8-2009 م لينقل بعدها الى النجف الاشرف ليشيع فيها في مراسيم مهيبة، وبعد الزيارة الى مثواه الاخير بجانب اخيه شهيد المحراب محمد باقر الحكيم في النجف الاشرف، هذا والقى الطالباني كلمة بالمناسبة اشاد فيها بدور سماحة السيد الحكيم في بناء العراق الجديد كما القى رئيس الوزراء كلمة استذكر فيها مراحل النضال ضد النظام السابق، من جهة اخرى اعرب مواطنون عراقيون في العاصمة بغداد عن حزنهم لرحيل الحكيم الذين اعتبروه ركنا من اركان الدولة العراقية ، هذا وكان الفقيد قد شييع في مراسيم مهيبة في طهران شارك فيها العديد من المسؤوليين الايرانيين والعراقيين بينهم السيد كنا .

 

نبذة عن الحكيم

ولد السيد عبد العزيز الحكيم عام 1950 في مدينة النجف الاشرف من اسرة ضاربة في جذور العلم والتقوى حيث استشهد منها 63 شخصاوسجن واعتقل اكثر من 200 شخص من الرجال والنساء في زمن النظام الدكتاتوري، ويعتبر السيد عبد العزيز اصغر ابناء المرجع الديني الراحل السيد محسن الحكيم العشرة والوحيد الذي بقى منهم على قيد الحياة بعد ان استشهد اخوته جميعا وكان اخرهم السيد محمد باقر الحكيم.

وحظي السيد الحكيم برعاية اخوته الذين منحوه الكثير من علومهم وتوجه الحكيم في وقت مبكر من حياته نحو الدراسة في الحوزة العلمية المشرفة في النجف فدرس المقدمات في مدرسة العلوم الاسلامية التي اسسها الامام الحكيم في السنوات الاخيرة من مرجعيته، وكان المشرف على مدرسة السيد محمد باقرالحكيم وفي مرحلة السطوع تتلمذ على يد مجموعة من الاساتذة في الفقة واصول الدين وبعد ان قام النظام السابق باحتجاز الشهيد الصدر تفرغ السيد عبد العزيز الحكيم تماما لترتيب علاقة السيد الشهيد بالخارج وكان حلقة الوصل بينه وبين تلاميذه والجمهور العراقي داخل وخارج العراق كما شارك في العمل السياسي والتصدي العلني للنظام السابق فكان من المؤسسين لحركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق وعضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس الاعلى في اول دورة له ثم مسؤولا للمكتب التنفيذي للمجلس الاعلى في دورته الثالثة ثم اصبح عضوا في مجلس الشورى المركزية للمجلس الاعلى منذ العام 1986 وحتى انتخابه رئيسا للمجلس بعد استشهاد شهيد المحراب في 29-8-2003 م، وفي اواسط الثمانينات تبنى الى جانب مهامه ومسؤولياته العمل في مجال حقوق الانسان في العراق بعد ان لاحظ وجود فراغ كبير في هذا المجال فأسس المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق ومنذ ان بدات البوادر الاولى للعمل العسكري الدولي ضد النظام السابق كلفه شهيد المحراب بمسؤولية ادارة الملف السياسي لحركة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق فتراس وفد المجلس الاعلى الى الخارج والمشاركة في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن عام 2002 ثم مؤتمر صلاح الدين ثم في العملية السياسية بعد سقوط نظام صدام اصبح عضوا في مجلس الحكم ثم عضوا في الهيئة القيادية لمجلس الحكم العراقي وتراس المجلس في دورته لشهر كانون الاول عام 2003 م.

وفي انتخابات مجلس النواب العراقي تراس كتله الائتلاف العراقي الموحد اكبر الكتل البرلمانية وكان له دوره المميز في المواقف الوطنية وفي لم الشمل للائتلاف العراقي وفي حل المعضلات التي واجهت العملية السياسية وبصورة خاصة في الاعوام 2006-2007 حين كانت القوى المعادية للعملية السياسية تسعى بشتى الطرق لاشعال الحرب الاهلية والاقتتال الطائفي ولاكثر من عامين عانى من مرض عضال لم يثنه من نشاطه وعطائه السياسي حتى الرمق الاخير حين وافاه الاجل في مشافي طهران يوم 26-8-2009م

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links