سركون بولص .. حمامة عراقية غرست نبتة الخلود ولم تفلح في حصادها !!

 

                                                                    سامر الياس سعيد

 

            مرة اخرى تستقبل ارض المنافي جسدا لقامة إبداعية  سامقة استطاعت ان تبقي على بصمة العراق ثابتة في هاجسها منذ إطلالتها الاولى على الحياة  في منتصف الاربيعينيات في الحبانية بمحافظة الانبار.. ومذ ان غادر سركون بولص عراقه لم يفارق البيت الكبير الذي بدا بارزا في إشعاره وكلماته التي تلالات حباتها مثل تلالا  قطرات دجلة والفرات في انعكاس ليلة قمرية  منيرة .. بولص الذي ودع  الحياة من برلين الألمانية كان  المواطن العراقي ال (... ) الذي كررت ارض  المانيا لسيناريو   نهاية درامية لمبدع عراقي حاله تشابه مع نهاية قامة المسرح الإبداعية عوني كرومي في ذات الارض  قبل عدة اعوام  ومعها أجساد عراقيين  غادرونا فجأة ودون سابق إنذار  ليس في المانيا فحسب  بل في مشارق البسيطة ومغاربها  .. سركون بولص الشاعر  الذي أطلق شاعريته حمامة في فضاءات بلاد الغربة فنثرت عبق ثلاثة كتب  منها قصص غرفة مهجورة التي  أبرزها للعلن منتصف تسعينيات القرن المنصرم  وراقت له  فكرة ان ينقل ارث الإبداع العراقي بلغة المانية  لاتضخ عنفا بل رومانسية فبرزت  للعلن قصائده التي اختار لها عنوان شهود على الضفاف  ثم كانت سيرة  أساطير وتراب  أجمل ما دونه مداد بولص في ارض تبعد عن الوطن الاف الأميال لكن لهجته لم تتلون  بالابتعاد فبقي على ولاؤه  وبقي ذلك الشاب الذي سرى في شرايينه  أصول العراق  ذلك البيت الكبير ..تلك الإبداعات  أضافها الى مكتبة تلونت صفحاتها  بنشيد مناجاة الوطن فقد كانت تضم  الوصول  الى مدينة اين وهي التساؤل الذي عجزعن ترجمته لواقع في رحلاته بحثا عن وطن بديل دون جدوى فانبثقت من سيرته  مدن امريكية مثل سان فرانسيسكو  والمانية مثل مدينة النهاية (برلين )  كما أطلق الى فضاء النشر كتب الحياة قرب الاكروبول  والأول والتالي  وحامل الفانوس في  ليل الذئاب  وإذا كنت نائما  في مركب نوح  والعقرب في البستان .. قدرته الإبداعية لم تقف عند حد معين فهذا العام  سيصدر له قريبا  ترجمات لكتب النبي  لجبران  وترجمات اخرى مختارة  لرقائم  لروح الكون  وكتاب لايتيل عدنان  بعنوان هناك  في ضياء وظلمة  النفس والأخر .. كل تلك المشاهد الثقافية غابت عن محدثي وانا  أتناول معه قصة المفارقة  التي باتت تجعل ارض الغربة  تلتهم قاماتنا الإبداعية في انطفاء درامي كما نني صدمت بعد رافقني طريق العودة عبر دقائق اليوم التالي لرحيل شاعر المنافي شخصية عجزت عن معرفة  إجابة  تتناول هذا الشاعر بشيء من الحفاوة  خاصة وان  تلك الشخصية  تتقلد مهمة إدارية رفيعة تعنى بشؤون الأدباء والكتاب في احدى محافظاتنا العزيزة ..أعدت عليه الاسم تكرارا فلم اقرأ في عيونه أية معرفة مع مراعاة لان الراحل والحاضر يشتركان في حرفة واحدة وهي قرض الشعر  فأي مأساة ان تغيب قاماتنا الإبداعية بعد ان اختارت  المنفى محطة لإطلاق إبداعها وعلى من نطلق اللوم في تغييب أفق اخر  كان له من صولات الإبداع وجولاتها ما منحه لقب الثائر الأبرز في حركة الشعر الحديث لابل  أعمدة الشعر في الراهن الحاضر نعوه بأسلوب  وصفي بأنه من احد أعضاء حركة الشعر البارزين  ..

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links