الوحدة بين التعصبين الاشوري والكلداني

 

                                                                                      يوسف شكوانا

             

        في البداية أود أن أهنئ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في كل مكان وخاصة في الوطن العزيز بهذا الانجاز الذي أقر وحدتنا القومية في دستور أقليم كردستان وفي الوقت الذي أثني على كل من بذل جهدا من أجل تحقيق ذلك منظمات وشخصيات وجماهير الشعب، أتمنى أن تتكاتف الجهود من أجل أصلاح الخطأ الذي حصل في الدستور العراقي وأقرار هذه الوحدة فيه. فالمعروف أن كل عمل صالح تقيمه الجماهير وتذكره الاجيال باعتزاز.

   لقد جاء أقرار وحدتنا القومية في دستور كردستان معبرا عن أرادة الغالبية العظمى من جماهير شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وقناعتهم وأيمانهم باننا شعب واحد وقومية واحدة لا تقبل الانقسام، وعندما أقول الغالبية العظمى لا استند فقط على الرأي العام الذي يكاد يجتمع على هذه الوحدة وأنما على نتائج كل الانتخابات التي جرت لحد الان سواء في عموم الوطن ام في المحافظات وكذلك في الاقليم، ليس فقط في هذه المجالات وأنما حتى الاطراف التي انزعجت بهذا القرار الوحدوي وترفضه اليوم كانت في دعايتها الانتخابية تعلن بانها قائمة الوحدة القومية من أجل كسب الاصوات الانتخابية أليس هذا خير دليل على علمها بان شعبنا مع الوحدة؟

 ان كتابات البعض اليوم تذكرني بما حصل قبل سنوات في التعداد العام الذي جرى في أمريكا عندما أتفق عدد كبير من المهتمين بشأن شعبنا وجاليتنا على أدراج قوميتنا في حقل واحد بصيغة اشوري/كلداني/سرياني على ما أتذكر الترتيب فقامت قيامة بعض الاخوة الاشوريين واصبح موضوع السلاش بين الاسماء أهم موضوع وقتها وفضلوا كتابة كل أسم في حقل خاص لوحده ألا أن جهودهم تلك باءت بالفشل أمام أرادة شعبنا الذي رحب بالامر وجهود الخيرين وهكذا كان. وما نراه اليوم قيام بعض الاخوة الكلدان بالعمل نفسه وكأن التاريخ يعيد نفسه بفارق بسيط هو حلول الواوات محل السلاش اما باقي الامور من تطبيل وتزمير والسباحة بعكس التيار فهي نفسها. فما الذي خسره الاخوة الاشوريون بالامس من اضافة الاسم الكلداني في امريكا بل على العكس أنه ادى الى زيادة الدعم المادي والمعنوي  بالنتيجة مضاعفة اعدادهم ومع ذلك لم يصل الى الحد المطلوب، واليوم ما الذي يخسره الاخوة الكلدان من ذكر التسميتين الاشورية والسريانية معهم بل على العكس انه يضيف ابعادا عديدة للقضية كالبعد التاريخي والجغرافي والسياسي.

 وكما اقتنع الكثيرون بالامس أن وراء التعصب الاشوري أمور أخرى بعيدة عن المصلحة القومية أذ لو كان موقفهم بسبب حرصهم على التسمية الاشورية فانها أدرجت بالاستمارة الامريكية بكامل حروفها دون نقصان، وهكذا اليوم مع هذا التعصب الكلداني البعيد عن المصلحة القومية فأن كان بسبب حرصهم على التسمية الكلدانية فهي مدرجة في دستور الاقليم بكامل حروفها ودون نقصان أيضا، أذن أين تكمن المشكلة؟ للاجابة على هذا السؤال لا بد من الرجوع الى التجربة الامريكية لقدمها وأتضاح بعض الامور بعد تلك الزوبعة، فلقد تبين أن الامر كان حول الكعكة التي ستمنح لشعبنا في حالة بلوغ عددنا الحد الادنى المطلوب لاستلام الكعكة فشعر البعض أنهم اولى بالكعكة لماضيهم في هذا المجال رافضين أن يظهر اخرون فجأة ويشاركوهم بها ألا أن المسألة كلها باءت بالفشل لعدم بلوغ العدد المطلوب رغم الوحدة فكيف يا ترى بالانقسام؟ واليوم تتكرر الحالة نفسها حيث يفتضح موضوع الكعكة مرة أخرى فهؤلاء الاخوة يعلمون جيدا أنها تكون دائما من نصيب الوحدويين لان شعبنا ينتخبهم وبذلك تكون فرصتهم الوحيدة بالانقسام وتخصيص كوتا لكل قسم متوهمين أنهم بذلك سيحصلون على جزء من الكعكة ناسين أنه حتى لو تمت التجزئة لا سامح الله فشعبنا سيصوت للوحدة في كل كوتا ونتائج انتخابات المحافظات الاخيرة خير دليل على ذلك، وانتخابات كوردستان على الابواب فلنرى لمن سيصوت شعبنا للوحدة أم للانقسام وهل سيحصل الانقسام على 80% من الاصوات كما يقول الروافض.وأذا كانوا فعلا مقتنعين بنسبتهم هذه أذا لماذا هذا الضجيج فكل الانتخابات المستقبلية ستحقق لهم الفوز بجدارة وعندها يمثلون شعبنا شرعيا!!!

