شجرة
الميلاد
الراهب اشور ياقو البازي
لما وُلد المسيح في بيت لحم، لم تكن له شجرة
عيد ميلاد، إذ لم يكن الأولاد وقتها يتمتعون بمثل ما تتمتعون به. كان والدا
يسوع فقيرين جداً لذلك لم يولد ابنهما في قصر بل في إسطبل، ولم يوضع على
فراش من حرير، بل وضع في مذود ومع ذلك فقط كان الابن الوحيد للأب، وقد ترك
عرشه المجيد في السماء وجاء إلى الأرض، في صورة إنسان ليعلّم الناس عن محبة
الله لهم ويريهم كيف يحبونه، وفي يوم ميلاده جاءت جوقة سماوية مؤلفة من
ملائكة في ثياب لامعة ورتلت ترتيلتها الحلوة لرعاة بيت لحم. ورعاة بيت لحم
لم يُعيّدو كما نُعيّد نحن حول شجرة الميلاد، إذ لم تكن لهم شجرة ولكنهم
تركوا أغنامهم، وذهبوا إلى بيت لحم ووجدوا كما قالت لهم الملائكة وسجدوا
ليسوع.
كم منا ينشغل اليوم بتزيين شجرة الميلاد بكافة أنواع
الزينات، والأنوار المتألقة، وأشكال الهدايا، استعداداً لقضاء ليلة الميلاد
سعيداً مع الأهل والاصدقاء
أقف اليوم في هذا العيد أمام شجرة الميلاد، لأسأل يسوع
المسيح
ماذا لديك يا سيدي لتقدمه لي في هذه المناسبة السعيدة؟
ويأتيني الجواب منه عن طريق يوحنا الرائي
واراني نهر الحياة صافياً كالبلور ينبع من عرش الله
والحمل، ويجري في وسط ساحة المدينة وعلى ضفّتيه شجرة الحياة تثمر اثنتي
عشرة مرة، كل شهر مرةً وتشفي بورقها الأمم
نعم هذه هي هدية رب العيد التي يقدمها لنا، هذه هي
أعظم شجرة ميلاد في الوجود بهداياها التي يقدمها يسوع لكل إنسان في
الوجود
أيها الفقراء الذين لا تجدون من يطعمكم ويهتم بكم
أيها اليتامى الذين لا تجدون أباً في العيد يقدم هديته
لكم
تعالوا إلى الذي يفرح قلوبكم ويسعدكم في العيد
تعالوا إلى طفل المذود تجدوه يقول لكم
أنا شجرة الحياة العظيمة
أنا شجرة العيد التي تجدون فيها كل ما تريدون من
الهدايا
الوف الهدايا تنتظركم الليلة، وعلى كل هدية اسم كل واحد
منكم
|