وداعا ايها الشيخ الكبير

 

 

                                                 ذنون محمد

           انطفأت تلك الشمعه التي كانت تنير ساحات كرة القدم لعقود طويله سواء كان لاعبا او مدربا او حتى وهو يسطر خبراته الكبيره في مدرسته الكرويه تلك المدرسه التي ما زالت تخرج مواهب في كرة القدم نعم فضل ان تكون خبرته الكبيره وتاريخه الاشم في هذه المدرسه وبين صغار ما زالوا يتعلمون كرة القدم وأساسياتها كان هذا الكبير بين هؤلاء الصغار وهو يعلمهم فنون هذه اللعبه وسحرها الاسطوري لم يكن امامهم عملاقا يترفع عنهم بل كان معلما يوزع عليهم قناني الماء البارد وهو يرفع التعب عن جباههم الصغيره  .. عقود طويل وهو مع معشوقته الازليه رافضا كل أغراءات الهجره وكل دولارات الخارج مكتفيا بألقليل في بلده الذي ربما ظلمه نوعا ما نعم ظلم ذلك الشيخ الكبير حيث كانت بعض كلماته تثير الحسره وهو يشكوا الاهمال من بعض القائمين على كرة القدم العراقيه او من بعض مسؤؤلي الدوله  .نعم عانى هذا الشيخ من الحرمان في سنواته الاخيره ومن اهمال بعض المقربين من كرة القدم ..عمو بابا ليس بألرجل العادي الذي يمكن ان تكرره الملاعب العراقيه بسهوله فهذا الرجل شعلة جلبت للعراق الكؤؤس الغاليه .كانت كلماته الاخيره ان يدفن بألقرب من استاذ الشعب ليسمع اقدام اللاعبين وهي تداعب الكره التي من اجلها أفنى ريعان شبابه ولم يحرمه المرض من الابتعاد عن تلك الساحره الجميله  ..لم تكن روح ذلك الفقيد الغالي الا روحا عاشقه لبلده ولم تكن تلك الساحره لديه مجرد كرة  تتناقلها الاقدام في ساحات خضراء بل كانت تعني العراق والتعلق بترابه وأسعاد شعبه المظلوم لقد اتعبته تلك الكره وأثقلت جسده بألأمراض وحرمته من عائلته التي ركبت قطار الهجره رافضا عروضا كثيره يسيل لها لعاب أي مدرب مكتفيا بفتات بلده قانعا ان المجد يجب ان يصنع ويكون للعراق وليس لأي ارض اخرى من غيره يحمل هذه الصفات من غيره يحمل هذا الولاء لقد فضل غيره العمل في الخارج بينما الشيخ قالها بصراحه لن اكون الا للعراق كلما اشاهد الشيخ وهو يشكوا همه ومرضه بكلمات عربيه متعثره تذكرت فيلم الشيخ والبحر وقصة ذلك الذي  يصارع في عرض البحر سمك القرش القاتل نعم القصه او المعنى واحد الكل يصارع من اجل البقاء.نعم نجح شيخنا في بناء مدرسته وتحقيق حلمه الكبير  بينما فشل ذلك الشيخ في أيصال صيده الى الساحل فمجد عمو بابا وتاريخه مرحله من مراحل العراق التي يجب ان تدون ويجب الارتكاز اليها دائما فقد كان هذا الرجل مرحله فاصله وأساسيه في كرة القدم العراقيه ..نعم كان تشيعه مهيبا وتجول جثمانه ساحات بغداد المختلفه وهكذا نحن لانكرم الابطال الا بعد الموت ..نام يا ابو سامي في المكان الذي اخترته وستسمع دبيب الصغار وهم يتلاعبون بكرتك الساحره وستسمع صيحات الجماهير عند كل هدف عراقي المجد كل المجد لك يا عمو بابا فأرض انجبت هذا العملاق ربما تنجب عملاق اخر ..

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links