 بالامس وفي أمريكا كنا نقول للاخوة رافضي الوحدة أن التسمية الكلدانية ستدخل الاستمارة شئتم أم أبيتم فهل تفضلون أن تكون في حقلكم أم في حقل مستقل؟ فكان معظمهم يتهرب من الاجابة ألا أنه بعد الالحاح وصل التعصب عند بعضهم للقول أنه يفضل أن تدرج في حقل مستقل!!! وهذا شأن أعداء الوحدة اليوم الذين يحاولون بتعصبهم تجزئة الشعب الواحد، فما الذي يستطيع الجزء تحقيقه ولا يتمكن الكل من تحقيقه؟ لا بل هل يستطيع الجزء أن يحقق كل ما يتمكن الكل من تحقيقه؟

وجه التشابه الاخر بين الامس واليوم هو وقوف المنظمات الجماهيرية بالامس مع الوحدة في الوقت الذي وقفت الاخرى وبعض الشخصيات الكتابية ضدها وها هي الحالة تتكرر اليوم فنرى كافة المنظمات التي لها جماهير بدليل نتائج الانتخابات تقف مع الوحدة وأما الاخرى وبعض الاصوات الكتابية تقف ضدها.

 بالامس قالوا أن البعض باع القضية باضافة الاسم الكلداني في الحقل الاشوري ولحد الان لم يظهر من قام بالبيع ولمن وثمن البيع وهل أذا كان نقدا أم بالتقسيط، واليوم يقولون بأنه تم تهميش الكلدان وسلبت حقوقهم باضافة التسميتين السريانية والاشورية معها ولحد الان لا أعلم ما هي الحقوق التي كان الكلدان يتمتعون بها وتم سلبها بهذه الاضافة، فهل حذف حرف واحد من الالفباء الكلدانية أم هجرت قرية كلدانية بسبب هذا القرار أم حجبت حرية تنظيم أو فرد أو مؤسسة؟ فلاربع سنوات ودستور العراق يقسمنا بالواوات أي أنه بحسب قولهم لم يهمشهم أو يسلب حقوقهم فما الذي حققوه في العراق ولم يحققوه  في كردستان، أنني متأكد لو أنناحققنا اية مكاسب من واوات الدستور العراقي لطالب كلنا وضع الاف الواوات بين تسمياتنا.

 بالعودة الى الذين وقفوا ضد الوحدة واضافة الاسم الكلداني في الاستمارة الامريكية رأينا أن معظمهم من الذين لا زالوا يحلمون بأعادة أمجاد الامبراطورية الاشورية ولا يعرفون من الموضوع سوى  أمجاد التاريخ وكل تعاملهم هو مع الاوراق وليس على الارض بالاحلام وليس بالواقع, والذين يقفون اليوم ضد الوحدة يدعون بكلدانية غريبة لا هم لها سوى محاربة الاشورية بالدرجة الاولى وبعدها السريانية, فلديهم يعتبر القضاء على الاشورية هو السبيل الوحيد لاعادة أمجاد الامبراطورية الكلدانية.

 في أمريكا تعاملت دائرة الاحصاء السكاني مع أرادة الجالية وثبتت التسمية الكلدانية الاشورية السريانية ولم تعر اية أهمية للاصوات المعدودة التي كانت تصدر من شيكاغو أو كاليفورنيا، وهكذا برلمان كوردستان لا بد وأن أعتمد على الارادة الشعبية مستندا على نتائج كل الانتخابات ولم يعر أهمية للاصوات المعدودة التي تصدر من اوربا وامريكا واستراليا أو الذين يدعون تمثيل الشعب من غير أي تخويل شعبي.     

 وأخيرا كانت الغالبية العظمى في الوطن مع الوحدة بالامس والروافض في بلدان الاغتراب الا ما ندر في الوطن واليوم نرى البهجة التي تعم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن بهذا القرار الوحدوي والتي لا تعكرها سوى بعض الاصوات من بلدان الاغتراب وما ندر في الوطن. فهل سيكون مصير روافض الوحدةاليوم كمصير أمثالهم بالامس؟ والغريب في أمر البعض ممن وقفوا بشدة ضد روافض الامس أنهم وقعوا في المستنقع نفسه اليوم، فالمفروض بالانسان أن يتعلم من أخطاء الاخرين ويتجنبها لا أن يقع فيها.  

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links