انتخابات مجالس المحافظات وسبل نجاحها..

 

 

                                        ذنون محمد

               لم تعد تفصلنا عن أنتخابات المجالس البلدية سوى أسابيع قليلة فقد أصبحت هذه الانتخابات حديث الناس وشغلهم الشاغل وقد بدأت وسائل الاعلام المختلفة المرئية منها أو المقروءة تتحدث عن هذه الانتخابات وجدواها الديمقراطي في أختيار ممثلي الشعب في تلك المجالس والتي هي الخطوة الاولى نحو ألانتخابات البرلمانية القادمة وقد بدأت الاستعدادات الفعلية لها من خلال ندوات مختلفة للتعريف بأهدافها أو أهميتها كوسيلة من وسائل الحياة الديمقراطية وواحد من ابرز معالمها وأيضا بدأت بعض القوائم تعلن عن نفسها وبرامج عملها المستقبلية وهي تحاول ان تكسب رضا المواطن فارشة امامه مختلف الوعود والحياة الامنة وتلك واحدة من سنن المنتخبين جميعا فألكل يبحث ويدعي خدمة الفرد العراقي ويبحث عن وسائل اسعاده. أذن أن هذه التجارب الفتية لدينا ما هي الا وسيلة ناجحة من وسائل نشر الديمقراطية ومجاراة الاخرين بها خصوصا وأنها قد تكون تجربة حديثة في مجتمعنا وقد سبقتها تجربة جاءت على اسس عرقية أو طائفية في الاختيار وقد شابتها الكثير من العيوب أو عدم الدقة ولم تحقق الرغبة المتوخاة منها وذلك لاسباب عديدة ذكرنا البعض منها.

أن المجتمع بمكوناته المختلفة بات الان اكثر فهما وحاجة الى هذه الانتخابات لتصحيح الكثير من المعادلات الخاطئة ولتصحيح واحدة من أهم مسارات العملية الديمقراطية التي هي البوابة لأختيار الاكفأ وألاكثر خدمة للمجتمع خصوصا في هذا الظرف غير الخافية صعوبته على مسار العملية السياسية في العراق الجديد فقد تعرض العراق الى مختلف الانتكاسات وفي مجالاته المتعددة ويجب ان تصحح الكثير من المعادلات الخاطئة ألان  قبل أي وقت أخر وهذا التصحيح بحاجة الى افراد يدركون خطورة هذا الوضع قبل أي وقت أخر. أذن يمكن أعتبار هذه الانتخابات بوابة الامل في ترسيخ قيم ومفاهيم الديمقراطية وأشاعة أهدافها وبيان جدواها على الواقع الاجتماعي والسياسي خصوصا وأنها تحقق اهداف ورغبات غالبية الافراد بل أن الكثير من ابناء المجتمع بات ينظر ألان الى المصلحة العامة كهدف اساس لابد منه وألابتعاد عن المصالح الطائفية أو العرقية والتي لم يجنِ المجتمع من خلالها الا الدمار ونشر لثقافة الفوضى وتلك معلومة استخلصها الجميع وذاق مرارتها بعد تجارب قاسية بانت خطورتها على الجميع خصوصا وأن تأثيرها الكارثي ظهر بوضوح على صلب الحياة  للمجتمع العراقي.

يمكن للقائمين على هذه الانتخابات الاستفادة من أخطاء الانتخابات البرلمانيه السابقة والتي رافقتها الكثير من التجاوزات الخطرة أو غير العصرية والتي أثرت بوضوح على نفسية المواطن وتقبل الفرد للواقع الديمقراطي فالواجب ان نشيع عملية الانتخاب بين الافراد من خلال جعله ثقافة عصرية في الاختيار. ويجب أن تحاول اللجان المشكلة مراعاة تلك الاخطاء وعدم تكرارها في هذه الانتخابات خصوصا وأن العراق في بداية المسيرة وحديث العهد بألمنطق الديمقراطي تطبيقا وليس فهما فهو حفيد تلك الحضارات المختلفة ومنبع قوانينه الاولى وبما اننا في بداية الطريق في هذا العمل الديمقراطي فلابد ان ترافقها بعض ألاخطاء او التجاوزات القليلة خصوصا وأنها من التجارب الفتية أو ان البعض ما زال في مرحلة من عدم الايمان بهذا المبدأ فهو يعتبرها من التجارب الطارئة عليه أو أنها قد تضر بمصالحه الفردية ولذلك فهو يحاول الوصول الى هدفه حتى وأن ادى الامر الى اختيار الطرق الملتوية لذلك ولكن بعد ان تكرر التجربة مرحلة بعد أخرى تنعدم هذه التجاوزات الى ان تصل الى مستوى الطموح وتلبي حاجات واماني القائمين عليها ولعدم جاهزية الكثير من المؤسسات وأقصد بها مؤسسات المجتمع المدني المعنية بألاشراف على هكذا انتخابات باتت الحاجة ألان تنصب على ضرورة ألاشراف الدولي على هذه ألانتخابات للتأكد من حياديتها ونزاهتها أيضا وهو مطلب تلتزم وتطالب فيه الكثير من المكونات للمجتمع العراقي.

ويمكن القول أن مشكلة الكثير من الشعوب انها لا تستفيد من تجارب الاخرين في هذا المجال بل ان البعض يكرر تلك ألاخطاء مرة بعد اخرى وتلك واحدة من السلوكيات الخاطئة الواجب التعامل معها بحذر شديد فألانتخابات هي الطريق الواجب ألاخذ به والعمل على نشره لأنه الوسيلة الوحيدة لتصحيح الكثير من المعادلات الخاطئة أو المبهمة والتي جاءت على قياس غير صحيح ولذلك فأن الكثير بات يعول على هذه ألانتخابات بألذات التي باتت على الابواب ويأمل الكثير من مكونات المجتمع ان تسير هذه ألانتخابات حسب المنهاج الصحيح المعد لها وبعيدا عن ما رافق ألانتخابات الماضية التي لم تكن مقبولة من قبل الكثير من القطاعات الشعبية خصوصا وأن ما رافق تلك التجربة كان شيئا أخل بألعملية الديمقراطية التي نريدها تجربة تضاهي تجارب الدول االاخرى على أقل تقدير .

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links