البرلمان يهمش الاقليات

                                                       حميد مراد
                                                               hamid_murad@yahoo.com           

                 في كل دول العالم .. الشعب يعول ويضع ثقته الكاملة بيد القبه التشريعية الصادقة التي لا تقبل المساومة على الحقوق أو تهميش أو الغاء اي مكون مهما كان عددهم ، ويتعاملون وفق المعاير الدولية التي تضمن حماية الفرد وممتلكاته.
لكن في العراق شئ آخر حيث فجر مجلس النواب العراقي -.. مجلس الكتل الكبيرة .. مجلس القرارات الغير المتوقعة .. عندما اقدم بتاريخ 22 \ أيلول \ 2008 على رفع المادة (50 ) التي تضمنت حق الاقليات في التمثيل بمجالس المحافظات بنظام ( الكوتا ) هو ان يكون نائب واحد عن كل 20 الف عراقي ينتمي الي احدى هذه الاقليات. والتي كانت تكفل مقاعد للمسيحيين ( الكلدان - الاشورين - السريان ) والاقليات الدينية والاثنية الاخرى مثل الايزيدين والصابئة المندائين والشبك في مجالس المحافظات !!
ويعتبر هذا خرقاً واجحافاً بحق الاقليات بعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية ، وانتهاكاً للدستور العراقي الذي يضمن الحقوق والحريات المدنية والسياسية لكافة ابناء الشعب العراقي.
ان الغاء هذه المادة تعتبر تجاوزاً قانونياً صريحاً ومؤشراً خطيراً على مسائلة الثقة واحترام حقوق الاخرين والديمقراطية في العراق الجديد ، وهذا يجعلنا نتوقع المزيد من الاختراقات الدستورية في المستقبل القريب لمصلحة الكتل القومية أو الدينية أو الحزبية ، وربما حتى شخصية على حساب بقية أبناء العراق.
وفي الوقت الذي نعتب على الكتلة الكردستانية التي صوتت على رفع المادة رقم خمسين مع قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، وهو قرار أضر بالمكون المسيحي العريق الذي يعيش أبنائه في اراضي الاقليم والمدن المجاورة له والذين مرتبطين بعلاقات متينة ومتميزة مع الشعب الكردي وبمصير مشترك واحد عبر التاريخ، ونأمل من النائب الكردي ان لا ينسى بأن هناك تضحيات كبيرة قدمها المسيحيون والايزيديون الى حركة التحرر الكردية ، وفي نفس الوقت يتحمل النائب الايزيدي ( محما خليل ) مسؤولية تاريخية عندما كان يطالب بمزيد من الممثلين في مجالس المحافظات !! مما اعطى فرصة للكتلتين على أغتيال المادة خمسين !! كذلك علينا ان نقدم التحية والاسناد لاعضاء البرلمان النائب يونادم كنا والنائب عبد الاحد افرام - ممثلي الشعب المسيحي - الذين قدموا موقفاً مشرفاً اثناء انعقاد جلسات البرلمان ، وتحية الى نواب كتلة الفضيلة والحزب الاسلامي العراقي الذين صوتوا ضد الغاء المادة وكانوا حريصين للوقوف الى جانب الاقليات وهو موقف وطني يعتز به أبناء الاقليات والعراقيين الشرفاء.
وادعو ممثلي الاقليات كافة الى أقامت المظاهرات والاعتصامات ، وتشكيل وفد موحد لتنفيذ حملة دولية تشمل عن أجراءات ولقاءات مع الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وبرلمانات الدول الغربية والعربية لتوضيح الانتهاكات والضغوطات التي يتعرضون لها داخل العراق والمطالبة بدعم حقوقهم والكف عن اسلوب التهميش والتهديد ورفع الظلم عنهم في التشريعات العراقية ، وعلى المخلصين والحريصين على الوحدة الوطنية العراقية دعم هذه المطالب.