تهنئة قداسة أبينا البطريرك مار أدى الثاني الجزيل الاحترام

 بمناسبة عيد أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة 6759

 

 

 زوعا- خاص

                    أخوتنا وأبناؤنا الأحباء أبناء شعبنا العراقي عموما.. وشعبنا الآشوري في الوطن الأم بلاد الرافدين.. وفي بلدان الاغتراب في مشارق الأرض ومغاربها.

   تقبلوا سلامنا ومحبتنا في الرب يسوع المسيح له المجد.. مقرونة بصلواتنا الدائمة إلى الرب الإله أن يحفظكم جسدا وروحا ونفسا في أتم صحة بدنية وأسمى حياة إيمانية.. ويحفظ بلدنا الحبيب وشعبه الطيب بكل مكوناته وتلاوينه الدينية والقومية.

   يسرنا اليوم.. ونحن نخاطبكم من بغداد الحبيبة.. عاصمة أرض النهرين في تاريخها الحديث.. وهي تحتضن شقيقتيها في التاريخ المجيد.. نينوى شمالا وبابل جنوبا.. تحيط بهم الحضر والنمرود وأور وباب نركال والجنائن المعلقة وكوخي الكنيسة الأولى في ساليق قطيسفون.. أن نتلقى نسمات ربيع جديد تحمل إلينا أملا متجددا جوهره المحبة والسلام والتسامح.. وهي مفاهيم طالما دعا إليها السيد المسيح في بشارته الخلاصية.

   يسرنا أن نخاطبكم بهذه الكلمات المتواضعة.. فنتقدم إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد أكيتو.. رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة 6759.. هذا العيد القومي الكبير الذي يعكس بكل جلاء ووضوح عمق حضارة شعبنا على أرض النهرين.. ويحمل للحاضر والمستقبل إرثا ثرا يحمل بين ثناياه أصالة الانتماء وقوة الجذور، وبالتالي متانة الجذع وجمالية الغصون وروعة الأزاهير المتعددة الألوان والعطور.. وهي ترمز إلى هذا الشعب الذي عانى في مراحل متعددة من تاريخه المجيد من الكثير من المظالم والصعاب.. وظل رغم ذلك محافظا على أصالته وإيمانه ومقومات وجوده الإيمانية والقومية والوطنية.

    وكما أن عيد أكيتو يرمز إلى جملة من الأمور في مقدمتها طلة الربيع البهي بكل رياحينه الجميلة.. ورموزه الطيبة من الخصب وتجدد الحياة، هكذا يحدونا الأمل أن نستلهم جميعا من معانيه ودلالاته هذه.. ما نمزجه بما نستلهمه من معاني ودلالات قيامة الرب يسوع المسيح المجيدة من بين الأموات.. والتي يتزامن الاحتفال بها مع هذا العيد القومي البهي.. فنعكسها في حياتنا اليوم.. ونسعى للعمل بموجبها فنجسد معاني احتفالنا برأس السنة البابلية الآشورية الجديدة ومعاني القيامة المجيدة. ولا يكون ذلك، من ضمن ما يكون، إلا بالوحدة التي شغلت جانبا مهما من رسالة المخلص.. مثلما حرص على تحقيقها كل رعاة ورموز وقادة شعبنا على مر العصور.. لتتواصل أهميتها في واقع اليوم، ولا سيما لأبناء شعبنا الآشوري في الوطن الأم بمختلف عناوينه السياسية والقومية والثقافية والاجتماعية والشعبية وعموم أبنائه الكرام بكل مسمياتهم التي تتبلور كالورود النضرة في زهرية واحدة جميلة، فيحل السلام والوئام في قلوب الجميع.. وتتوحد الأيادي والقلوب.. لتعمر بيتنا الداخلي أولاً.. ومن ثم تساهم في إعمار بيتنا الكبير.. العراق الحبيب.. أرض الرسل والأنبياء، أرض الحضارة والتاريخ والأسفار الخالدة.

أحباؤنا الكرام..

مثلما نقول في عيد القيامة المجيدة: قام المسيح حقا قام.. قيامة وحياة وتجدد لكم جميعا.. هكذا يمكننا أيضا أن نقول في هذا العيد القومي البهي بفخر واعتزاز.. نهضة.. وتجدد.. وحياة ملؤها الرجاء الصالح بكل ما هو خير لشعبنا ووجودنا في وطننا الذي بدأت تشرق عليه شمس السلام والأمن والاستقرار فتنشر أشعتها الذهبية في قلوب الجميع.. وتلامس البراعم المتفتحة فتهب لها نفحة حياة جديدة طيبة.

  ختاما.. وإذ نبارك جهود كل مؤسسات وفعاليات شعبنا القومية في سعيها الدؤوب لإقرار حقوق شعبنا كمكون أصيل من مكونات الطيف العراقي الجميل.. فإننا ندعوها بهذه المناسبة العطرة، مثلما ندعو أخوتنا الرعاة الروحانيين الأجلاء.. وعموم أبناء شعبنا الأحباء، إلى المزيد من السعي الجاد لتوحيد الصف.. خدمة للصالح العام وتجسيدا لصلاة الفادي المخلص وضرورات المرحلة الزمنية التي نعيشها اليوم.. وكل عام وأنتم بخير وسرور، ولتكن نعمة الرب يسوع المسيح ومحبة الله الآب.. وشركة الروح القدس.. معنا جميعا في كل حين.. آمين.

 

 

كُتب في قلايتنا البطريركية ببغداد

28 آذار 2009

 

 

البطريرك

أدى الثاني

بالنعمة: بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة

في العراق والعالم

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links