تفجيرات الاربعاء.. الدروس والعبر

 

                                                 حميد الموسوي

              لا احد يشك في ان اعداء العراق الجديد من التكفيريين والظلاميين وبقايا السلطة السابقة من الذين تضررت مصالحهم ومن بعض الانظمة التي تتقاطع سياساتها مع التجربة الديمقراطية - يراهنون وبشدة على افشال العملية السياسية ويسعون جاهدين وبكل ما يملكون من اساليب خبيثة وافكار اجرامية واموال طائلة، غير عابهين بحياة الناس وممتلكاتهم فالمهم في حساباتهم احداث اكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية واحداث اكبر ضجة من شأنها نشر الرعب والخوف والفوضى لتنعكس النتيجة على الحكومة فتبدو ضعيفة غير قادرة على حماية شعبها، وهذا ما يدور فعلا في الاوساط العراقية عامة.. وما كارثة تفجيرات يوم الاربعاء التي هزت بغداد باطنان من المتفجرات وما اوقعته من اضرار بشرية ومادية الا دليل واضح على استهتار قوى الارهاب بكل القيم الانسانية وتحديها للحكومة واجهزتها الامنية ما يضع الحكومة الوطنية امام مسؤولياتها تجاه شعبها ورسالتها التي حملتها باقامة حكم ديمقراطي يكفل حياة العراقيين في العيش الحر الكريم الآمن.

وحين يعلن الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد بان الشبكة او العصابة او الرؤوس المدبرة لمجزرة يوم الاربعاء الدامي قد تم القاء القبض عليهم فهذا يؤكد على ان الحكومة قد تعرفت على الجهة او الجهات التي وقفت وراء هذه المجزرة ومن باب الأولى ان تعرض اعترافات هؤلاء المجرمين على الملأ ليتم التعرف على الفاعل الحقيقي بدل القاء التهم على هذه الجهة او تلك وهذا الحزب او ذاك، ولتتبين الصورة للعراقيين الذين شرقت بهم الظنون والشكوك وغربت وذهبت بهم الفضائيات الى متاهات وفضاءات شتى.

خاصة وان التنافس السياسي بين الكتل والاحزاب قد وصل الى حالة العداء وتسقط العثرات والصاق التهم الامر الذي يترك فراغا في مفاصل عدة من مفاصل الدولة ويحدث ثغرات تساعد متبني العمليات الارهابية على استغلالها والحاق المزيد من الاذى في اوساط الطبقات المستضعفة والمستهدفة واحداث الدمار والخراب في العراق واقتصاده وبناه التحتية.لقد اثبتت التفجيرات الاخيرة والطريقة الخبيثة التي تم ادخال وايصال تلك الكميات الكبيرة من المواد المتفجرة، والاماكن المختارة وما الحقته تلك العملية الاجرامية من دمار وفتك، اثبتت ان العراق والعراقيين في حرب مفتوحة مع عدو خطر يمتلك قدرة الاختراق واختيار الاهداف وخبرة العمل الاستخباري من خلال شبكاته المتغلغلة في كافة مفاصل الدولة ودوائر الحكومة والتي تنسق عملها وتتلقى اوامرها وتمويلها وتسليحها من قياداتها في خارج العراق، كما ان خبرتها المخابراتية خلال عملها اكثر من خمسة وعشرين عاما قد عرفها على معظم الحركات الارهابية وعصابات الجريمة المنظمة حيث اخذت تنسق عملها بعد سقوط السلطة ولكل هدفه مستفيدين من الفوضى التي صاحبت دخول قوات الاحتلال وضعف اداء القوات المسلحة التي تم حلها وتشكيل قوات وقيادات جديدة تنقصها الخبرة وطول التجربة التي تمتعت بها القوات المسلحة العراقية القديمة.

لا شك بان السرعة التي استطاعت بها الاجهزة المختصة تحديد الشبكة المسؤولة عن تفجيرات وزراتي الخارجية والمالية تسجل لصالح هذه الاجهزة لكنه يسجل فخرا لو تمكنت من قبرها في مهدها ومنعتها من تحقيق اهدافها.

وبعد الاعترافات التي ادلى بها المجرم وسام علي كاظم عضو الفرع السابق في حزب البعث المنحل والتي كشف فيها بالتفصيل ارتباطه بقيادات اجرامية خارج الحدود كلفته بمهمة تفجير وزارة المالية ومن المؤكد انه على ارتباط وثيق بمدبري تفجيرات وزارة الخارجية والذين كشفت التحقيقات بان بعضهم اطلق سراحه من سجن بوكا قبل اسبوعين.ان هذه الحقائق تضع الحكومة العراقية امام مسؤولياتها بحيث تضع نصب عينيها مسألة الاطلاق العشوائي للمتهمين المسجونين في السجون العراقية والاميركية ومسألة التساهل المفرط مع المقبوض عليهم بالجرم المشهود.

وكيفية التعامل مع القيادات البعثية المصرة على النهج الاجرامي.

وقضية دول الجوار وضرورة انتهاج سياسة جديدة بعدما فشلت سياسة "الجزرة" القائمة منذ ست سنوات ولم تجلب سوى الدمار والمزيد من دماء العراقيين الابرياء.

كما ان هذه الحقائق تضع المواطن العراقي الاصيل امام مسؤولياته بعدما عرف على ارض الواقع من هم اعداؤه الحقيقيون.

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links